عبد العالي بنلياس: المغرب ظل يمد يده للشقيقة الجزائر لتجاوز الخلافات السياسية

الصحراء المغربية
الثلاثاء 01 غشت 2023 - 13:42

قال عبد العالي بنلياس، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق السويسي وعضو فريق البحث في الأداء السياسي والمؤسساتي بجامعة محمد الخامس بالرباط، في تعليقه على الخطاب الملكي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى شعبه الوفي، مساء السبت، بمناسبة عيد العرش المجيد الذي يصادف الذكرى الرابعة والعشرين لتربع جلالته على عرش أسلافه الميامين "يتأكد يوما بعد يوم أن الدبلوماسية التي يقودها جلالة الملك منذ أن تربع على عرش المملكة المغربية تقوم على ركيزة مركزية في علاقات المغرب مع الجزائر وهذه الركيزة هي حسن الجوار وعلاقات طبيعية بين دولتين وشعبين تربطهما روابط تاريخية واجتماعية ومصير مشترك ومستقبل مترابط على مختلف المستويات، فهذا الإيمان الراسخ هو الذي يجعل ملك البلاد في مختلف المناسبات يدعو إلى العودة إلى علاقات طبيعية وفتح الحدود بين البلدين، ويؤكد كذلك في الوقت نفسه أن المغرب لا يمكن أن يكون مصدر أي شر للجزائر".

وأضاف بنلياس لـ"الصحراء المغربية" أن هذا النهج الدبلوماسي لا يخضع للإشارات السلبية التي تأتي في مناسبات مختلفة من الجزائر ولا للحملات الإعلامية العدائية التي تشنها مختلف وسائل الإعلام الجزائرية على المملكة، بل المغرب ظل دائما يمد يده للشقيقة الجزائر لتجاوز الخلافات السياسية القائمة بين البلدين، وأن المغرب لن يمل في مطالبة الجزائر بطي صفحة الخلافات بينهما ولن ينجر إلى سياسة رد الفعل على الاستفزازات والتحرشات، التي تأتيه من الجزائر التي يمكن أن تساهم في تعميق الهوة بينهما، بل العكس من ذلك يعبر باستمرار عن إرادته السياسية الواضحة أن علاقات الجوار محكومة بالتعاون والتعامل والتنسيق والتعايش وأن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال علاقات دبلوماسية طبيعية تساعد على إعادة الدفء للعلاقات الجامدة والمتوترة في أحيان أخرى بين البلدين.
وأضاف الأستاذ الجامعي بنلياس أن السؤال يبقى مطروحا حول إمكانية التفاعل الإيجابي للرئاسة الجزائرية مع الرسائل التي حملها الخطاب الملكي السامي، لعودة العلاقات بين البلدين إلى حالتها الطبيعية، فكل المؤشرات تدل على أن الجزائر لن تستجيب إلى هذه الدعوة كعادتها السابقة وسوف تعود إلى خطابها التقليدي القائم على تحميل المغرب مسؤولية الأزمة بين البلدين، ولكن رغم ذلك فإن الجزائر تدرك جيدا أن السياقات الجيوسياسية الدولية التي يعيشها العالم اليوم والتحولات التي تعرفها العلاقات بين دول الشمال ودول الجنوب خاصة المنافسة القوية بين القوى العالمية الكبرى على إفريقيا الغنية بثرواتها الطبيعية وموقعها الاستراتجي، ربما سوف تدفع بالسلطات الجزائرية على الأقل في هذه المرحلة إلى عدم التعليق على هذه المبادرة وترك الأمور حتى تنضج الشروط السياسية مادام أن المغرب هو على استعداد لفتح كل الملفات مع الجزائر لعودة العلاقات بين البلدين الشقيقين والجارين.




تابعونا على فيسبوك