وجه كوميدي هاجسه الدائم أن يكون في المستوى

محمد عاطر : أنا سعيد بدوري في رجال تحت الأرض

الجمعة 26 ماي 2006 - 14:45
محمد عاطر

من المنتظر أن تعرض القناة الثانية في غضون الأيام القليلة المقبلة الفيلم التلفزيوني "رجال تحت الأرض" الذي صور في منتصف شهر دجنبر الماضي إلى أواخر شهر يناير بين مدينتي مراكش وخريبكة، تيمة الفيلم هم عمال المناجم والمعاناة التي يعيشونها والمشاكل التي يتخبطون

الجديد في هذا العمل أنه ولأول مرة تطأ الكاميرا والممثلون عمق 400 متر تحت الأرض، من أجل تصوير لقطات الفيلم، والغريب في الأمرهو الجرأة التي تمتع بها طاقم الفيلم الذي خاطر بحياته من أجل التصوير في ظروف صعبة، أهمها مشاكل التنفس التي واجهت فريق العمل.

كانت بدايات الفكاهي محمد عاطر سنة 1979 بدور الشباب، وبالمؤسسات التعليمية كالاشتغال على الحفلات والعروض التي تقدم خلال عيد العرش، ولطالما وقع عليه الاختيار للقيام بسكيتشات ومواقف مضحكة، ووصل الأمر إلى أنه كان دائما من بين المؤهلين الذين يمثلون المؤسسة على صعيد النيابة.

التحق بجمعية الأمل بمنطقة سيدي مومن، وكانت أول مشاركة له بمسرح الهواة من خلال مسرحية "الدلالة" سنة 1985، وسنة 1988 التقى بصديقه الذي كون وإياه ثنائي "الهبال" وخاضا رحلة البحث عن موطئ قدم في المجال الفني، وشاءت الظروف سنة 1994 أن ينجز ألبوما ينتقد فيه أداء المنتخب الوطني آنذاك، والذي لاقى نجاحا كبيرا، وبدأ المواطنون باستهلاكه.

وعلى الرغم من ذلك لم يكن عاطر راضيا قط عن تجاربه، ذلك لسعيه المستمر إلى الأحسن، لأن حب المتلقي وترقبه للجديد يحفزه على العمل الجدي والإبداع خلال الأدوار المؤداة.
التقت "الصحراء المغربية" محمد عاطرالذي تحدث عن موضوع الفيلم وهو عمال المناجم وعن مناطق وظروف التصوير، ومدى صعوبة العمل وجماليته في الوقت نفسه.

٭ كيف كانت ظروف التصوير، وما ريك في موضوع الفيلم؟
ـ كانت ظروف التصوير جيدة على الرغم من صعوبتها في بعض الأحيان، وذلك بفضل الدعم الكبير الذي تلقيناه من قبل سكان المنطقة ومن قبل العاملين بالمناجم الذين لم يترددوا في مد يد المساعدة، وتتبع ظروف التصوير، والسهر على أمان الطاقم.
والجميل في العمل هو قوة الموضوع المعالج، أي "عمال المناجم"، الذين يجري التطرق لهم لأول مرة في نظري، الأمر الذي أعتبره تجربة حقيقية وغنية.

٭ من هم الممثلون الذين عملت إلى جانبهم في هذا العمل؟
ـ اشتغلت في العمل رفقة ممثلين أكفاء، من خيرة الوجوه الموجودة على الساحة الفنية، كحميدو بن مسعود، عبد الإله عاجل، ادريس الروخ، طارق البخاري، عزيزبوزاوي، مونية أولا د مراكش، وسعيد باي، والمهدي فولان, العنصر النسوي كان ممثلا في الشخصية العزيزة على قلبي، سعاد صابر، وسعاد خيي.

