خديجة الراقي

أسنان الحليب والنعاية عرضة للتسوس

الأربعاء 16 غشت 2006 - 15:58

انتشار أمراض الفم والأسنان بصورة واسعة بين السكان، يجعلنا نعتبر أن للثقافة الصحية دورا كبيرا للحد من انتشار مثل هذه الأمراض التي أصبحت بمثابة ظاهرة العصر، لارتباطها بنوعية المواد الغذائية التي تطبع وقتنا الحاضر، ويتجلى ذلك من خلال الإفراط في تناول المواد

ولتسليط مزيد من الضوء حول الموضوع اتصلنا بالدكتورة خديجة الراقي اختصاصية في طب الأسنان التي قالت، إن "صحة الفم والأسنان عند الطفل لها أهمية بالغة الشيء الذي يدفعنا إلى الاهتمام بها وإعطائها كل العناية ومعالجتها" .

وأبرزت الدكتورة خديجة الراقي، في تصريحها لـ " الصحراء المغربية "، أنه انطلاقا من ذلك، "يمكننا أن نقسم أسنان الطفل إلى مرحلتين، أسنان الحليب والأسنان النهائية، فبالنسبة للأولى يبدأ نموها عند الطفل، ابتداء من الشهر السادس وتنتهي حياتها في الثانية عشرة، وعددها 20 سنا، أما الأسنان النهائية وعددها 32 سنا، فيبدأ نموها في السنة السادسة من عمر الطفل، لذلك نسمي أول سن نهائية سن السادسة، ولا يجب أن ننسى ما لهذه السن من أهمية، لأنها تظهر في سن مبكر عند الطفل مما يجعل الآباء يظنون أنها سن حليب ولا يعيرونها أي اهتمام.

فأسنان الحليب كما هو الحال بالنسبة للأسنان النهائية يمكنها أن تصاب بالتسوس وهذا بسبب انعدام ثقافة التنظيف في أغلب الأحيان، لذلك يجب أن نعلم أطفالنا طريقة تنظيف الأسنان وأن نلح عليهم أن ينظفوا أسنانهم بعد كل وجبة غذائية، خصوصا قبل النوم، كما أن للتغذية دورا فعالا في الحفاظ على صحة الأسنان عند الطفل وذلك يتجلى في الدور الذي تلعبه بعض المواد كالفليور والكالسيوم والأملاح المعدنية في تقوية ميناء الأسنان".

ونصحت الدكتورة خديجة الراقي، الآباء بالاعتناء بتغذية أطفالهم وإعطائهم تغذية متوازنة وتجنيبهم السكريات والعجائن، لأنها تساعد على تسوس الأسنان، والإكثار من تناول المواد اللبنية لأنها المورد الأساسي للأملاح المعدنية، مضيفة في السياق ذاته، أن بعض الأبحاث "أكدت أنه لوحظ تأخر في تكوين الأسنان عند 71 في المائة من الأطفال الذين كانت أمهاتهم يعانين من نقص في مادة البروتينات خلال فترة الحمل، كما أن نقص مادة الكالسيوم عند الأم خلال فترة الرضاعة يمكن أن يؤدي إلى تشوه في طبيعة الأسنان عند الطفل".

وفي هذا الإطار شددت محدثتنا على ضرورة احترام ثلاث نقط مهمة، أولها، "تنظيف الأسنان بطريقة منتظمة بعد كل وجبة أكل، بفرشاة تلائم فم الطفل ومعجون أسنان يناسبه، وتغذية متوازنة تحتوي على الفليور والكالسيوم، مع ضرورة تجنب الإكثار من تناول السكريات والفطائر، وزيارة طبيب الأسنان كل ستة أشهر، يعني مرتين في السنة لمراقبة الأسنان وللكشف عن أي تسوس محتمل".

وأبرزت محدثتنا في اتصال هاتفي، أنه في ما يتعلق بطب الأسنان عند الأطفال، "لا يجب أن ينحصر هذا في علاج التسوس فقط، ولكن في الدور الفعال الذي يلعبه الطبيب في تكريس ثقافة التطبيب لدى الطفل".

واعتبرت الدكتورة خديجة الراقي، أنه من الضروري خلق هذا الجو لتأقلم الطفل مع طبيب الأسنان وتفاعله بطلاقة معه، ومع كل أدوات ولوازم العلاج بما في ذلك الكرسي الضخم المتحرك ومع رائحة الأدوية، كذلك خلال الزيارة يجب أن نغتنم الفرصة لإعطاء الطفل وكذلك أمه مرافقته بعض النصائح حول طريقة تنظيف الأسنان ونوع الفرشاة والمعجون المخصصان له والإلحاح على تنظيف الأسنان بعد كل وجبة أكل خصوصا قبل النوم، أما خلال الزيارة الثانية، فيبدأ الطبيب العلاج مع محاولة الحفاظ على أسنان الحليب وتجنب اقتلاعها قدر الإمكان.




تابعونا على فيسبوك