خلال الأيام القليلة القادمة سينزل إلى رفوف الأكشاك والمكتبات المغربية، في إطار سلسلة دفاتر وجهة نظر، كتاب جديد للكاتب والباحث المغربي عبد الرحيم العطري، و ذلك تحت عنوان "صناعة النخبة بالمغرب" و الذي يحاول من خلاله المؤلف أن يسائل طرق الوصول إلى دوائر صنع
و عن هذا الكتاب يقول الدكتور عبد اللطيف حسني أستاذ العلوم السياسية و مدير مجلة ودفاتر وجهة نظر بأنه في إطار الجيل الجديد من السوسيولوجيين المغاربة، يندرج الباحث عبد الرحيم العطري الذي راكم منذ سنة 2000 بخصوص الشأن السوسيولوجي مؤلفين : "دفاعا عن السوسيولوجيا" و "سوسيولوجيا الشباب المغربي"، و الذي اختار في تأليفه الثالث الإبحار في موضوع لا يخلو من حساسية و مسيج بطابوهات تعز عن الاختراق، إنه موضوع صناعة النخبة في المغرب" و يضيف الدكتور حسني قائلا بأن "عبدالرحيم العطري يجرب في مؤلفه هذا استكشاف الطريق المؤدية إلى التنخيب في فضاءات اجتماعية متعددة ، فعلى امتداد خمسة مباحث من الفصل الأول، يكشف لنا الباحث من خلال نموذج الاستوزار ماهية النخب و آليات تنخيبها من دعم مخزني و صفقات مصاهرة، و الارتباطات الموجودة بين المقاولات السياسية و نظام الهدايا، و دور المقدس و التقليدي والآلة الإعلامية و دورها الحيوي في صناعة النخبة، لينتقل في الفصل الثاني للحديث عن النخبة الحزبية ، ثم النخبة المدنية أو المحسوبة على المجتمع المدني، و النخبة المثقفة ثم النخبة الدينية متوقفا في الفصل السادس عند النخبة العسكرية".
إذن فالسؤال المركزي الذي يؤطر و يحدد معالم الاشتغال الأساسية لهذا الكتاب تتلخص في هكذا أسئلة : "كيف تستوي الطريق نحو القمة؟ ما أو من الذي يعبد ذات الطريق نحو قشدة المجتمع؟ وكيف يصير بالإمكان احتلال موقع ما ضمن خارطة الذين هم فوق؟ وكيف يكون الوصول ممكنا إلى فضاءات صنع القرار وحياكة اللعب؟و بدءا ما المقصود بالنخبة؟ ما هي حدودها وامتداداتها في النسق السوسيوسياسي المغربي؟ وما الذي يحدد بالضرورة إمكانات الانخراط في النخبة أوالخروج منها؟ وانتهاء
و قبل البدء، هل نتوفر على نخبة مغربية فاعلة تخطت مرحلة الخصاء و اللافعل؟ لابد من طرح هكذا تساؤلات ونحن نحاول البحث عن "حبة فهم" لاستيعاب شروط إنتاج وإعادة إنتاج النخبة في هذا "الهنا"، فالطريق المنتهية بصاحبها وسالكها إلى قشدة المجتمع ودوائر صنع القرار، لا تكون دوما في متناول الجميع، ولا تكون معبدة بالضبط في وجه "الذين هم تحت" ممن لا يملكون وسائل الإنتاج والإكراه في النسق المجتمعي فثمة أفراد بعينهم هم الذين يستطيعون حسم النهاية لصالحهم دائما، والصدفة هنا تظل محدودة الأثر".
صناعة النخبة بالمغرب يعد الإصدار الورقي الثالث في مسيرة الكاتب و الباحث المغربي عبد الرحيم العطري، و هو في نظره "عنوان معرفي آخر لاشتغال سوسيولوجي يرنو إلى قراءة النسق العام و هضم تفاصيله الدقيقة، إنه محاولة أخرى على درب التحليل السوسيولوجي لأشد الرموز و الحقول التباسا في مشهدنا العام، و هو قبل و بعد خطوة مكملة لدفاعنا الأول عن السوسيولوجيا و انخراطنا الثاني في البحث عن معنى ما لأن يكون الإنسان شابا هنا و الآن عبر رصد جدل الإدماج والتهميش".
يذكر أن عبد الرحيم العطري قد نشر أيضا عددا من الكتب الإلكترونية تراوحت بين القصة و الشعر و أدب الرحلة و المقالة و الدراسات الاجتماعية طبعا و ذلك خلال سنة 2005 بعدد من المواقع على شبكة الإنترنيت.