لم يكن السائح الفرنسي، البالغ من العمر 60 عامًا، يدرك أن رحلته عبر جبال ورزازات ستتحول، يوم السبت، إلى مغامرة محفوفة بالخطر. ففي أحد المسارات الوعرة بجماعة إزناكن، تعطلت دراجته النارية، ووجد نفسه وحيدًا وعاجزًا وسط حرارة خانقة وإرهاق شديد في منطقة "إمدينت ن أنيسي"، البعيدة عن أقرب نقطة سكنية.

في لحظة عزلة تامة، تواصل السائح مع ابنه عبر الهاتف، مستغيثًا، بينما تولى الابن تحديد موقع والده بدقة عبر تقنية GPS وأطلق نداء استغاثة مستعجل. وسرعان ما استجاب سكان المنطقة والسلطات المحلية، حيث كان راعي أغنام أول من وصل إليه. وبكرم الضيافة الجبلية، قدم الراعي كأس شاي للسائح وطمأنه إلى حين وصول فرق الإنقاذ. على مدى عشرين كيلومترًا من المسالك الجبلية الصعبة، شق رجال الوقاية المدنية وعناصر الدرك الملكي بتازناخت طريقهم للوصول إلى موقع السائح.
وعند العثور عليه، بدا مرهقًا وخائفًا، لكنه في صحة جيدة عمومًا. تم نقل السائح إلى مركز تازناخت لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة، حيث أعرب عن امتنانه العميق للسكان المحليين والسلطات الذين سارعوا لإنقاذه في ظروف صعبة.

من جهته، أكد محمد حمنكاري، عضو المجلس الجماعي لإزناكن وأحد أوائل المتدخلين في عملية البحث، أن التنسيق الفوري بين الأهالي والسلطات أنقذ السائح من وضع خطير. مشيدًا بالجهود الكبيرة التي بذلها الجميع تحت إشراف قائد الدرك الملكي بتازناخت. وتفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي مع هذه القصة الإنسانية، مثمنة سرعة التدخل وروح التضامن التي ميزت عملية الإنقاذ وسط الجبال الوعرة. ورزازات : إسماعيل أيت حماد

---