جرى مساء أمس السبت بالدار البيضاء، عرض الفيلم الطويل "55 خمسة وخمسين"/ "Fez Summer 55" للمخرج عبد الحي العراقي، وذلك بمناسبة الدورة الأولى لتظاهرة "مهرجان السينما" التي تنظم حتى 10 من شتنبر الجاري.
ففي القاعة السينمائية لوتيسيا، كان الجمهور على موعد مع هذا العمل الفني لعبد الحي العراقي، الذي يعيد من خلال صور ولوحات تشكيل فترة حاسمة من التاريخ الوطني، وهي الكفاح من أجل الاستقلال.
يحكي الفيلم قصة كمال (11 عاما)، ابن أحد مهنيي الصناعة التقليدية البسطاء بالمدينة القديمة بفاس، الذي يعيش الأشهر الأخيرة للبلاد تحت الحماية الفرنسية، حيث يقع في حب جارته عائشة البالغة من العمر 18 عاما المنخرطة جنبا إلى جنب مع رفاقها من الطلبة المناضلين من جامعة القرويين، لينخرط كمال بدوره في الكفاح من أجل الاستقلال وعودة السلطان محمد بن يوسف.
وقال العراقي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، " أردت من خلال هذا الفيلم أن أقدم رؤية فريدة بشأن الأشهر الأخيرة من الكفاح من أجل الاستقلال، من خلال شخصية كمال، وهو طفل يبلغ من العمر 11 عاما.
وهذا الاختيار يتيح للمشاهدين، سواء كانوا مغاربة أو أجانب، التواصل مع التاريخ بطريقة إنسانية وشاملة".
وأضاف" لقد تأثرت بشكل خاص بالاستقبال الذي حظي به الفيلم، سواء بالمغرب أو بالخارج، في نوادي السينما أو في الكليات"، موضحا أن ذلك يشهد على استمرار أهمية هذه القضايا وقوة الفن السابع في إيقاظ الوعي من خلال تواريخ راسخة في تراثنا الجماعي.
من جهتها، قالت كارولين لوكاردي العراقي، منتجة الفيلم" نحن سعداء جدا بأن نعرض مرة أخرى، في هذه القاعة السينمائية الجميلة، فيلما روائيا نال استحسان الجمهور، والذي يروي قصة الطفل كمال الذي يكتشف الكفاح من أجل الاستقلال خلال صيف 1955".
وتابعت أنه بعد مسار رائع في المهرجانات الدولية وفي المغرب، يتيح لنا هذا العرض، بمناسبة مهرجان السينما، الوصول إلى الجمهور الذي لم تتح له الفرصة بعد لاكتشاف هذا الفيلم، خاصة بفضل سعر في متناول الجميع.
وأضافت أن السياق الحالي يكتسي أهمية خاصة، لأن الفيلم يعرض بعد سنة من وقوع الزلزال المأساوي، ويخبرنا بصمود الشعب المغربي المتحد وراء ملكه.
يشار إلى أن القاعات السينمائية بعدد من مدن المملكة تحتضن خلال الفترة من 7 إلى 10 شتنبر الحالي، الدورة الأولى لتظاهرة "مهرجان السينما" التي ستتيح للجمهور فرصة استثنائية للاحتفاء بالفن السابع بجميع أشكاله. وتقوم فكرة هذا المهرجان، الذي تنظمه وكالة Nelio، وأطلقه المركز السينمائي المغربي والغرفة المغربية للقاعات السينمائية، عرض أفلام في مختلف القاعات السينمائية بالمملكة بسعر موحد (30 درهما للعرض الواحد)، مما يجعل السينما في متناول الجميع.