ارتفاع ضغط الدم يهدد حياة الحامل والجنين

الخميس 27 يوليوز 2006 - 09:14

يحدث ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل في أغلب الحالات في الشهور الأخيرة، وينتهي بنهايته عند السيدات غير المصابات به قبل الحمل. ويعتبر ارتفاع الضغط الشرياني في هذه الفترة علامة مرضية تدل على وجود فرط التوتر الشرياني الحملي.

يؤثر ارتفاع ضغط الدم على الحامل والجنين، كما يتسبب في ظهور علامات أخرى لتسمم الحمل، مثل ظهور البروتين في البول، وضغط الدم المزمن.

ويشار إلى أنه في فترة الحمل يزداد تدفق الدم بغية تلبية حاجات الأم الحامل والجنين من المواد الضامنة للحياة خاصة الأكسجين، إذ تعتبر هذه الزيادة مخزناً احتياطياً للمرأة الحامل في حال حصول نزيف خلال فترة الحمل والولادة.

ولتسليط الضوء على موضوع ارتفاع ضغط الدم عند الحامل ومخاطره الصحية، حاورت "الصحراء المغربية" البروفيسور سعيد بوحيا، رئيس قسم الولادة -أ- بمستشفى للامريم التابع للمستشفى الجامعي ابن رشد في الدارالبيضاء.

٭ هل يشكل موضوع ارتفاع ضغط الدم عند الحامل في المغرب مشكلة صحية عمومية؟

ـ حسب الإحصاءات المتوفرة لدينا كأطباء، يعرف المغرب ما بين 3.5 و4.5 في المائة، من عدد الحوامل اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم، وهي نسب منخفضة مقارنة بما يسجل في الدول الأوروبية، ففي فرنسا على سبيل المثال، 7 في المائة من النساء يصبن بهذا المرض في فترة الحمل، بينما تشير إحصاءات أخرى إلى نسب تتراوح ما بين 14 و15 في المائة.

وأشير إلى أن النسب المنخفضة المسجلة في المغرب، لا تدل على أننا بلد لا يعرف حالات كثيرة من الحوامل نتيجة هدا المرض، وإنما يعود السبب في تقديري إلى قلة عدد النساء اللواتي يحرصن على مراقبة حملهن، ومراجعة طبيبهن خلال هده الفترة.

٭ متى يمكن القول إن الحامل تعاني ارتفاعا في ضغط الدم؟

ـ عادة ما يكون ضغط الدم عند الحامل منخفضا، بينما يبدأ ارتفاع ضغط الدم عند المرأة بشكل عام إذا تجاوز قياسه 9 على 14 درجة.

ويتوصل الطبيب إلى إصابة الحامل بارتفاع ضغط الدم، حين يصاحبه وجود البروتين في البول، و عند ظهور انتفاخ في جسم المرأة بطريقة غير عادية، خاصة على مستوى القدمين.
ويكون الانتفاخ ناتجا عن تجمع الماء في الأنسجة، بعد خروجه من الشرايين والأوعية الدموية.

٭ ما هي مضاعفات ارتفاع ضغط الدم عند الحامل؟

ـ من أخطر مضاعفات ارتفاع ضغط دم الحامل،المساهمة في ضعف النمو عند الجنين، إذ يظل متأخرا مقارنة بباقي الأجنة في الحالة التي يظل فيها على قيد الحياة.

وفي حالات أخرى، يمكن أن ينتج عن ارتفاع ضغط الأم وفاة الجنين داخل الرحم
وسوف أفسر كيف أن ارتفاع ضغط الدم يتسبب في وفاة الأجنة.

مع ارتفاع ضغط الدم تعجز المشيمة على تمرير الدماء بشكل عادي من الرحم إلى الجنين، إذ في بادئ الأمر تتسبب ندرة الدم الذي يصل إلى الجنين في ضعف نموه،أما إذا انخفض إلى مستويات دنيا كبيرة، فإنه في هذه الحالة يفقد الجنين حياته داخل الرحم.