٭ كيف وجدت موضوع الفيلم؟
ـ أعتقد أن قصة الفيلم مثيرة تدورحول مجموعة من الأشخاص انهار عليهم الكهف الذي كانوا يتواجدون به، ومن خلال الفيلم سنتعرف على كيفية تعامل الإدارة مع هذا الوضع
وعلى الرغم من صغر دوري في الفيلم وقلة الحوارفيه إلا أنني أحببته، إذ أجسد شخصية منجمي يتعرض رفقة زملائه إلى انهيار المنجم، وانقاسمهم إلى مجموعتين، وفي الوقت الذي ينتظرون فيه الانقاذ، يسمعون صوت صراخ ويعتقدون أن هناك من أتى لنجدتهم، فإذا بهم يكتشفون انه مجرد صوت زميلهم ـ الذي أجسد شخصيته، والذي يستطيع وبمروره من أحد المجاري النجاة والخروج إلى السطح، في الوقت الذي يصاب أحد أصدقائه "إدريس الروخ" إصابة خطيرة يفقد حياته بعدها، وهذه من المشاهد المؤثرة في "رجال تحت الأرض".

٭ كيف كانت الآراء حول الفيلم؟
ـ أولا الكل انبهر للوضع الذي عشناه، والمبادرة التي قمنا بها لتصوير هذا الفيلم الذي يحمل في طياته الكثير من المخاطرة والمغامرة، إذ كنا أحيانا نؤجل عملية التصوير من أجل إن يستطيع العمال القيام بتفجيرات داخل المنجم.

ومن هذا المنبر أحيي الممثلين المغاربة الذين يخاطرون لامتاع المشاهد، وما يحسب للمؤلف والمخرج عباس فراق تطرقه للمسكوت عنه.
استغرق التصوير قرابة خمسة أسابيع بنواحي منطقة كماسة بمراكش، وبمدينة خريبكة بالشركة الشريفة للفوسفاط.

٭ ماذا عن الأخبار التي تقول بأن سناء عكرود تنوي التخلي عن دورها في المسلسل؟
ـ شخصيا لا علم لي بالموضوع، ذلك أن أغلب المشاهد التي صورتها بالعمل كانت مستقلة عن مشاهد الممثلين الآخرين، وبصراحة كل ما يهمني هو أن يتابع المشاهدون هذا المسلسل لأنه عمل جدير بالمشاهدة، وذلك انطلاقا من المشاهد التي صورناها والحس الكتابي للمجاهد، والطاقم المشرف على التصوير وعلى رأسه المخرج لهوير.

٭ أين تجد نفسك هل في السينما أو التلفزيون؟
ـ حلمي هو إسعاد الناس سواء من خلال أعمال تلفزيونية أو سينمائية، وأن أشارك في أعمال جيدة تترك انطباعا حسنا لدى المشاهد، لأن هاجسي الدائم هو أن أكون في المستوى ولست على عجلة من أمري.

٭ ما رأيك في الساحة الدرامية حاليا والفكاهية خصوصا؟
ـ أظن أن مجال الفن بالمغرب في تحسن مستمر، وما الانفتاح الإعلامي الحالي إلا أحد المؤشرات التي تنبئ بكثرة التجارب التي تولد المنافسة، والتي من شأنها أن تبرز مواطن الخلل، إذ سيستطيع المشاهد التفريق بين الممثل الجيد والمتطفل على المجال.

٭ كيف عرفت أن الناس يحبذون الأدوار الفكاهية؟
ـ أظن أنني اكتشفت ذلك عند تأديتي لدور الزوج خلال برنامج مداولة، إذ اخبرني الناس بحبهم لي وشخصيا أشعر بمسؤولية كبيرة عندما يوقفني أحد الأشخاص في الشارع ويقول لي "تبارك الله عليك" لأن في هذا الإطراء رسالة تحتم عليك الظهور بشكل أحسن والقيام بأدوار في المستوى كي تحافظ على مكانتك في قلوب المشاهدين.

٭ ماذا عن جديدك؟
ـ حاليا أشتغل مع التشكيلة نفسها بتعديلات بسيطة في مسلسل "مستضعفون" أجسد دور سائق في شركة لقصب السكر بنواحي سيدي يحيى، المسلسل للمؤلف المحبوب حسن مجاهد ومن إخراج ناصر لهوير، من تمثيل، رشيد الوالي، بنبراهيم، عبد الإله عاجل، جواد السايح، ادريس حدادي، محمد مشموم، طارق البخاري، عائشة ماه ماه، وسناء عكرود.




تابعونا على فيسبوك