نجاة عائلة بأعجوبة بآسفي ومراقبة 179 مؤسسة مختصة في بيعها

سخانات الماء تفتك بأربعة طلبة في الجديدة

الجمعة 24 مارس 2006 - 15:34
سخانات الماء تفتك بأربعة طلبة في الجديدة

لقي أربعة طلبة متدربين بشركة "مركز الحليب" بالجديدة، أول أمس الخميس، حتفهم دفعة واحدة، اختناقا بتسرب غازي ناجم عن سخان للماء بمقر سكناهم بالمدينة.

وذكر مصدر أمني أن مصالح الشرطة عثرت، حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا، على الشبان الأربعة المنحدرين من مدينة الدار البيضاء، بالشقة التي يكترونها جماعة بتجزئة بالمدينة، وقد فارقوا الحياة، مرجحا أن يكون سبب هذه الفاجعة سخان الغاز المستعمل في الحمام، الذي وجدته عناصر الشرطة مفتوحا لدى دخولها إلى المنزل.

وأضاف المصدر نفسه أن عناصر الشرطة انتقلت إلى مقر سكنى الشبان (يونس حمدون 22 سنة، أمين جوش 19 سنة، المهدي بحري 22 سنة، عبد الرزاق السريدي 22 سنة)، وذلك فور إخطارها من قبل إحدى زميلاتهم، بعد ما لاحظت تخلفهم عن الحضور ليوم كامل إلى المؤسسة، التي يجتازون تدريبهم بها.

وتابع موضحا "جرى نقل جثامين الضحايا الأربعة إلى مستودع الأموات بمستشفى محمد الخامس بالجديدة" وغير بعيد عن عاصمة دكالة عبدة، نجا أخيرا، بحي للاأسماء بآسفي، خمسة أفراد من عائلة واحدة، بينهم ثلاثة أطفال، من الاختناق بسبب استنشاقهم لكمية من الغاز، تسربت هي الأخرى من سخان الغاز المستعمل في الحمام.

وذكر شهود عيان أنه لولا الألطاف الإلهية وحسن الحظ واكتشاف الأمر في وقت مبكر، لأودى حادث الاختناق بحياتهم جميعا، مشيرين إلى أن المصابين نقلوا على وجه السرعة لمستشفى المدينة، لتلقي العلاج والإسعافات الأولية الضرورية.

تجدر الإشارة إلى أن الغاز والفحم، تسبب في يناير المنصرم وبداية فبراير، في وفاة 13 شخصا بجهة الدار البيضاء الكبرى، تعرضوا للاختناق بغاز المونكسيد دوكربون( co)، الناجم عن عدم الاحتراق الكامل والجيد للمادتين .

وذكرت إحصائيات لمركز الطب الشرعي بالبيضاء، أن 9 حالات توفيت نتيجة الاختناق بالغاز الناجم عن السخانات بالحمامات، فيما قضت 4 حالات أخرى بالمحمدية، نتيجة الاختناق بالفحم .
وكان هذا النوع من السخانات أودى أيضا بحياة عدة أشخاص في مناطق متفرقة من المملكة، من بينها مراكش وتاوريرت وغيرها، مما بات يتطلب التدقيق في مدى نجاعة وصلاحية هذا النوع من السخانات من الناحية التقنية.

وفي محاولة منها لاحتواء الخطر المتنامي لهاته السخانات، قامت وزارة الصناعة والتجارة وتأهيل الاقتصاد، خلال شهر فبراير المنصرم، بمراقبة 179 مؤسسة عبر المدن الرئيسية للمملكة مختصة في بيع آلات التسخين، وخاصة سخانات الماء التي تعمل بالغاز، وذلك بعد وفاة 25 شخصا اختناقا خلال الستة أشهر الأخيرة، بسبب استعمال سخانات ماء مستعملة أو سيئة التركيب.

وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها، أن عمليات المراقبة أفضت إلى أخذ 78 عينة من سخانات الماء، مضيفا أنه بعد الإعلان عن الحوادث الأخيرة، قامت مصالح الوزارة وخاصة مديرية المعايير والنهوض بالجودة بـ "تجميع أكبر قدر من المعلومات لدى السلطات المحلية، وذلك بهدف التعرف على المنتوجات غير الصالحة والقيام بتحقيقات معمقة، مع تعزيز عمليات المراقبة" .

وأوضح المصدر ذاته، أن النتائج التي جرى التوصل إليها لحد الآن، كشفت أن واحدا من بين ست ملفات به خلل على مستوى جودة الاشتعال، مشيرا إلى أنه سيكون موضوع متابعة قضائية، علما بأن هذا الأخير ممنوع من التسويق على غرار كافة المنتجات، التي تخضع لعمليات المراقبة.

وأبرزت الوزارة أنه اعتمادا على نتائج المراقبة التي خضعت لها سخانات الماء المستوردة، فقد أثبتت هذه الأخيرة أنها "تتطابق، على المستوى التقني، مع متطلبات المعايير الإجبارية".

وأوضحت أن الوفيات، التي نتجت عن استنشاق الغاز، تثير مسألة تركيب هذه السخانات، التي تستعمل الغاز داخل قاعات الاستحمام، إذ يتعين تركيبها في أماكن مفتوحة ومهواة، مضيفة أنه في حالة احترام هذه القواعد، فإن الغاز غير المشتعل، الذي يترسب بسبب وقوع عطب تقني يتوجه نحو الخارج.

كما أكدت الوزارة على ضرورة إناطة مهمة تركيب هذه الآلات بمهنيين مختصين وتفادي اللجوء الى معدات مستعملة والتي غالبا ما تكون قد سبق استعمالها من قبل أشخاص غير مؤهلين.




تابعونا على فيسبوك