تم أمس الثلاثاء بالرباط، إعطاء الانطلاقة الرسمية للتكوين التأهيلي في نقل المعارف والمهارات المرتبطة بحرفة "القفطان الرباطي" وذلك لفائدة تسع صانعات تقليديات.
ويروم هذا التكوين الذي يندرج في إطار النسخة الثانية من برنامج "الكنوز الحرفية المغربية" برسم 2024، الذي أطلقته وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، الحفاظ على معارف ومهارات حرف الصناعة التقليدية وضمان انتقالها عبر الأجيال والتشجيع على الابتكار.
وسيتيح هذا التكوين الذي سيتم بالتناوب بين مركز التأهيل المهني في فنون الصناعة التقليدية وورشة الصانعة التقليدية للصانعات المتدربات على مدى تسعة أشهر، فرصة اكتساب المعارف والمهارات اللازمة لانتاج "القفطان الرباطي" الذي يعد من رموز الاناقة المغربية والذي نجح في الحفاظ على أصالته على مر السنين.
وفي تصريح للصحافة، أبرز رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة الرباط ، سلا، القنيطرة عبد الرحيم الزمزمي، أن هذا التكوين يسعى إلى الحفاظ على حرف الصناعة التقليدية المهددة بالاندثار، مشيرا إلى أن اختيار "القفطان الرباطي" نموذجا، جاء نظرا لندرة الصناع التقليديين المهتمين بهذه الحرفة بجهة الرباط سلا، القنيطرة.
وأوضح في هذا الصدد أنه تم اختيار صانعة تقليدية متخصصة في "القفطان الرباطي" لمساعدة الصانعات المتدربات على اكتساب مهارات صنع هذه القطعة الرمزية من الموضة المغربية.
من جانبه، قال المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو لدى الدول المغاربية، إريك فالت، إن المنظمة ووزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني تشتغلان منذ سنة على مشروع استثنائي يتمثل في تحديد عدد من حرف الصناعة التقليدية المهددة بالاندثار وضمان نقلها للأجيال الصاعدة.
وأضاف أن هذا البرنامج، الممتد على 5 سنوات، يهدف إلى المساهمة في الحفاظ على هذه الحرف، ودعم حاملي هذه المهارات.
وجرى خلال هذا اللقاء، توقيع عقد برنامج بين منظمة اليونسكو والصانعة التقليدية حفيظة بوتعدال يمتد لتسعة أشهر ستقوم بموجبه بتكوين وتلقين الصانعات التقليديات مهارات صنع "القفطان الرباطي".
كما قدم خبراء في مجال الصناعة التقليدية، عروضا تناولت المحاور الرئيسية للتكوين والكفايات والمهارات التي سيتم تلقينها للمتدربات من أجل صون وحفظ تراث "القفطان الرباطي".