يستنجدون بمسؤولين من أشباح استولوا على بقعهم

ضحايا إعادة إيواء دوار عبد العزيز بأكادير يستغيثون

الجمعة 24 مارس 2006 - 15:47

طالب مجموعة من قاطني الدوار الصفيحي عبد العزيز بفتح تحقيق في ما أسموه بـ "التلاعبات التي شابت عملية توزيع البقع".

وأكد قاطنو هذا الحي الصفيحي، خاصة من الذين هدمت براريكهم لإعادة إيوائهم داخل أحياء سكنية في إطار البرنامج الوطني "مدن بدون صفيح"، أنهم بصدد تشكيل لجنة لتأسيس هيئة للدفاع عن ضحايا إعادة إيواء دور الصفيح بأكادير.

وذكر مصدر من اللجنة أن هذه الأخيرة عقدت عدة اجتماعات مع "الضحايا لتجميع المعطيات والمعلومات عن عددهم وجرد لائحة للأشباح الذين فوتت لهم عشرات البقع باعتبارهم من سكان البراريك التي جرى هدمها قصد استفادة قاطنيها الحقيقيين من البقع الأرضية المخصصة لهم".

واستنجد المتضررون بوزير الإسكان والتعمير ووزير الداخلية بعد أن أكدوا أنهم "استنفدوا جميع إمكانيات إنصافهم مع المسؤولين المحليين والإقليميين".

وأعرب "الضحايا" عن استغرابهم لـ "عدم تدخل رئيس البلدية ووالي أكادير والسلطات المحلية ومندوبية الإسكان، من أجل إنصافهم وتمكينهم من حقهم في البقع، رغم الشكايات الفردية، التي وجهت لهم في هذا الشأن قصد تمكينهم من حقهم في البقع المخصصة لهم".

وقال أحد المتضررين لـ "الصحراء المغربية"، "إننا نشك في أن العملية الضخمة التي جرت في دواليب الإدارات المسؤولة عن إعادة إيواء ساكني دور الصفيح بأكادير، لم يتواطأ فيها المسؤولون المباشرون على تنفيذ البرنامج المحلي لإقصاء عشرات السكان من الاستفادة، خاصة أن جميع المتضررين راسلوا جل المسؤولين بالمدينة عن الخروقات التي شابت عملية توزيع البقع والاستفادة منها دون تدخل أية جهة لتصحيح الوضع وإعادة الأمور إلى نصابها".

وفي هذا الإطار، بعث (ش خ) شكاية، باعتباره كان يسكن البراكة رقم 137 منذ 1998، وجهها إلى عدد من المسؤولين بالمدينة ومن بينهم مدير السكنى والتعمير وأوضحت الشكاية أن الشغوفي خليل سكن ببراكته منذ أوائل 1998 إلى أن هدمتها السلطات المحلية أثناء غيابه، ثم وعدته بالاستفادة من بقعة أرضية بالشطر الثالث كباقي سكان الدوار، غير أنه فوجئ بعد إطلاعه على ملف الاستفادة لدى المديرية الجهوية للسكنى والتعمير بأكادير أن رقم براكته قد استفادت منه حماة أحد عناصر السلطة المحلية وحرم هو منها.

وقال في شكايته أنه كان ضحية شيخ المنطقة الذي استطاع تسجيل ملف استفادته ورقم براكته في اسم حماته رغم أنه ليس لها علاقة ببراكته نهائيا وطلب المشتكي من المسؤولين فتح تحقيق في القضية ومساعدته على الاستفادة من بقعة أرضية كباقي سكان الدوار كما هو مطلوب.

وشهد على ما أدلى به الشغوفي في تصريحه وشكاياته ثمانية من سكان دوار عبد العزيز، الذين استفادوا من بقع أرضية مخصصة للدوار ذاته، إذ أكدوا جميعا أنهم يشهدون أن البراكة الحاملة لرقم 137 الكائنة بدوار عبد العزيز بأكادير هي للمدعو الشغوفي خليل الذي كان يسكنها منذ سنة 1998 إلى أن تم هدمها أخيرا.

ويفيد الشهود في إشهادات قانونية مصححة الإمضاءات أن الشغوفي كان يسكن البراكة طوال المدة المذكورة دون أي منازع ولا معارض كما أن خمسة إشهادات قانونية تفيد أن البراكة رقم 135 كان يمتلكها السرايدي عبد الحق منذ سنة 1998، حيث ظل يسكن بها هذه المدة الطويلة إلى أن تم هدمها أخيرا، هذا إضافة إلى عدد كبير من الإشهادات التي توصلت بها الجريدة لفائدة ضحايا إعادة إيواء دوار عبد العزيز.

