سجلت مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة على مستوى عمالة مراكش خلال شهري يناير وفبراير المنصرمين، مليون و400 ألف ليلة مبيت سياحية، مما ساهم في تحسين مردودية القطاع السياحي بشكل عام بالمدينة الحمراء، لتحافظ بذلك على صدارتها ضمن المدن الأكثر جذبا للسياح في المملكة، وتكرس وجهة سياحية بامتياز مفضلة للسياح الاجانب من مختلف دول العالم.

وحسب المعطيات التي حصلت عليها "الصحراء المغربية"، فإن الثلاثة أشهر الماضية، شهدت ارتفاعا في عدد الوافدين على مطار مراكش المنارة الدولي، تجاوز 22 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، في حين بلغ عدد الوافدين على مطار المدينة الحمراء خلال السنة الماضية، 3 ملايين و54 ألف و555 مسافر.

وأضافت المصادر نفسها، أن مطار مراكش المنارة الدولي، المحتل للمرتبة الثانية على الصعيد الوطني من مجموعة حركة الطيران المسجلة بمطارات المملكة، استقبل في الأسبوع الأول من شهر أبريل الجاري، 537 رحلة دولية، و550 رحلة جوية من 8 إلى 14 من الشهر نفسه، ومن المنتظر أن يستقبل 174 رحلة دولية يوميا خلال الفترة من 15 إلى 21 أبريل الجاري.

وأصبح مطار مراكش المنارة الدولي، وجهة لعدد هام من شركات الطيران الدولي، التي ناهزت الثلاثين، في حين سجلت الخطوط الجوية التي جرى فتحها منذ مارس الماضي أزيد من 14 خطا جويا في انتظار خطوط جوية جديدة مرتقبة متم شهر يونيو المقبل.

وحسب مصدر من المكتب الوطني للمطارات، فإن الاكتظاظ الكبير الذي شهده مطار مراكش المنارة الدولي، نهاية الأسبوع الماضي، يعود إلى الإقبال الكبير للسياح الاجانب على المدينة الحمراء، مشيرا إلى أن  مطار مراكش يشهد نموا استثنائيا ما يثقل العبء على البنيات الأساسية للمطار الذي يشهد وصول كثير من الرحلات بمعدلات ملء عالية.

وأرجع المصدر نفسه، سبب الاكتظاظ الذي أظهرته الصور ومقاطع الفيديو التي عرفت انتشارا واسعا على منصات مواقع التواصل الاجتماعي إلى ارتفاع الإقبال على وجهة مراكش بشكل فاق جميع التوقعات والدراسات، وتنامي الجاذبية السياحية لمراكش لدى معظم دول العالم.
وحافظت مدينة مراكش، على مكانتها في صدارة الوجهات السياحية المفضلة لدى الفرنسيين خلال سنة 2024، متفوقة على كل من لشبونة وبورتو وروما واسطمبول، ونيويورك ودبي، بخصوص قائمة الوجهات التي يبحث عنها السياح الفرنسيين، من أجل السفر خلال عطلة فصل الربيع، وذلك بحسب ما كشف عنه استطلاع محرك بحث الإسفار"ليليغو"، الذي أظهر المدينة الحمراء في قائمة عمليات البحث، وجعل الوصول إليها في متناول المسافرين الفرنسيين مقابل 318  يورو ذهابا وإيابا بالنسبة للفرد الواحد.

وأرجعت الدراسة، تصدر المدينة الحمراء، ترتيب الوجهات السياحية المفضلة لدى الفرنسيين خلال سنة 2024، الى توفرها على مؤهلات هائلة تجعل منها واحدة من أهم المدن السياحية على المستوى العالمي، ومقصدا للسياح من مختلف الجنسيات باعتبارها مكانا ساحرا يغري بالزيارة وتزخر بمجموعة من المآثر التاريخية، خاصة ساحة جامع الفنا، المعلمة الشهيرة والتي أصبحت تراثا شفويا إنسانيا فضلا عن أسوارها ومعالمها الحضارية وعدد من الأسواق القديمة والحدائق الغناء، وأشعة الشمس والطابع الشعبي للأحياء القديمة والحميمية التي تسود في الفضاءات العامة.

وفي هدا الإطار، أكد الزوبير بوحوت الخبير في القطاع السياحي في تصريح ل"الصحراء المغربية"، أن مدينة مراكش التي تنافس الكثير من المدن السياحية العالمية، بالنظر لجمالية المناظر الطبيعة بها وموقعها الجغرافي المحاذي لجبال الأطلس الكبير، توفر منتوجات سياحية متنوعة ترتكز، بالأساس، على السياحة الثقافية والسياحة البيئية، بفضل ما تزخر به من مواقع أثرية وترفيهية وفضاءات طبيعية، مما يفسر الإقبال المتزايد على منتوجها السياحي الإيكولوجي، لترسم لها مسارا طبيعيا يسلكه السياح، خاصة الأجانب منهم، لزيارة عدد من الحدائق، أبرزها المنارة وماجوريل وأكدال وأنيما والحارتي، والحديقة السرية وحديقة الفنون.

وأوضح بوحوت، أن فرنسا تشكل السوق التقليدي الأول بالنسبة للمغرب، الذي يبقى أول بلد يقصده الفرنسيون خارج أوروبا خصوصا مدينة مراكش، مبرزا أن الكثافة السكانية لفرنسا تبلغ 68 مليون من السكان وتتوفر على اقتصاد مهم السادس عالميا والثالث على المستوى الاوربي، ودخل فردي متميز محدد في 34 ألف أورو للفرد مما يجعل منه سوقا مهما بالنسبة للمغرب.

وأضاف الخبير السياحي، أن مليون و990 ألف سائح فرنسي، زاروا المغرب سنة 2019،  ضمنهم 26 في المائة اختاروا مدينة مراكش، مسجلين 4 مليون و852 ألف ليلة مبيت، وأكثر من مليونين ليلة مبيت سياحية تم تسجيلها بالمدينة الحمراء بنسبة 44 في المائة.