تحت عنوان "تسع أسباب تجعلني أعود دائمًا إلى المغرب"، نشر الصحفي والكاتب الإسباني باكو نادال مقالًا بجريدة EL PAÍS، يتحدث فيه عن الأسباب التي تجعله يزور المغرب باستمرار.
وقد أشار الكاتب إلى سحر المدن القديمة مثل فاس ومكناس، وجمال مرتفعات الأطلس، وسحر الكثبان الرملية في مرزوكة، بالإضافة إلى الثقافة الغنية والمأكولات المتنوعة. كما أكد أن المغرب يقدم تجربة سفر اقتصادية ومميزة، مع الإشارة إلى تجربة الحمامات التقليدية التي تشتهر بها البلاد. وفي تفاصيل المقال، كتب باكو نادال:
سافرت لأول مرة إلى المغرب عندما كنت في الثانية والعشرين من عمري، وانبهرت بذلك العالم الغامض الذي ينفتح على بعد خطوات من منزلي. كان المغرب بالنسبة لجيلنا بمثابة ساحة لتعلم ثقافة السفر. بلد قريب للغاية، لكنه بدا مختلفًا تمامًا، ومع ذلك وجدت فيه الكثير من أوجه الشبه مع جنوب إسبانيا الذي أنتمي إليه، من أساليب البناء إلى تقنيات الري ووصفات الطعام.
منذ ذلك الحين، عدت إلى المغرب مرات لا تحصى، وهذه بعض الأسباب التي تدفعني دائمًا للعودة:
الحدود الأكثر تميزًا في العالم
لا توجد حدود في العالم مثل المغرب، حيث يفصل مضيق جبل طارق، الذي يبلغ عرضه 14 كيلومترًا فقط، بين حاضرنا وزمن يعود لألف عام. هناك أماكن في المغرب، سواء في المناطق الريفية أو حتى الحضرية، تمنحك انطباعًا وكأنك تعيش في زمن بعيد. إنه بلد يفتح الباب أمام الغرائبية بأسلوب ودود وقريب.
مدينتا فاس ومكناس العتيقتان
هناك مكانان يجب زيارتهما مرة واحدة على الأقل في الحياة: مدينتا فاس ومكناس العتيقتان. من السهل أن تتخيل نفسك في غرناطة الناصرية لعام 1492 وأنت تتجول في هذه الأسواق القديمة حيث لا يزال الناس يعيشون ويتاجرون كما كانوا يفعلون منذ قرون. إنها متاهات من الأقمشة والأحذية التقليدية والجلود والمعادن والفواكه الطازجة والأحجار الكريمة والعطور، حيث يخف صوت الضوضاء الخارجية ويتغير إحساسك بالزمن.
جامع الفنا بمراكش
مراكش، العاصمة الثقافية وأيقونة جبال الأطلس، سبب آخر لزيارة المغرب. ساحة جامع الفنا، قلب المدينة النابض، تعد مسرحًا اجتماعيًا حيًا حيث يتجسد عرض يومي كبير للأنثروبولوجيا. هذا المكان يعج بالحياة على مدار اليوم، لا سيما عند الغروب، حيث يجتمع مختلف الحرفيين والشخصيات، مما يمنحك تجربة لا تنسى.
طريق القصبات
طريق القصبات في جنوب الأطلس من أجمل المسارات في شمال إفريقيا. إنه المغرب الذي نحمله جميعًا في ذاكرتنا، حيث يمتد الطريق لأكثر من 300 كيلومتر، يبدأ أو ينتهي في ورزازات، ويمر عبر مدن طينية وقلاع تاريخية وبساتين نخيل وأراضٍ ساحرة.
وجهة اقتصادية
المغرب يناسب مختلف الميزانيات. يمكنك الإقامة في فنادق فاخرة تقدم خدمات استثنائية، أو يمكنك خوض تجربة سفر اقتصادية تلائم الشباب بميزانية محدودة.
الصحراء الأقرب
أحد أكبر عوامل الجذب في المغرب هو إمكانية تجربة جزء من الصحراء الكبرى دون الحاجة للذهاب بعيدًا جنوبًا أو دخول الجزائر. كثبان إرج تشبي، المعروفة أيضًا بكثبان مرزوكة، هي البحر الرملي الذي يعلن بداية الصحراء الكبرى بمشاهد مذهلة تتغير ألوانها مع تغير ضوء النهار.
جبال الأطلس
رغم أن الصورة النمطية للمغرب تقتصر على الواحات والنخيل، إلا أن البلد موطن لجبال شاهقة مثل سلسلة الأطلس. جبل توبقال (4167 مترًا) هو أعلى قمة في شمال إفريقيا، ويعتبر تجربة استثنائية للمتسلقين.
المطبخ المغربي
المطبخ المغربي عنصر جذب بحد ذاته. ورغم أن التجربة السياحية قد تقتصر أحيانًا على الطاجين والكسكس، إلا أن التنوع أكبر بكثير، من الحساء التقليدي (الحريرة) إلى الحلويات الشرقية.
الحمامات التقليدية
على الرغم من ارتباط الحمام غالبًا بتركيا، فإن المغرب يحتفظ بثقافة الحمام التقليدي في كل حي، حيث يمثل مكانًا للنظافة العامة والاسترخاء. في المدن السياحية، تطورت هذه الحمامات لتصبح أكثر حداثة، لكنها لا تزال تقدم تجربة الاستجمام التقليدية المثالية بعد يوم طويل من استكشاف الأسواق والقصبات.