يشار إلى أن السرايدي عبد الحق وضع شكاية لدى وكيل الملك بابتدائية أكادير ضد شيخ المنطقة، إذ تقول الشكاية أن السرايدي فوجئ بالمشتكى به، الذي هو أحد جيران أسرته بحي الوفاء، عندما أخبره بأن سكان دوار عبد العزيز غير المتزوجين لن يستفيدوا من بقع أرضية كتعويض عن البراريك التي يسكنونها بالدوار، وبأنه سيحرم من الاستفادة، ليطلب منه تسجيل الملف لدى مديرية السكنى والتعمير باسم زوجته على أن تقوم هذه الأخيرة بالتنازل للسرايدي عن ملكية البقعة بعد الاستفادة.

واتهم السريدي شيخ المنطقة بالنصب عليه واغتصاب البقعة التي منحت لبراكته، بعد أن تم تقديم طلب في اسم زوجته إلى مدير السكنى والتعمير.

وكشفت مجموعة من قاطني الدوار الصفيحي عبد العزيز، أن أزيد من 36 مستفيدا من برنامج إعادة إسكان دوار عبد العزيز هم من الأشباح الذين لم يسبق لهم أبدا أن قطنوا الدوار أو شوهدوا به، إذ لا يعرفهم السكان الأصليون للدوار ومن كانوا يستقرون به.

وأكدت عدد من تصريحات وشهادات سكان الدوار أن اللائحة التي تتضمن 160 اسما باعتبارهم كانوا يسكنون بدوار عبد العزيز ليست حقيقية ومزورة، وأن السلطات المحلية عمدت إلى إقحام أسماء لما أصبح سكان الدوار يسمونهم بالأشباح يتجاوز عددهم 36 اسما لا علاقة لهم من قريب أو من بعيد بسكان الدوار الأصليين.

وأشارت التصريحات أن الأسماء التي جرى "إدراجها عمدا هي إما لأقرباء السلطة المحلية الذين أشرفوا على الإحصاء وتوزيع البقع (زوجات أو إخوة أو من المقربين) ومقاولين وأغنياء وموظفين بالبلدية وأعضاء بالمجالس الإقليمية من المناطق الجنوبية.

وذكرت عشرات التصريحات للجريدة أن هؤلاء الأشباح أقحمت أسماؤهم ضمن سكان براريك دوار عبد العزيز بدل أسماء السكان الحقيقيين الذين استوطنوا الدوار بشهادة الإدارة نفسها التي سلمتهم البطاقات الانتخابية والشواهد الإدارية التي تفيد انتماءهم للدوار، وذلك بهدف إقصاء السكان الأصليين والمتاجرة فيهم وفي بقعهم.

وتؤكد اللائحة أن عشرات العائلات المحظوظة استفادت ثلاث مرات أو أكثر من البقع المخصصة لإعادة إيواء سكان دوار عبد العزيز، فمثلا أرقام البراريك 58 و 59 و60 و61 و65 المستفيدة تحمل الاسم العائلي ذاته، وكذا البراريك 13و14 و153 تحمل الاسم العائلي نفسه، و 52 و53 و56، بل إن اللائحة بها أسماء ليس لها رقم البطاقة الوطنية، الشيء الذي يثبت أن المستفيد من البقعة من القاصرين أو القاصرات، أو أن تلك الأسماء حركية لأشخاص مجهولين.

هذا في الوقت الذي حرمت فيه السلطات المحلية عشرات من سكان الدوار ذاته، ومن بينهم أرامل ومعوقون وزوجات معتقلين، إذ زجت بهم خارج دائرة الاستفادة لترمي بهم وأفراد عائلاتهم في الشوارع.

وتفيد عشرات التصريحات المصححة الإمضاءات التي توصلت بها الجريدة، أن السلطات المحلية التي أشرفت على العملية منذ بدايتها إلى نهايتها تتحمل المسؤولية الكبرى في إقصائهم وتعويضهم بأناس أشباح لم يستنشقوا أبدا رائحة البراريك ويتذوقوا طعم العيش وقساوته داخل البراريك.




تابعونا على فيسبوك