ذكرت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أن البعثة المغربية المكلفة بتأطير الحجاج المغاربة في الأماكن المقدسة تعرفت، بعد مزيد من التحري، على هوية ضحية مغربية ثانية في حادث منى، الذي وقع أول أمس الخميس، ليبلغ عدد المغاربة ضحايا الحادث اثنين، كلاهما امرأتان، وي
وأجرت "الصحراء المغربية"اتصالات هاتفية متكررة بالبعثة المغربية، بغرض الحصول على المعطيات اللازمة لوضع الرأي العام الوطني في الصورة، مع معلومات حول الحاجتين الضحيتين، استجابة لانشغالات قرائنا، الذين ظلوا يتصلون بنا يوم أمس، باحثين عن اسمي الضحيتين، وقالوا إن كل عائلة لديها قريبة امرأة في الحج تعيش هواجس القلق من أن تكون إحدى الضحيتين .
بيد أن مسؤولين من البعثة، الذين رفضوا مدنا بأسمائهم، كانوا خارج التغطية، غير مبالين بما نقلنا إليهم من انشغالات المواطنين، ورفضوا مدنا بأي معلومة، وذهبت أسئلتنا سدى حول ما إذا كان عدد القتلى المغاربة في حادث منى مرشحا للارتفاع، ووجدنا أنفسنا أمام جدار سميك من الصمت، وكل ما كان لدى هؤلاء المسؤولين من البعثة هو تأكيد وترديد »لا نتوفر على أي معلومات .
وإذا أردتم أخبارا، اتصلوا بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فكلاكما (الوزارة والجريدة) موجودان في المغرب"
وعندما اتصلت »الصحراء المغربية« بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية هاتفيا، قيل لها إن الوزارة بدورها تنتظر المعطيات من البعثة المغربية للحج.
من جهة أخرى، واصلت عائلات بكاملها الجمعة عمليات البحث اليائسة عن أفراد منها بعد مأساة التدافع على جسر الجمرات في منى، التي عزتها السلطات السعودية إلى حجاج »غير نظاميين«
وأمام حائط في مستشفى منى العام في شرق مكة المكرمة (غرب) علقت عليه صور لوجوه ضحايا قضوا في تدافع الخميس، وقف أشخاص باكين، محاولين البحث عن صورة لقريب فقدوا أثره، والحصول على معلومات عن المفقودين .
وأعلن مسؤول طبي سعودي لوكالة فرانس برس أمس أن حصيلة التدافع على جسر الجمرات في منى شرق مكة المكرمة (غرب) بلغت 362 قتيلا بينهم مائة مصري .
وقال حسين صالح بهشوان نائب مدير مشرحة قرب منى " لدينا الآن 326 متوف، ومن بينهم تقريبا نحو مائة مصري"
وكانت الحصيلة السابقة لحادثة التدافع الدامية أشارت، مساء أول أمس، إلى مقتل 345 شخصا
وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أن ما لا يقل عن 30 باكستانيا بين القتلى، بينما ذكرت وكالة " انتارا" أن ما لا يقل عن 132 حاجا أندونيسيا لقوا حتفهم في موسم الحج هذه السنة، ولا سيما بسبب المرض المرتبط بالتقدم في السن .
وكان 11 أندونيسيا قضوا لأسباب مختلفة الاثنين أثناء التوافد إلى جبل عرفات ليشهدوا الوقفة الكبرى وقضاء الركن الأعظم من أركان الحج في يوم عرفة .
والأسبوع الماضي، لقي ثلاثة أندونيسيين حتفهم في انهيار فندق في مكة، حيث قتل 76 شخصا
وأندونيسيا، أكبر الدول الإسلامية في العالم، إذ أرسلت 205 آلاف حاج هذه السنة إلى مكة
أما الصين، ففقدت أربعة من رعاياها، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الصينية، في حين فقدت الهند 26 حاجا
وخلف حادث منى ردود فعل متباينة، وبدأت الدول في توجيه أصابع الاتهام إلى بعضها، إذ أكد رجل دين أندونيسي أن التدافع الدامي الذي حصل سببه غياب التنسيق في صفوف الحجيج، لا سيما لدى الأفارقة منهم .
وقال أميدهان نائب رئيس مجلس علماء الدين الأندونيسيين أن الحجيج، الذين لم يشاركوا في رحلات من تنظيم حكومات بلادهم، لم يتبلغوا التعليمات الأمنية، التي يجب اتباعها للمشاركة في رمي الجمرات الثلاث .
ونقل موقع الأخبار على شبكة الإنترنت »ديتيكوم« عن أميدهان قوله إنه »كان يمكن تفادي الحادث لو أن بعض الدول، لا سيما الإفريقية منها، أبلغت مواطنيها بعدم رمي الجمرات في الساعة، التي يحتشد فيها أكبر عدد« من الحجاج .