مراكش.. الإطلاق الرسمي لدليل الاستثمار السياحي لجذب المستثمرين الأجانب إلى المغرب

الصحراء المغربية
الثلاثاء 28 يناير 2025 - 15:31

سلط المشاركون، اليوم الثلاثاء بمراكش، خلال المؤتمر الدولي حول الابتكار والاستثمار السياحي، الذي نظم بمبادرة من الشركة المغربية للهندسة السياحية ووزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بتعاون مع منظمة السياحة العالمية، الضوء على الدور الحاسم للتقنيات الرقمية والابتكار في خلق فرص استثمارية جديدة في قطاع السياحة، وتوطيد مكانة المغرب كمركز للابتكار في السياحة وتعزيز الاستثمارات السياحية.

وأتاحت المناقشات الغنية بالأفكار والفرص استكشاف سبل جديدة للتعاون والمبادرات المبتكرة، وصياغة خلاصات ملموسة وواعدة، مما عزز آفاق التنمية والاستثمار في القطاع السياحي.

واستكشفت العديد من لجان الخبراء الرهانات المتعلقة بالابتكار التكنولوجي، مع تسليط الضوء على الدور المركزي التي تضطلع به المقاولات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة في التحول التكنولوجي لقطاع السياحة، مع التركيز بشكل خاص على مستقبل الرقمنة في قطاع السياحة، والاستثمار في الشركات الناشئة بغية النهوض بالأنشطة السياحية الذكية والمبتكرة واتخاذ المبادرات الضرورية لإضفاء دينامية جديدة على نسيج المقاولات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة.

وأهم ماميز هذا الحدث الدولي، الإطلاق الرسمي لدليل الاستثمار السياحي الذي أعدته منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بشراكة مع كل من الشركة المغربية للهندسة السياحية وقطاع السياحة، والذي شكل خطوة كبيرة إلى الأمام في جذب المستثمرين الأجانب إلى المغرب.

ويوفر هذا الدليل الاستراتيجي إطارا هيكليا، جرى تصميمه لتزويد المستثمرين بالمعلومات الأساسية وتبسيط الإجراءات، كما يقدم توجيهات محددة لتنفيذ مشاريع سياحية طموحة، وبالتالي يعمل على تعزيز مكانة المغرب كوجهة مفضلة للاستثمار في قطاع السياحة.

كما جرى تكريم أربع مقاولات ناشئة شاركت في المسابقة التي نظمتها الشركة المغربية للهندسة السياحية بشراكة مع منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، بعد اقتراحها حلولا مبتكرة بغية تعزيز التنمية المستدامة للسياحة المغربية، وقدمت هذه المقاولات الشابة المشاريع الأكثر ابتكارا في فئات تتعلق بالابتكار في الاقتصادات الزرقاء، والابتكار في التراث الطبيعي، والابتكار في التراث الثقافي، والابتكار في السياحة الحضرية.

وخلال هذا الحدث الدولي، جرى التوقيع عدد من الاتفاقيات الإستراتيجية مع شركاء بارزين،  الهدف منها تحقيق تعاون طموح لتعزيز الاستثمارات المبتكرة في قطاع السياحة. وتتوخى هذه الاتفاقيات تعزيز التكامل والانسجام بين الابتكار والاستثمار، مع إعادة التأكيد على الالتزام الجماعي لفائدة لسياحة المستدامة.

وفي كلمة ألقتها بالمناسبة، أكدت فاطمة الزهراء عمور وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن المقاولات الناشئة تضطلع بدور محوري في تحول السياحة المغربية، مبرزة الدور المركزي لهذه المقاولات في التحول الرقمي.

وذكرت الوزيرة،  أمام ثلة من الخبراء المرموقين في مجال السياحة والاستثمار السياحي،  بموقع المملكة كمركز للابتكار التكنولوجي في إفريقيا، مؤكدة في هذا الصدد، أن المقاولات الناشئة ستسهم في خلق فرص الشغل وتحفيز التنمية الاقتصادية.

وأشارت الوزيرة إلى أن الاستثمار في السياحة لم يكن بهذه المتانة من قبل، مستعرضة مختلف المبادرات التي تزخر بالفرص للمغاربة والمستثمرين الأجانب، من قبيل صندوق محمد السادس للاستثمار، وميثاق الاستثمار، وبرنامج (GO سياحة)، وكذا مشاريع طورتها الشركة المغربية للهندسة السياحية ومنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.

