جراء إيقاف استخراج رمال من شاطئ هوارة

انخفاض وتيرة إنجاز مشاريع البناء بجهة طنجة ـ تطوان بـ 70٪

الإثنين 20 مارس 2006 - 17:22

ما زال عمال استخراج الرمال بمقلع هوارة بضواحي طنجة معتصمين مع أسرهم وأبنائهم عند الكيلومتر 9 على الطريق الرئيسية الرابطة بين طنجة والرباط، وذلك للمطالبة بالعودة للعمل وفتح المقلع، الذي أغلقته السلطات المحلية بداعي المحافظة على البيئة وجمالية المنطقة التي

وذكر عدد من المحتجين، الذين التقتهم " الصحراء المغربية" ، أن " اعتصامهم سيستمر ما لم تستجب السلطات إلى مطالبهم العادلة، معتبرين قرار الإغلاق " إجراء تعسفيا" لم يأخذ بعين الاعتبار حقوق فئة الرمالة، ويروم تجويع أزيد من 600 أسرة تنتمي إلى ست قرى و217 شخصا آخرين من عمال عجزة وأقارب المتوفين منهم، كانوا جميعا يعتمدون في دخلهم على العمل بهذا المقلع، خصوصا مع غياب أي نشاط فلاحي وانتشار الأمية بنسب عالية في صفوف شباب المنطقة غير المؤهلين" .

وشددوا على ضرورة " إيجاد حل تدريجي لإشكالية استنزاف شاطئ هوارة والبحث عن بدائل معقولة بدلا من (المسكنات المؤقتة) التي لا ولن تكون حلا نهائيا لهذه الإشكالية"
وكانت السلطات المعنية، المتمثلة في المندوبية الجهوية للتجهيز بطنجة ـ تطوان ووزارة إعداد التراب والماء والبيئة والسلطات المحلية والجماعة الحضرية، قررت، منذ 2 مارس الجاري، إغلاق مقلع شاطئ هوارة لأسباب حددها حسن بختي، المندوب الجهوي للتجهيز، في تراجع مستوى الساحل وتعرية الشاطئ من الرمال نتيجة الاستغلال البشري غير المراقب الذي أدى إلى اختلال في النظام البيئي المرتبط بالكثبان الرملية.

وذكر البختي، خلال لقاء مع ممثلي الصحافة بطنجة، أن قرار إيقاف استخراج الرمال من شاطئ هوارة جاء ليوقف هذه " الكارثة" ، مبرزا أن السلطات واعية بالمشاكل التي من الممكن أن تترتب عن هذا الإغلاق، وخاصة وضعية 600 عامل الذين تشكل عائدات مهنة شحن الرمال دخلهم الوحيد، إذ أوضح أن " البحث جار عن حلول قارة تراعي مصالح العمال بالمقالع وتحافظ في الوقت نفسه على البيئة".

وأكد أن " العمال رفضوا الحلول المقترحة من طرف السلطات والقاضية بإدماجهم في الإنعاش الوطني أو في الشركات المشرفة على إنجاز المشاريع الكبرى بالجهة، أو تأطيرهم ضمن تعاونيات توفر لهم دخلا قارا".
من جهة أخرى، أكد عثمان المرنيسي، رئيس المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للبناء والأشغال العمومية، أن قرار السلطات بمنع استخراج الرمال من شاطئ هوارة أثر بنسبة 70٪على وتيرة التعمير والأشغال العمومية بجهة طنجة تطوان.

وأوضح المرنيسي، خلال ندوة صحافية نظمتها الجامعة يوم الأربعاء المنصرم بطنجة، أن توقف تزويد المنطقة بالرمال نتيجة هذا القرار، بالإضافة إلى الإضراب الذي يخوضه أرباب وسائقو الشاحنات الصغرى لنقل مواد البناء بولاية طنجة، من شأنهما أن يعرقلا وتيرة الأوراش الكبرى والمشاريع المواكبة لها بالجهة، خصوصا أن مادة الرمال تعتبر مكونا أساسيا في عملية البناء.

وبخصوص البدائل الممكنة لسد النقص الحاصل في هذه المادة بعد قرار إيقاف مقلع هوارة، دعا المرنيسي إلى ضرورة إيجاد حلول عاجلة لهذه الوضعية بالتوافق والتشاور مع السلطات المعنية وكافة المتدخلين، موضحا أن الجامعة تفكر حاليا في إمكانية فتح ودعم إنتاج رمال مقالع الأحجار، التي يمكنها أن تنتج ما بين 1800 و2000 متر مكعب يوميا، كما أنها (أي الجامعة) بصدد دراسة قابلية استعمال رمال الوديان التي يزخر بها شمال المملكة في عملية البناء.

واختتم المرنيسي، الذي يعد عضوا في اللجنة الوطنية لهندسة الوقاية من الزلازل بالبناء المضاد للزلازل، تدخله بدعوة السلطات المحلية إلى منع استعمال رمال الشواطئ غير المعالجة في عملية البناء، وبرر دعوته هذه، باحتوائها على الملح (الصوديوم) بكميات عالية، وهو الأمر الذي يساهم في تسريع هشاشة البنايات.

يذكر أن حاجيات عروس الشمال من الرمال، أصبحت تنقل من مقالع خارجة عن الإقليم، خاصة مقلع خميس الساحل بإقليم العرائش ومقلع مولاي بوسلهام بإقليم القنيطرة، مما أدى إلى ارتفاع ثمن الشاحنة من 90 درهما إلى 300 درهم.




تابعونا على فيسبوك