قبل ساعات من المباراة الودية بين الاسود ومنتخب الموزمبيق، بدا الملعب الكبير بطنجة وكأنه يدخل موسمه الكروي الخاص. فالعشب صار في أبها فورمة، والهندسة المعمارية أصبحت أقرب إلى ملاعب الصف الأول في أوروبا. المشهد كله يشي بأن المغرب بات يلعب في دوري الكبار.
عشية اللقاء، التقطت طائرات الدرون صورا للعشب الطبيعي، وهو يلمع مثل بساط أخضر في ليلة تتويج. وأكدت هذه الصور أن الأرضية جاهزة للاختبار الأول قبل نهائيات كاس افريقيا 2025. وقد خضع العشب لصيانة مكثفة، أشرفت عليها شركة متخصصة، جعلته يطابق معايير الفيفا والكاف بحذافيرها.
سر هذه الجاهزية يكمن في نظام تهوية تحت أرضي، مستوحى من ملاعب أوروبا. مراوح دقيقة تتحكم في الحرارة والرطوبة، وتمنع الأمراض الفطرية، ما يجعل العشب مرنا، ثابتا، وقادرا على تحمل ضغط المباريات طول وعرض.
تصنيف دولي جديد
الجولة الاخيرة لرئيس الفيفا لم تمر مرور الكرام. الرجل أثنى على جودة العشب، وقال انه عينة من الخبرة المغربية في تدبير المنشآت الرياضية. كما منحت شركة برتغالية مختصة في شهادات جودة الملاعب اعلى تنقيط للملعب بعد فحص دولي خضع لإشراف الفيفا.
في الخلفية، تقف الشركة المغربية سوميكوتراد، التي تحولت اليوم إلى رائدة في صيانة الملاعب الوطنية. فريقها يدمج خبرة مهندسين إسبان وتقنيين مغاربة، ضمن برنامج واسع لتحديث البنيات الرياضية استعدادا للكان 2025 ومونديال 2030.
قبل صافرة البداية، تراقب اأجهزة الاستشعار حرارة الأرضية ورطوبتها وكثافتها كل دقيقة. فيما تتولى قاطعات حديثة قص العشب كل صباح، ليظهر بشكل حريري يوحي بان المباراة ستجري على بساط مدروس بعناية.
جمهور ومدرجات ممتلئة
المباراة المرتقبة مساء الجمعة 14 نونبر على الساعة الثامنة ستجرى امام عشرات الالاف من المتفرجين. إذ المنظمون نفاذ جميع تذاكر الملعب البالغة 75 الفا و600 مقعد، ليثبت جمهور الأسود مرة اخرى أنه اللاعب رقم 12، وأن شغفه بالمنتخب لا يقل حرارة عن حماس البطولات الكبرى.
اللجنة المنظمة دعت الجماهير الى احترام التدابير التنظيمية، حتى تمر المباراة في أفضل اجواء.
بطعم الارقام القياسية
التجهيزات الجديدة لم تقف عند العشب. فبحسب وسائل اعلام اسبانية مثل The Objective، صار ملعب طنجة أيقونة هندسية مغربية. سقف ضخم بمساحة 55 ألف متر مربع ركب في 69 يوما فقط، وهو رقم غير مسبوق عالميا. سقف صمم ليتلاءم مع مناخ الشمال، ويوفر إنارة طبيعية مثالية.
الى جانب ذلك، ارتفعت الطاقة الاستيعابية الى 75 ألفا و600 متفرج، أزيلت حلبة العاب القوى، وتم اعتماد خليط عشب هجين، مع إنارة مطابقة لمعايير النقل التلفزيوني للفيفا. كما جرى تعزيز الملعب بنظام طاقة احتياطية يضمن استمرارية التشغيل حتى في الظروف الطارئة.