في لحظة إفريقية فارقة، جمعت قمة صناعة التمويل الإفريقية Africa Financial Summit (AFIS) 2025، المنعقدة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمدينة الدارالبيضاء، نخبة من صناع القرار المالي والاقتصادي من مختلف أنحاء القارة.
وجاءت كلمات الافتتاح، التي ألقاها كل من نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، وأمير بن يحيى، الرئيس التنفيذي لمجموعة “جون أفريك”، وماختار ديوب، المدير العام لمؤسسة التمويل الدولية (IFC)، لتؤكد بصوت واحد أن المال الإفريقي موجود، وأن الرهان الحقيقي هو توجيهه لخدمة النمو الإفريقي وبناء السيادة المالية المشتركة.
وقد تلاقت الرسائل الثلاث حول رؤية موحدة تعتبر أن التحول المالي لإفريقيا لن يتحقق إلا بثقة الأفارقة في قدراتهم، وبالابتكار في أدوات التمويل، وبالتكامل بين الأسواق والمؤسسات. كما شددت الكلمات على أن 300 مليون شاب إفريقي يدخلون سوق العمل خلال العقد المقبل، ما يجعل تعبئة الادخار المحلي، وتحفيز الاستثمار الخاص، وإرساء بنية مالية مستقلة ركائز أساسية لمستقبل القارة.
وهكذا، تحول منبر AFIS 2025 إلى فضاءٍ لتجديد الالتزام بجعل إفريقيا تنتقل من قارة الفرص إلى قارة الاستثمارات، ومن الاعتماد على التمويلات الخارجية إلى الاعتماد على مواردها وإبداعاتها الذاتية، في مسار يترجم شعار المرحلة "إفريقيا يجب أن تثق في إفريقيا".