بوبكر آيت القايد وطرشاني يروجان للمغرب في كان

الجلباب المغربي على البساط الأحمر

الأربعاء 24 ماي 2006 - 17:55
بوبكر أيت القايد (يسار) وسعيد طرشاني بالجلباب مع طاقم فيلم (بابل)    أ ف ب

شهد البساط الأحمر الشهير في مدينة "كان" الفرنسية صعود مغربيين صغيرين بجلبابهما وبلغتهما.

الحدث كان عرض الفيلم الأميركي"بابل" من إخراج ألساندرو كونزاليس إيناريتو وبطولة براد بيت وكيت بلانشيت وجاييل غارسيا ومجموعة من الممثلين اليابانيين، أمثال كوجي ياكوشو ورينكو كيكوشي، بالإضافة إلى إدريس الروخ وممثلين مغاربة آخرين.

كان الطفلان الأصغر بوبكر آيت القايد بجلبابه الأبيض منتعلا بلغة باللون نفسه وسعيد طرشاني بجلباب مائل إلى اللون الأخضر وقميص أبيض منتعل هو الآخر بلغة، غير آبهين كثيرا للهالة الإعلامية الكبيرة التي أحاطت بالفريق.

الممثل بوبكر سنا كان في يسار النجمة السينمائية الكبيرة كيت بلانشيت، أما سعيد فسار يمين الممثلة والمخرج اليابانيين.

ما أن وصلت فرقة الفيلم، في عرضه الرسمي في "كان" حتى استقبلتهم صيحات وهتافات عشاق السينما حد الجنون، ثم ولجوا البساط الأحمر، وهي من اللحظات الأكثر إثارة في مهرجان كان السينمائي.

كان مسؤول عن البروتوكول يوجه الفريق جميعه كي يتلقط كل المصورين الواقفين على جنبات المدخل إلى المسرح الكبير في قصر المهرجان.

مكث الشابان المغربيان مع الفريق ما يفوق ربع ساعة، واستمرا في صعودهما يقلدان حركات من حولهم، وقبل أن يستقبلهما رئيس المهرجان والمدير الفني لـ »كان«، رفقة فريق الفيلم، لوحا بأيديهما الصغيرتين ثم ولجا القاعة.

اختارت "دين فيلم" شركة الإنتاج المغربية التي كلفت، رفقة الشركة الأميركية، بالإنتاج خلال تصوير الفيلم في وارزازات والدار البيضاء والضواحي، أن تلبسهما اللباس التقليدي المغربي، وقال المسؤول عن الشركة أبو نعوم أحمد، الذي رافقهما أنه آثر أن يظهرا الممثلين الصغيرين باللباس التقليدي المغربي، الذي جاء لهما به من المغرب.

لم يكن لباسا موقعا لاسم كبير في الموضة المغربية، فقد زاحم المنتج المغربي الوقت وعدم التزام البعض لوعودهم إلى اقتناء الجلابيب من قيسارية بالمغرب.

المغرب كان حاضرا، كلباس، منذ أول ظهور لهما صباح الثلاثاء خلال لحظة التقط الصور وخلال الندوة الصحافية لفريق الفيلم، فقد ارتدى الطفل الصغير قميصا مغربيا للمنتخب المغربي، أحمر اللون يحمل الراية المغربية.

في الفيلم قدم الطفلان، خاصة الأصغر، أداء مميزا، وحكايتهما محورية في هذا الفيلم، فالزوج الأميركي، جسدهما براد بيت وكيت بلانشيت، أصيبا برصاصة الطفل الصغير خلال لحظة مرح ببندقية صيد قدمت هدية إلى أحد المغاربة من سائح ياباني جسدا شخصيات راعيين للأغنام في قرية بأعماق الأطلس.

تلك اللحظة تحولت إلى قضية كبيرة ودشن الأمن حملة كبيرة وتبادل إطلاق النار مع الطفل الصغير.

كان الطفلان على جانب كبير من الحرفية في أداء الدور، لم يشعر المشاهد في أية لحظة من هذا الفيلم الممتع بالملل أو التصنع من جانبهما، لم تقتصر براعة التمثيل على الطفلين فقط، بل شملت كل الممثلين المغاربة المشاركين في الفيلم.

التصفيقات الحارة على الفيلم جعلت المخرج يبكي تأثرا، كما أثنى السينمائيون الحاضرون كثيرا على أداء الممثلين المغاربة، كانوا يحيون أبو نعوم معتقدين أنه أبوهما
وقد حضرا ليلة الثلاثاء إلى حفل كبير أقيم على شرف فريق الفيلم.

جودة أداء كل ممثلي"بابل" وجمالية السيناريو، وإبداع المخرج، جعلت النقاد في مهرجان "كان" يرشحونه للفوز بإحدى جوائز المهرجان، فقد حصل على نقطة تصل 2،9 ليحتل المرتبة الثانية بعد فيلم "العودة" لألمودوفار في مجلة"الفيلم الفرنسي" التي تصدر خلال هذه الدورة، وشارك في التصوير نقاد سينمائيون لكبريات الصحف العالمية من أوربا وأميركا وآسيا.

ربما سيستمر تألق الشابين الصغيرين إذا ما حصل الفيلم على السعفة الذهبية، إذ سيفتح له التتويج آفاق جديدة سواء في القاعات التجارية أو المهرجانات السينمائية الدولية، وهذا النجاح سيواكبه مزيد من التألق للممثلين الشابين والممثلين الآخرين وكذلك، لصورة المغرب في الخارج، صورة بلد متسامح ومنفتح، رغم الكليشيهات.







تابعونا على فيسبوك