أعراس تيزنيت طقوس أمازيغية أصيلة

الأحد 23 أبريل 2006 - 13:56

يبدأ العرس في أول وهلة بالتعارف بين العائلتين المرتبطتين، ويجري التركيز على أسرة العروس وأشقائها وحسبهم وجذورهم، هل هم كرماء وذو مروءة وهل هم حريصون على عفة وشرف ابنتهم .

معرفة الفتى للفتاة أو فقط لأهلها وحده كفيل بطلب يدها، وإن لم يسبق للفتى أن رآها أو ربط معها علاقة فيستجيب لأمر والديه ولاختيارهما الذي لا يمكن له إلا أن يطيعه وإن كره أحيانا أو أبى، وفي هاته المرحلة نجد بعض التحفظات والشروط المرتبطة باختيار الفتاة، فإذا كان الفتى أبيض البشرة "أمازيغ أومليل" فإن اختياره أو اختيار والديه لعروسه لا بد أن يخضع لشرط أساسي يجب توفره في الفتاة وهو شرط مرتبط بلون البشرة، وتجري العادة على أن الفتاة تتزوج من فتى يكبرها سنا و يعاب العكس لدى الأهالي، وبعد التعارف تبدأ أولى خطوات العرس المؤدية إلى التعاقد والزواج.

الخطوبة " إسيكل "

يذهب الفتى مع رجل تشترط فيه الرزانة والتعقل إلى بيت الفتاة المرغوب في خطبتها ويصطحبان معهما "السكر" رمز الصفاء والمودة وتجري العادة أن يكون ذلك في بداية الليل لما في ذلك من التكتم وتجنب الأنظار اتقاء الحساد والوشاة، واعتاد الناس قبل الزيارة اخبار عائلة الفتاة بأنهم مقبلون على طلب يد ابنتهم و بعد القبول يحصر اليوم ويهيئ أهل الفتاة "القرى" لضيوفهم .يتم إبان اللقاء الحديث والسؤال عن طريقة كسب الرزق و عمل الأسرتين وهل الزوجة المرتقبة صبور "إس تحرش" وهل هي حريصة على صيانة وحفظ شرفها وكرامتها وشرف وكرامة زوجها.

على أنه إذا حظي "إسيكل" بالقبول يتم التعبير عن ذلك بكلمة "أي وافق ربي تغاوسوين تسعديوين"، و هي كلمات تصب في الحقل المعجمي للموافقة والرضى واستحسان الطلب، و حينما يحل الموعد المحدد بين أب الفتى والفتاة ويكون غالبا في السوق الأسبوعي يبوح له أب الفتاة بالرد ونتيجة تشاوره مع أهله، وإذا كان بالرفض يكون الجواب "أدفتح ربي هان مشوارغ" أي أنه غير راض عن الطلب و يدعو لصاحبه أن يختار الله له خير الزيجات.

"التنفيق"

إثر تحديد زمان المناسبة والذي تجري العادة أن ينطلق في بداية الليل ينطلق الموكب من منزل العريس "إيسلي" في اتجاه منزل العروس "تسليت" مصحوبين بفرقة من التراث الأمازيغي المحلي المسماة "أحوايش" والنساء وعدد من الجيران.

وهو ما يستلزم ذلك حمل عدد من الهدايا إلى منزل العروس "تسليت" منها الحناء وأربعة أزواج من النعال اثنتان للرجال والبقيتان للنساء أو أكثر شرط أن يكون العدد زوجيا لا فرديا ومعه التمر والكبش المذبوح شرط أن يرافقه ما لا يتعدى 20 نفرا من الرجال والنساء، وبعد تناول وجبة العشاء يتم الانتقال إلى غرفة "تسليت" لحضور مراسيم وضع الخاتم في جو مليء بالزغاريد والرضى والفرح والتقدير ليتم تحديد العرس مستقبلا.

تجدر الإشارة إلى أن لباس العريس يتضمن الجلباب الأبيض والبلغة البيضاء أو الصفراء وعمامة بيضاء خفيفة ويضع على كتفه الأيسر الخنجر "أجنوي" ذا خيط أحمر، أما "تسليت" فتلبس لباسا تقليديا وهو إزار تضعه الفتيات والنساء الأمازيغيات يدعى "أدال أومليل" تلفه الفتاة من اليمين إلى اليسار يقال له بالأمازيغية "تغنبورت أوفاسي" و"أقشاب" و"تحايكت".

لتبدأ من جديد الاستعدادات ليوم العرس وفق إعداد جماعي يشارك فيه الجيران لتتم المناداة على المدعوين ثلاثة أيام قبل يوم العرس.

المرحلة الثالثة : يوم العرس "أس نتمغرا" من خلال المعاينة الميدانية لعدد من الأعراس تقوم النساء بداية يوم العرس بطهي العجين في "أفارنو" -فرن تقليدي- و إعداد وجبة الفطور لكل الأشخاص الحاضرين في المنزل ليشرع في إعداد "الطواجين" و"السوائل" من أركان وسمن وعسل حتى حلول ضحى اليوم نفسه، إذ تمنح "تسليت" خاتمها لإحدى الفتيات التي يظن أنها ستتزوج في طقوس احتفالية منقطعة النظير، ويوصى العريسان على أن الإجابة عن أي سؤال موجه إليهما يكون بنعم أو لا فقط اتقاء شر المشعوذين والمشعوذات للإيقاع بهما في فخ ما .

تتواصل مظاهر الاحتفال النسائي والرجولي عن طريق "أحوايش" مختلطة بالزغاريد والهتافات بعد ثلاث ساعات من منتصف النهار، وتتزين "تسليت" وفق التقاليد التي سبقت الإشارة إليها ليتم إخراجها من بيتها على بيت "إسلي" تبعا للتقاليد نفسها وحينما يتم عبور منخفض أو واد، إذا كان رحيل "تسليت" إلى منزل "إسلي" يستلزم عبور أودية أو قناطر من منطقة إلى إخرى يتم تكسير "بيضة" وقاية لـ "تسليت" من شر السحر وأدرانه.




تابعونا على فيسبوك