قدم البروفيسور جعفر إدريسي الداودي، أخصائي في أمراض وجراحة العيون خلال المؤتمر الأخير لأمراض العيون بمراكش، تقنية جديدة في علاج الحول بالجراحة.
وأوضح جعفر إدريس الداودي في تصريح لـ "الصحراء المغربية " ، أن التدخل الجراحي يتطلب وضع المصاب تحت تخدير كلي، والعمل على مستوى نسيج العين المصابة بحول أفقي ومن زاوية كبيرة، بعد شق غشاء الملتحمة لتشريح العضلات الداخلية وذلك باستعمال المكبر.
وأفاد إدريسي الداودي أن الأسلوب الجديد المعتمد في هذا التدخل الجراحي، يتمثل في ترك مكان الجرح مفتوحا نسبيا، يسمح للعين بنوع من حرية الحركة، تسمح للمصاب بالحول عند استيقاظه من التخدير الكلي، بتوجيه نظره إلى النقطة المناسبة مركز الحذقة بطريقة غير مباشرة مما يؤدي إلى استقرار البؤبؤ في المكان المناسب وبذلك يصوب الحول.
وبين إدريسي الداودي، الجراح السابق بمستشفى 20 غشت في الدار البيضاء، أنه طبق هذه الطريقة الجديدة على 200 من مرضاه منذ سنة 1997، مبينا أن الأسلوب الجراحي أعطى نتائج جد مهمة، شعر بعدها المصابون بكثير من الارتياح النفسي
ونفى الجراح ذاته أن يكون الحول كارثة صحية، نظرا لإمكانية تصحيحه وإزالته ومعالجته في عملية جراحية واحدة.
وذكر الجراح أن الأسلوب الجديد في تصويب الحول، عملية سهلة يمكن تعلمها والقيام بها في المستشفيات العمومية كما يمكن إجراؤها في القطاع الخاص، تقنية لا تشترط معدات طبية من غير المعتاد استعمالها في أي تدخل جراحي على العين.
وذكر الأخصائي، أن 20 في المائة من الساكنة المغربية يعانون من الحول الذي لا يمكن نظره بالعين المجردة، إلا عندما يتعرض الأشخاص للإرهاق بعد جلوسهم لساعات طوال أمام جهاز الكومبيوتر.
الحول أو مشكلة عدم توازن حركة العينين ويعتبر الحول عدم توازن حركة العينين حيث يستخدم الشخص المريض العين السليمة للتركيز على الشيء المراد رؤيته، بينما تنحرف العين المصابة بالحول إلى الداخل أو الخارج أو لأعلى أو لأسفل بالنسبة للعين الأخرى أو كليهما.
والحول أنواع حول دائم، وهو ظاهر في جميع الأوقات وحول متقطع يظهر في بعض الأحيان ويختفي في الأخرى، وحول متبادل ينتقل من عين إلى أخرى، و هو دلالة على تساوي قوة النظر في العينين.
أما الحول المخفي، فلا يظهر إلا بالفحص الطبي أو عند تعرض الشخص للإرهاق، فيما الحول المتقطع يكون عند الأطفال، أما عند الرضع قبل سن 4-6 شهور فهو يعتبر ظاهرة فسيولوجية طبيعية.
من أعراض الحول ضعف النظر في العين المنحرفة، ككسل العين عند الأطفال، و ازدواجية الرؤية التي قد تؤدي إلى الصداع.
ومن أعراضه أيضا وضع الرأس- الميل- بميلان إلى الجهة اليسرى أو اليمنى، وإغلاق الطفل لعين واحدة بصورة غير طبيعية خصوصا في ضوء النهار.
أما أسباب الحول، فيتمثل في طول أو قصر النظر، أو ضعف شديد في قوة النظر في إحدى العينين دون الأخرى، أو الإصابة بأمراض في الجهاز العصبي منها التي تسبب شللا في عضلات العين. كما يمكن أن يكون السبب عيبا خلقيا كوجود تليفات في عضلات العين
ويمكن تقسيم الحول إلى حول شللي وحول غير شللي، أما الحول الشللي فيكون نتيجة الإصابة بضعف في إحدى عضلات العين أو شلل في العصب المنبه لها وتكون حركة العين محدودة في جهة العضلة المشلولة.
ولهذا النوع من الحول أسباب عديدة منها الإصابة بالأنفلونزا أو أمراض فيروسية أخرى أو نتيجة وجود مرض بالجهاز العصبي يؤثر على الأعصاب التي تنبه عضلات العين.
كما أن بعض حالات الحول الشللي تنتج عن أورام داخل الدماغ، أما عند كبار السن فيمكن لارتفاع ضغط الدم أو مرض السكري أن يؤدي للإصابة بالحول الشللي.
أما الحول غير الشللي فتكون حركة العينين فيه حرة غير محددة رغم وجود الحول مثل الحول الخلقي أو الحول الناجم عن خلل في الانكسار مثل مد البصر أو حسر البصر والذي قد يؤدي إلى ما يسمى بالحول الأنسي عندما تنحرف العين إلى الداخل أو الحول الوحشي عندما تنحرف إلى الخارج.
وتحتاج بعض حالات الحول إلى إجراء عملية جراحية لتقويم عضلات العين بعد استنفاذ جميع الطرق البديلة للعلاج.
وفي بعض الحالات الأخرى يكون العمل الجراحي هو الحل العلاجي الوحيد الناجع منذ بداية الحول. تجرى عمليات الحول الجراحية عند الأطفال وكذلك عند بعض المرضى من البالغين، تحت التخدير العام.
وتبدأ عملية الحول برفع طبقة الملتحمة فيتمكن الجراح من الوصول إلى عضلات العين الخارجية المسؤولة عن تحريك العين في كافة الاتجاهات حيث يقوم بتقويتها أو إضعافها حسب حالة الحول عند كل مريض.
فإذا كان اتجاه العين إلى الداخل يتم إضعاف العضلات التي تشد العين إلى الداخل بينما يتم تقوية العضلات التي تشدها إلى الخارج والعكس في حال اتجاه العين للخارج، وبعد انتهاء العمل على العضلات يقوم الجراح بإعادة الملتحمة إلى وضعها الطبيعي فتتغطى العضلات التي تمت عليها الجراحة دون أن يظهر أي أثر جراحي ملحوظ.