مراكش .. مناقشة الحلول المستدامة والابتكارات الذكية لمواجهة تحديات القطاع السياحي

الصحراء المغربية
الجمعة 15 نونبر 2024 - 10:27

سلط المشاركون في الدورة الخامسة للمؤتمر الدولي للبحوث السياحية، الأربعاء، بمركز الندوات التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، الضوء على التطورات التي يشهدها مجال السياحة المستدامة والحلول المبتكرة والفعالة لمواجهة التحديات التي تواجه القطاع السياحي، والفرص التي يوفرها التقدم التكنولوجي.

وأجمع المشاركون في هذا المؤتمر الدولي، المنظم بمبادرة من المدرسة العليا للتكنولوجيا بالصويرة التابعة لجامعة القاضي عياض، تحت شعار"الحلول المستدامة والابتكارات الذكية: السياحة والتراث والثقافة في العصر الرقمي وعصر الذكاء الاصطناعي"، على الأهمية المتزايدة لتطبيق التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في قطاع السياحة، مشددين على ضرورة تعزيز الممارسات المستدامة التي تحافظ على الموارد الطبيعية والثقافية مع تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وأكدوا على أهمية البحث العلمي في بناء سياحة مستدامة منفتحة على الطبيعة والثقافة، وذلك من خلال استغلال المؤهلات الثقافية والطبيعية، ووضع مخططات وبرامج علمية لتنويع وتجويد المنتوج السياحي، مبرزين أن السياحة المستدامة تعد عاملا مهما لزيادة الوعي بالمحافظة على البيئة، بالإضافة إلى ما تتيحه من فرص اقتصادية وعائدات مالية لفائدة المناطق النائية.

ودعا عدد من المتدخلين، إلى وضع سياسات مشتركة ومنهجية عمل موحدة ومتناغمة، ووضع رؤى من شأنها ترسيخ مفاهيم التنمية المستدامة لتحقيق التوازن المطلوب بين المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد بلعيد بوكادير رئيس جامعة القاضي عياض، أن موضوع هذا اللقاء الدولي يعكس التطور السريع للقطاع السياحي، الذي يجب أن يتكيف مع تحديات التحول البيئي والرقمنة والذكاء الاصطناعي، وهو ما يدعو الجميع إلى إعادة التفكير في نماذجنا السياحية لجعلها أكثر استدامة وشمولا وأفضل تكيفا مع توقعات السياح في القرن الواحد والعشرون.

وأوضح بوكادير، أن جامعة القاضي عياض، وضعت منذ سنوات، التدريب والبحث السياحي ضمن أولوياتها الإستراتيجية، مما ساهم في تطوير عدد من البرامج والمبادرات لدمج القضايا المعاصرة المتعلقة بالتنمية المستدامة والحفاظ على التراث والتأثير المتزايد للتقنيات الرقمية، مشيرا إلى أن الأساتذة والطلبة الباحثين بجامعة القاضي عياض، أصبحوا

اليوم في قلب النظام البيئي السياحي، ويعملون على تطوير الحلول التي تعزز مرونة هذا القطاع الاستراتيجي وقدرته التنافسية.

وخلص إلى أن جامعة القاضي عياض، وإدراكا منها للتحديات التي تواجه القطاع السياحي، قررت إنشاء مركز التميز "مدرسة إدارة السياحة والضيافة" الذي يهدف إلى تقديم أساليب مبتكرة لتدريب وتكوين الطلبة مع تعزيز التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في هذا القطاع.

من جانبه، أكد لحسن زلماط رئيس الفيدرالية الوطنية للصناعة الفندقية، على أهمية وضرورة تعزيز التعاون بين المجال الأكاديمي والقطاع المهني، مبرزا أن اتفاقية الشراكة الموقعة بين الفدرالية الوطنية للصناعة الفندقية وجامعة القاضي عياض، تعكس الالتزام المشترك بتعزيز البحث العلمي وتطوير المهارات الأساسية في مجال الضيافة وقطاع السياحة بشكل عام، وإتاحة الفرصة للطلبة الباحثين وكذلك المهنيين إمكانية الوصول إلى أفضل الممارسات والتقنيات.

وتميز هذا المؤتمر الدولي المنظم على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة خبراء وباحثين ومهنيين في المجال السياحي من الصين وهولندا وليتوانيا والمجر وفرنسا واليونان بالإضافة إلى المغرب، وتوقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين الفدرالية الوطنية للصناعة الفندقية وجامعة القاضي عياض.

ويشكل المؤتمر الدولي للبحوث السياحية، فرصة للمشاركين لتبادل الأفكار والتجارب والخبرات وتعزيز التعاون وتطوير شبكتهم المهنية في بيئة محفزة ومثرية، ومنصة إستراتيجية محورية لتعزيز العلاقات المهنية وتحفيز الابتكار.

وعلى هامش هذا المؤتمر، سيجري تنظيم زيارات للإطلاع على المؤهلات السياحية التي تتوفر عليها مدينة مراكش، مما يسمح للمشاركين باكتشاف الثراء الثقافي والتراثي للمدينة الحمراء.




تابعونا على فيسبوك