استمرارية في سياق تجديدي

الأحد 07 ماي 2006 - 15:24

تحتفل الأسرة الملكية ومعها الشعب المغربي، اليوم الاثنين، بالذكرى الثالثة لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن.وهي مناسبة لتجديد آيات الولاء والإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومشاعر التلاحم المتين القائم بين الشعب والعرش.

ينطوي تاريخ ميلاد الأمير مولاي الحسن، قبل ثلاث سنوات، وتخليد ذكرى ميلاده السعيد، على رمزية تاريخية وعاطفية بالغة الدلالة، فهو تعبير عن الاستمرارية التي تطبع الدولة العلوية الشريفة، التي حافظ ملوكها طيلة أزيد من ثلاثة قرون و30 عاما، على القيم والمبادئ التي تأسست من أجلها، وهي الدفاع والجهاد لصيانة المقدسات، المجسدة في شعار المملكة : الله الوطن الملك.

تميزت هذه الخاصية، أي الاستمرارية، في عهد جلالة الملك محمد السادس، بطابعها المتجدد، إذ يحرص جلالته، منذ توليه العرش، بإشارات قوية، على الوفاء للتقاليد المغربية الأصيلة، والتشبع بأبعادها، مع إدخال عناصر تجديدية على القيم المكتسبة، وفق ما يتلاءم ويتناغم مع روح العصر .

من أبرز المشاريع الرائدة، لكنها متجذرة في السياق التاريخي للمغرب، تركيز جلالته على إرساء دعائم مشروع مجتمعي حداثي ديموقراطي ومنفتح على العالم
ويضع جلالته هذا المشروع ضمن الأولويات، سيما أنه يحظى بدعم قوي وواسع من جانب كل مكونات الشعب وحساسياته.

وتحقيقه يجب أن يكون مكرسا على أرض الواقع، ببرامج وتوجهات ورؤية بعيدة المدى، لصالح الأجيال الحالية والمقبلة. الملكية في منظور جلالته ليست في واد والشعب في واد آخر، إنهما منصهران في بوثقة واحدة، وإرادتهما واحدة. نهما يشعران بالمشاعر ذاتها، ويحسان بالاهتمامات والانشغالات عينها .

أما الطموحات فهي مشتركة، ويجب أن تتجه، في سياق واحد، من أجل كسب معركة الدفاع على المقدسات، وفي صدارتها صيانة الوحدة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة، إلى جانب معركة القضاء على التخلف والفوارق بين الجهات والفئات، والفقر والإقصاء والتهميش، ومعركة الرفع من المستوى الاقتصادي والاجتماعي والمعرفي والحضاري والتنموي للمجتمع المغربي، مع إرساء المكانة التي تستحقها البلاد في مختلف المحافل والقارات.
ويتجلى هذا الانصهار واضحا في الإشارات القوية التي أطلقها جلالة الملك، منذ توليه زمام الحكم.
وهي إشارات تندرج في صميم الأسبقيات، وموكول إلى السلطة تنفيذها، بدءا من تجسيد المفهوم الجديد للسلطة، مرورا بأولوية التفاعل مع انتظارات الشعب، في مجالات ابتكار آليات جديدة للتنمية، وخلق فرص الشغل للشباب، والنهوض بالوضع العام للوسط القروي، وانتهاء بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية . إنها استمرارية الوفاء للمبادئ وجهاد أكبر لخدمة الشعب، بتوجه تجديدي وديناميكي واستشرافي.




تابعونا على فيسبوك