ثورة في البث الرياضي بإفريقيا خلال “كان المغرب 2025”

الصحراء المغربية
الإثنين 24 نونبر 2025 - 17:25

تنكب الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على إحداث تحول رقمي غير مسبوق في تاريخ بث مباريات كرة القدم على مستوى القارة، إذ ستشهد بطولة كأس أمم إفريقيا 2025، التي ستنطلق في 21 دجنبر المقبل، تحولا غير مسبوق في تقنيات البث والإخراج السمعي البصري، بهدف ترسيخ موقع المغرب كمنصة رائدة في الإنتاج الرياضي الدولي.

وأفاد مصدر لـ"الصحراء المغربية" أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تنكب على إنشاء وتجهيز استوديو مركزي ضخم سيخصص للبطولة القارية، وسيوضع تحت إدارة القناة الرياضية. وسيشكل هذا الاستوديو مركزا محوريا لتنسيق البث بين الملاعب، وإدارة التحليل والتعليق والربط المباشر، مع ضمان توحيد جودة الإنتاج عبر مختلف المدن المستضيفة، بما يتلاءم مع المعايير البصرية الجديدة التي تعتزم الجامعة الملكية لكرة القدم اعتمادها في "كان توتال إنيرجي المغرب 2025". إذ تسعى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم و"SNRT" إلى تقديم نسخة ستغيّر قواعد البث الرياضي داخل القارة، عبر توظيف تقنيات تستخدم عادة في نهائيات كأس العالم وبطولات أوروبا الكبرى.
وقال المصدر ذاته إن الهدف "لا يقتصر على احترام معايير الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، بل يتجاوز ذلك إلى صياغة نموذج مرجعي يضع المغرب في مقدمة الفاعلين في صناعة المحتوى الرياضي الدولي. ليشكل هذا التحول رؤية مغربية أوسع لبناء منظومة إنتاج سمعي بصري مستدامة".
 

بث بتقنية HDR لأول مرة في تاريخ القارة

 

ولأول مرة قاريا، سيتم العمل بمنظومة بث تعتمد تقنية (HDR)، التي تسمح ببث صورة أكثر وضوحا وعمقا وتباينا، على غرار ما تقدمه بطولة أمم أوروبا، ما سيجعل مباريات "كان المغرب 2025" أقرب من حيث المستوى البصري إلى نهائيات كأس العالم.
 

“سبايدر كام” ودرونات FPV تغيّر مشهد اللقطات التلفزيونية

 

وعلى مستوى التصوير، ستشهد البطولة تركيب كاميرات سبايدر كام فوق كل ملعب، لتوفير لقطات سينمائية عالية الانسيابية تمنح المشاهد صورا ديناميكية غير معهودة في البطولات الإفريقية. كما سيتم تشغيل طائرتين مسيرتين في كل ملعب، إحداهما من نوع FPV عالية السرعة، لضمان زوايا جوية مبتكرة تتفاعل مباشرة مع نسق اللعب.
ومن الناحية التقنية، ستعتمد البطولة بين سبعة وتسعة خوادم Ultra Motion للتصوير البطيء جدا، علما أن "الكاف" تشترط توفر أربعة فقط، ما يسمح بإعادة اللقطات بزوايا متعددة وبجودة فائقة. كما سيجري توحيد المنصات التقنية في جميع المدن المستضيفة لضمان انسجام البث طيلة فترة المنافسة.
 

الإشارة الدولية مباشرة من المغرب إلى أوروبا وأمريكا

 

وفي سابقة في تاريخ كأس أمم إفريقيا، ستنقل الإشارة الدولية للمباريات مباشرة من المغرب نحو مراكز البث في أوروبا وأمريكا، ودون المرور عبر محطات وسيطة كما كان معتادا عبر باريس. ويرسخ هذا التغيير مكانة المغرب كمنصة رئيسية في البث الرياضي عالي المستوى، ويؤكد جاهزيته لاحتضان الإنتاج التلفزيوني المتقدم.
وتشير المعطيات إلى أن الجامعة و"SNRT" تعاقدتا مع أحد أبرز المخرجين الفرنسيين في الإخراج الرياضي الأوروبي لقيادة إخراج حفل الافتتاح وكل المباريات التي سيلعبها المنتخب الوطني المغربي والمباراة النهائية، إضافة إلى ضبط الهوية الإخراجية الموحدة في جميع الملاعب.
وتندرج كل هذه الخطوات ضمن رؤية بعيدة المدى لتطوير البنية التحتية السمعية والبصرية، استعدادا للرهانات الكبرى المقبلة، وعلى رأسها تنظيم بطولة كأس العالم 2030. ويؤشر هذا التوجه إلى الدخول في مرحلة جديدة تجعل من الإنتاج الرياضي الوطني صناعة استراتيجية، قادرة على جذب الاستثمارات، وتوسيع آفاق التعاون القاري، وتحويل التفوق التقني إلى أحد عناصر القوة الناعمة.




تابعونا على فيسبوك