وتوقفت عند النتائج الاستثنائية التي تحققت سنة 2024، باستقبال 17,4 مليون سائح اختاروا المغرب كوجهة، مبرزة أن هذا الأداء يجسد نجاح الاستراتيجية المعتمدة، والتقدم الملحوظ المحقق من قبل المملكة.

من جانبه، أشاد زوراب بولوليكاشفيلي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، بالرؤية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل النهوض بالسياحة في المغرب، والتي مكنت من وضع أرقام السياحة في المملكة في منحى تصاعد مستمر، مع بلوغ أزيد من 17 مليون زائر في 2024، وهو هدف لم تتمكن الكثير من البلدان من تحقيقه طيلة الأربع سنوات الأخيرة.

وأكد الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، أن المغرب، القوي بالتزامه لفائدة الابتكار وثقافته المتجذرة ورؤيته الإستراتيجية، نجح في تحويل القطاع السياحي إلى دعامة للازدهار جعلت من المملكة نموذجا في المجال، مشيدا بالجهود التي تبذلها الحكومة وجميع القطاعات المتدخلة لتطوير القطاع السياحي، من أجل الجمع بين التراث الثقافي والحداثة، مع جعل الابتكار رافعة محورية لجاذبيتها.

أوضح المسؤول الدولي أن الرؤية الملكية لتطوير القطاع السياحي وهذه المقاربة المبتكرة أقنعتا منظمة الأمم المتحدة للسياحة بفتح مكتب موضوعاتي للمنظمة في المغرب، ليساهم بذلك في إرساء منظومة متينة ومستدامة للقطاع في البلاد.

وأشار بولوليكاشفيلي، الى أن كأس العالم 2030 يشكل فرصة استثنائية للارتقاء بالسياحة واستقطاب المزيد من الزوار للمملكة، مؤكدا في هذا السياق، أن منظمة الأمم المتحدة للسياحة تقف إلى جانب المغرب لتحقيق نجاحات أكثر في هذا المجال.

بدوره، أكد  كريم زيدان الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والإلتقائية وتقييم السياسات العمومية، أنه بفضل الرؤية النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أضحى المغرب "وجهة متميزة" للاستثمارات الأجنبية في قطاع السياحة، مؤكدا أن القطاع السياحي، الذي يعتبر ركيزة الاقتصاد الوطني، يعد أحد القطاعات التي استقطبت أهم الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال السنوات الأخيرة ولاسيما بفضل وضع خارطة واضحة وشفافة.  

وأشار الى أن أنه بفضل هذه الرؤية الاستراتيجية وميثاق الاستثمار، ارتفع عدد المشاريع السياحية بشكل ملحوظ، مما جعل المملكة منصة لا محيد عنها للاستثمارات الأجنبية، موضحا أن هذا النمو الذي يعد نتيجة الجهود المبذولة من قبل كافة الأطراف المعنية، مكن المغرب من التموقع كأول وجهة إفريقية للسياح.

وأوضح عماد برقاد المدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية،  أن هذا المؤتمر الدولي يشكل نقطة تحول ستسمح ببناء سياحة مغربية فريدة تنبثق من المبادرات الفردية والخاصة وفقا للتوجيهات الملكية السامية، مؤكدا أن الإنجازات  التي تشهدها المملكة المغربية في المجال السياحي، هي ثمرة الرؤية المستنيرة وطويلة المدى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فضلا عن خارطة طريق واضحة ومهيكلة تسلط الضوء على مختلف فرص النمو في القطاع، إلى جانب روافع الاستثمار.

واستعرض برقاد الآفاق الواعدة التي يوفرها التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 مع كل من إسبانيا والبرتغال، داعيا المستثمرين إلى الانخراط في استراتيجية المغرب عبر تكثيف الاستثمارات في مجالات الفندقة والترفيه والمطعمة.

ويندرج هذا الحدث الدولي  في إطار استراتيجية  تضع المغرب ضمن الوجهات السياحية الأكثر ابتكارا وجاذبية في العالم، والتحضير للتظاهرات الدولية الكبرى مثل كأس العالم لكرة القدم 2030، كما تندرج هذه المجهودات في إطار التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرامية إلى تحفيز المبادرات الفردية والخاصة لفائدة القطاعات الإنتاجية.




تابعونا على فيسبوك