محمد عكيف : انعدام تحفيزات الموظفين تدفع بعضهم إلى ابتزاز المواطن

الأربعاء 16 غشت 2006 - 14:29

لا تزال صورة الإدارة العمومية العالقة بالأذهان لدى المواطن المغربي، وكذا معاملة الموظف لهذا الأخير، أحد أبرز عوامل التنافر والتباعد بين المواطن المغربي وإدارته، مما ينعكس سلبا على علاقة أحدهما بالآخر، عن هذا التعامل السائد في الإدارة المغربية والعلاقة

قال محمد عكيف رئيس مقاطعة ابن امسيك، إن المواطن المغربي، "كانت له نظرة عدائية تجاه الإدارة العمومية في السابق، لكن ذلك تغير مع الظرفية الراهنة، التي عرف المغرب فيها نوعا من التغيير على جميع المستويات، سواء الاقتصادية منها أو السياسية أو الاجتماعية، حيث برز على السطح نوع من التحسن في علاقة المواطن المغربي بإدارته العمومية" .

وعن التنافر الذي يحصل في بعض الحالات بين المواطن المغربي وموظف الإدارة العمومية، يبرز محمد عكيف في تصريحه لـ "الصحراء المغربية"، أنه "ناتج عن نقص في التواصل، لأن هناك بعض العينات من المواطنين تجهل حقوقها وواجباتها، فهاجس حصول بعض المواطنين على طلباتهم دونما معرفة إن كان ذلك من حقهم أم لا، يضعهم في محك مع الموظف الذي يضطر إلى تجاهلهم، وهنا لا يجب أن نتحامل على المواطن في هذا الأمر فقط.
بل هناك موظفون بالإدارة العمومية يتقاسمون هم الآخرون هذه المسؤولية إلى جانب المواطن، فالموظف إن لم يكن في مستوى التواصل المطلوب، وذا صدر رحب لتقبل استفسارات المواطن، الذي يرى في الموظف، المسؤول الوحيد عن تلبية كل ما يحتاجه من الإدارة العمومية، متناسيا أن ذلك الموظف له إكراهات يعانيها هو الآخر حيث يشتغل في ظروف جد صعبة على مستوى آليات الاشتغال".

واسترسل محمد عكيف قائلا، إن انعدام تحفيزات الموظفين، ومعاناتهم مع وسائل النقل،"كلها أمور قد تدفع بالبعض من الموظفين إلى اللجوء إلى ممارسة بعض الأساليب الرخيصة التي يبتز بها المواطن، فأخلاقيات المهنة في هذا المجال ترجع بالدرجة الأولى إلى الموظف، كما أن البيئة التي نشأ فيها والتربية التي تلقاها، لها دورها في التأثير على نفسية الموظف، قبل أن تمس الآخر، وهنا ( يقول رئيس المقاطعة ) يبرز دور المسؤولين الإداريين الذين يعملون على إصلاح الوضع بخلق الظروف الملائمة للاشتغال وتحسين الوضعية".

وأضاف المسؤول الجماعي، أن "الملاحظ في وسط الجماعات المحلية، أن هناك نوعا من اللين في المعاملة بين الموظف والمواطن، ويبرز ذلك من خلال علاقة كل منهما بالآخر في التواصل وتقديم المساعدة لبعضهما، وإذا ما حدث سوء فهم بينهما فيكون نتيجة الفهم الخاطئ للمواطن ورغبته في الحصول على وثيقة إدارية ما بشكل غير قانوني، ويبقى الموظف بالإدارة العمومية، مواطنا مغربيا يلجأ هو الآخر إلى الإدارة العمومية لقضاء أغراضه الإدارية، وإن كان هناك تعنت من طرف بعض الموظفين بالإدارة العمومية فذلك راجع للتربية الشخصية لا غير، وعدم إحساس الموظف بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، مما يستوجب القيام بدورات تكوينية تساهم في تزكية التواصل بين المواطن والموظف بالإدارة العمومية لتحسين هذه الوضعية والدفع بمسلسل التنمية إلى الأمام لمواكبة الركب في العالم".

وأشاد محمد عكيف رئيس مقاطعة ابن امسيك في ختام تصريحه، بالتطور الذي يعرفه المواطن في هذا المجال على مستوى الوعي بحقوقه وواجباته، وإن كان هذا التغيير بطيئا، فلا يمكن تجاهله وهنا "يبرز دور وسائل الإعلام في توعية المواطن بحقوقه وواجباته، لأن هذا الأخيرهو المسؤول بالدرجة الأولى عما يعانيه داخل الإدارة العمومية، لأنه يسمح لنفسه بتأدية مبلغ ما مقابل وثيقة من حقه الحصول عليها دونما اللجوء إلى مثل هذه الأساليب التي يكون هو المتضرر الأول منها".




تابعونا على فيسبوك