٭ هذا يعني أن لارتفاع ضغط الدم مخاطر كبيرة لا بد من الانتباه إليها؟

ـ طبعا، ومن أبرزها إصابة الحامل بالتشنج، المفضي إلى الغيبوبة وإلى الموت، كما أن هناك حالات أخرى يمكن أن يؤدي فيها المرض إلى حدوث نزيف في الدماغ، أو خفقان في القلب نتيجة عجزه عن تحمل الكميات الكبرى المتدفقة من الدم.

كما يتسبب المرض في ظهور تكبد دموي على مستوى الكبد، الذي ينتج عنه في أغلب الحالات وفاة الأم، وإن كانت نسب حدوثه نادرة، لكنها متوفرة، كما أن تكبد الدم وراء المشيمة، قد ينتج عنه إما هلاك الأم أو وفاة الجنين.

أما المضاعفة الأخرى، فتتجلى في ظهور فقر الدم وفي فقر الصفائح الدموية وارتفاع في بعض مؤشرات الكبد عند الحامل، ما يتمخض عنه العديد من العواقب الصحية، ومن بينها تكبد الدم وراء المشيمة وفي الكبد، الذي يعتبر عاملا مساعدا على ظهور الفشل الكلوي.

٭ كيف يمكن للحامل الوقاية من عواقب ارتفاع ضغط الدم؟

- صراحة لا تتوفر سبل طبية للوقاية من ارتفاع ضغط الدم عند الحامل، كما لا يمكن التعرف على إصابتها به بالعين المجردة، لكن في أغلب الحالات يظهر عند المرأة في تجربة حملها الأول.
لذلك أؤكد على أن مراقبة الحمل الطبية وقياس ضغط الدم، تبقى الوسيلة الناجحة في الكشف على الإصابة به.

وأشير إلى أنه تتوفر بجميع المراكز الطبية التابعة لوزارة الصحة، أطر طبية كفأة بمقدورها الكشف عن ارتفاع ضغط الدم عند الحامل من خلال جهاز القياس الخاص به، أومن خلال الكشف عن وجود البروتين في البول.

فعندما يكتشف الطبيب أن ضغط دم الحامل مرتفع، يخضعها للاستشفاء في مستشفى مختص، وتجرى لها مجموعة من التحاليل الطبية لمعرفة نوع ضغط الدم وتحديد درجة خطورته.
فإذا كان خطيرا، يمكن للطبيب أن يتخذ قرار إيقاف الحمل حفاظا على حياة الأم، سواء في شهور حملها الأولى أو الأخيرة.

أما إذا لم يكن الضغط خطيرا، توصف للمرأة أدوية طبية خاصة بخفض ضغط الدم، وإخضاع الحامل تحت مراقبة طبية مكثفة، والتحقق من مدى استجابتها للأدوية، التي تكون نوعا واحدا أو اثنين أو ثلاثة، بحسب الحالة الصحية للحامل وسنها.

أما في الحالة التي يخفق فيها الطبيب في خفض الضغط الدموي، لا يكون في وسعه سوى انتظار بلوغ الحامل الأسبوع الأول من الشهر التاسع، ليعجل بالولادة الاصطناعية عن طريق أدوية خاصة، بعد التأكد من أن الجنين أصبح في صحة جيدة، وقادرا على التأقلم مع العالم الخارجي.

كما يتخذ الطبيب قرار تعجيل الولادة في الحالة التي يكون فيها الجنين متعبا وعاجزا عن تحمل ضغط الدم.

٭ هل هناك فترة محددة يظهر فيها ارتفاع ضغط الدم عند الحامل؟

- غالبا ما يظهر في الثلاثة أشهر الأخيرة، لكن هذا لا يعني أنه لا يظهر قبل هذه الفترة
ما أود التركيز عليه هنا، هو عودة الضغط إلى مستوياته العادية في مدة أقصاها 6 أسابيع بعد الولادة، أي قبل الحيض الأولى بعد الوضع.

أما إذا لم يستقر الضغط داخل هذه المدة، يكون ارتفاعه غير ناتج عن الحمل، وإنما يعود لأسباب أخرى.




تابعونا على فيسبوك