افتتح محمد الهيثمي، الرئيس المدير العام لمجموعة "لومتان"، اليوم الجمعة بالرباط، النسخة الثامنة من المنتدى الدولي "Morocco Today Forum"، المنظمة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك، تحت شعار "المغرب 2030.. ترسيخ أسس أمة عظيمة"، وبحضور شخصيات وازنة في مقدمتهم وزراء ومدراء عامون وسفراء وممثلون عن مؤسسات وطنية ودولية، إضافة إلى نخبة من الباحثين والخبراء في مجالات متعددة.
ونوّه الرئيس المدير العام لمجموعة "لومتان"، بثقة الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين في دور الصحافة المسؤولة، مستحضرا اللحظات الأولى لانطلاق المنتدى قبل أكثر من عشر سنوات، حيث وصف مبادرة قص شريط النسخة الأولى له بـ "المغامرة التي انطلقت بإيمان كبير". ووجه تحية خاصة إلى وزارتي الثقافة والمالية، والجمعية الوطنية للإعلام والناشرين، تقديرا لدعمهم المستمر لهذا المشروع الفكري الوطني.
وأوضح الهيثمي أن المنتدى يستمد روحه، منذ نشأته، من التوجيهات الملكية السامية، ويطمح في كل دورة إلى إذكاء النقاش العمومي حول قضايا استراتيجية تتعلق بمستقبل المغرب والقارة الإفريقية، عبر مقاربة علمية وهيكلية تُراعي التحولات الإقليمية والدولية، راصدا أبرز المحاور التي تناولتها الدورات السابقة، وعلى رأسها التعاون جنوب-جنوب، واقتصاد المعرفة، والدولة الاجتماعية، والمبادرة الأطلسية لفك العزلة عن بلدان الساحل، مشيرًا إلى أن اختيار موضوع هذه السنة "المغرب 2030: ترسيخ أسس أمة عظيمة" جاء بشكل تلقائي، عقب الإعلان عن استضافة المغرب لنهائيات كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
وفي هذا السياق، اعتبر أن هذا الحدث لا يجب أن يُختزل في مجرد مباريات كرة قدم تُقام خلال بضعة أسابيع، بل يشكل فرصة هيكلية تتقاطع مع أوراش كبرى أُطلقت في عهد جلالة الملك، و"تشمل تحديث البنيات التحتية، ونقل التكنولوجيا، وتعزيز الرقمنة، والارتقاء بقطاعي الصحة والتعليم، وترسيخ قيم العيش المشترك والمواطنة". ونبه الهيثمي إلى ضرورة استغلال الزمن السياسي والاجتماعي للمغاربة، مشيرا إلى أن ما كان من المفترض إنجازه خلال 15 سنة يجب تحقيقه في خمس سنوات فقط.
وقال "علينا أن نضمن انسجاما تاما بين الدول الثلاثة المنظمة لبطولة كأس العالم لكرة القدم، حيث أن المشجع الذي يحضر مباراة في دور الثمن بلشبونة باليرتغال، ثم ينتقل إلى ربع النهائي في مدريد باسبانيا، ونصف النهائي في فاس، يجب أن يعيش تجربة منسجمة وسلسة تعكس طموحا مشتركا".
وأكد أن "كأس العالم 2030" يمثل نقطة التقاء لكافة الديناميات الوطنية، ويتطلب منهجية منسجمة ونفسا تعبويا شاملا، داعيا إلى تعبئة جماعية على مستوى السياسات العمومية والمؤسسات والمجتمع المدني، بما يضمن إنجاح هذا المشروع الوطني والدولي.