قبل أن يسرد محمد بودريقة تفاصيل حصيلة عمله، عاد ليذكر أن ناديه ومكتبه المديري "يشجب ويندد بكل الممارسات اللامسؤولة التي صدرت من أشخاص مدسوسين وسط الجماهير في مباراة نهائي كأس العرش"، مضيفا أن "المكتب المديري للرجاء الرياضي يعبر عن أسفه الشديد لما وقع في هذه المباراة، ويؤكد حرصه الشديد على احترام القانون، شأنه شأن جميع مكونات هذا الكيان، وبعيدا كل البعد عما يمكن أن ينسب إليه من فعل مخالف للقانون أو الأخلاق وقيم الرياضة عموما".
وأضاف تصريحه في فيديو، نشر على الصفحات الرسمية للنادي على مواقع التواصل الاجتماعي، أن "النادي بجميع مكوناته كان ولا يزال صرحا عريقا لقيم الروح الوطنية ما قبل الاستقلال وترسخ وتأكد فيما بعده، وظل على مر الزمان وفيا لقيم وثوابت الأمة ومؤسسات الدولة"، مقدما شكره للأمن الوطني بمدينة الرباط، وإدارة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، على عملهم الدؤوب في نهائي كأس العرش.
كما اغتنم الفرصة للإشادة بعمل رئيس الجامعة، فوزي لقجع، في تطوير الكرة الوطنية، وقال "هناك عمل كبير لا يمكن أن ينكره أحد يقدمه هذا الرجل".
واعترف بودريقة أن الأحداث الأخيرة التي شهدها نهائي كأس العرش، كلفت النادي الكثير، إذ فقد إمكانية التعاقد مع مستشهر جديد في مسابقة كأس العرب المقبلة في المملكة العربية السعودية، والذي كان سيضخ مبلغ 200 مليون سنتيم في خزينة النادي.
رحيل منذر لكبير ومن معه والتعاقد مع زينباور كشف محمد بودريقة أنه منذ تولي رئاسة النادي سارع إلى إحداث تغييرات مهمة على الطاقم التقني، الذي كان يتكون من حوالي 7 أفراد، خاصة أن المدرب كان من الصعب عليه القيام بمهامه لظروف صحية، ولتفادي وقوع النادي في مشاكل مستقبلا مع الاتحاد الدولي، عمل على فك الارتباط بجميع الأطر التقنية بطريقة ودية.
وقال بودريقة "الطاقم التقني السابق كان يكلف النادي 70 مليون سنتيم شهريا، وبإضافة المنح قد يصل المبلغ إلى 100 مليون سنتيم. وتفاديا للمشاكل التي قد تكبد النادي خسائر مادية مهمة مستقبلا، عالجنا ملف فك الارتباط بالتراضي مع التونسي منذر لكبير وطاقمه، وكل طرف وقع على بروتوكول الاتفاق، وحصل أفراد الطاقم الفني على قيمة 100 مليون سنتيم، فيما توصل المدرب الأول بضعف المبلغ المذكور".
وبخصوص التعاقد مع المدرب الجديد، أكد بودريقة أن "استراتيجيتنا دفعتنا للبحث عن طاقم تقني آخر يوازي طموحاتنا التقنية والمالية، لأن أهدافنا في الموسم المقبل هي لقبا البطولة الاحترافية الأولى، وكأس العرش".
وقال "تعاقدنا مع زينباور الذي يبلغ أجره الشهري رفقة طاقمه نصف ما كان يتقاضاه الطاقم التقني السابق، وهذا لا يعكس المستوى التقني، إذ كان المدرب الألماني يتقاضى أكثر من 100 مليون سنتيم في جنوب إفريقيا وروسيا، وعبر لنا عن رغبته في قيادة فريق كبير وأن طموحه الرياضي هو الأهم، خاصة أن النادي لديه قاعدة جماهيرية مهمة".
وأوضح بودريقة "الطاقم التقني يضم 6 أشخاص، اتفقنا مع المدرب على نسبة مالية معينة، وتركنا له اختيار عدد مساعديه". ديون وملفات على طاولة "فيفا" تحدث محمد بودريقة عن مجموعة من الإشكالات التي واجهت مكتبه المديري مباشرة بعد توليه الرئاسة خلفا للمستقيل عزيز البدراوي، وقال "وجدنا 4 لاعبين قاموا بإجراءات فك الارتباط من طرف واحد، ضمنهم أكسيل مايي، وروجي أهولو، وجبريل سيلا، وقبل المراحل الأخيرة نجحنا في فك هذه الملفات قبل أن تصدر الأحكام الأخيرة".
وتابع "إضافة إلى ذلك، وجدنا أن النادي ممنوع من عقد تعاقدات جديدة، وأنه مدان بمبلغ مليار و200 مليون سنتيم، وهي أحكام نهائية لا يمكن التخلص منها سوى بتسديدها، وهذا المعطى جاء في الوقت الذي نسعى فيه إلى سد الخصاص الحاصل بالفريق الأول، إضافة إلى أننا مجبرون لمنح الحقوق المالية لـ 72 لاعبا السابق ذكرهم حتى لا يزداد ملف النزاعات تعقيدا".
وأكد بودريقة "حاولنا جاهدين إنهاء ملفات المنع، ونجحنا بنسبة 50 في المائة في إيجاد حلول ودية مع أطراف النزاع، ولا زالت أمامنا 600 مليون سنتيم من أجل تسجيل اللاعبين في الوقت المحدد". واستطرد: "حددنا لائحة تضم لاعبين يشكلون هدفا للموسم المقبل وللمستقبل، وتتسم بالانضباط حتى لا يخلق لنا مشاكل تجمع بين التكلفة المالية والمستوى التقني، ونحن نشتغل عليها. الخصاص واضح، ونحن نجد مشاكل في التعاقدات لأن الصورة التي ترافق الرجاء حاليا هي عدم سداد المستحقات، وحتى اللاعبون يطالبون في حال القبول بأكثر من 40 في المائة من المنحة". التعاقدات الجديدة كشف محمد بودريقة أن ناديه يشتغل على ملف التعاقدات الجديدة وفق الخصاص الحاصل، باستشارة مع لجنة تقنية سيجري الكشف عنها مستقبلا، وذلك باتفاق مع المدرب الجديد الألماني جوزيف زينباور.
وأضاف المصدر ذاته "أنفقنا 400 مليون لحدود اللحظة في التعاقدات الجديدة، وهذا أمر صعب بوجود المنع الحاصل، وسنواصل التعاقد مع لاعبين جدد لسد الخصاص، خاصة في خطي الهجوم والأجنحة".
وتعاقد الفريق الأخضر رسميا، مع أربعة لاعبين جدد خلال الفترة الحالية من الانتقالات الصيفية، ويتعلق الأمر بالمدافع عبد الله خفيفي، والجنوب الإفريقي هاشم دومينغو، والظهير الأيسر يوسف بلعمري، واللاعب آدم النفاتي.