مجلس الكتبيين لجمعية منية مراكش يحتفي بالكاتب والروائي أحمد التوفيق

الصحراء المغربية
الإثنين 23 يناير 2023 - 10:49

احتفل مجلس الكتبيين لجمعية منية مراكش لإحياء تراث المغرب وصيانته، مساء أول أمس السبت بقصر الباهية التاريخي بمراكش، بالكاتب والروائي أحمد التوفيق، بمناسبة صدور روايته الأدبية الجديدة "واحة تينونا أو سر الطائر فوق الكتف"، وذلك بحضور مجموعة من الأدباء والمفكرين والطلبة.

واستنادا إلى ورقة تقديمية لهذه الرواية التي تتضمن 287 صفحة من الحجم المتوسط، فإن هذا العمل يجعل قارئه يكتشف مسار أو سلوك غير معتاد لزوجين توفرت لهما جميع المطالب فقادهما البحث عن شيء آخر يكمن في سر الطائر على الكتف "تشوف" كما سماه الكاتب قاد الزوجين إلى محنة تحولت إلى منحة ربانية تجعل حاملها يتخلص من أنانية الفرد.

وتتعقب الرواية، وفق المصدر ذاته، حياة شيخ الواحة التي تدور حولها الأحداث الرواية، الذي كانت هدية أحد تجار قافلة "أكابار" نقطة تحول كبيرة في حياته والتي لم تكن سوى جارية ذات حسن وجمال وخلق ودين.

وتتابع الرواية مسار شق طريق التصوف في الواحة المسماة "تين أونا" (ذات الآبار) طوال أربعة عقود في رحاب المجاهدة بالنسبة للزوج، أما الزوجة فقد كانت ليلة واحدة كافية لكشف الفضل للزوج للتدرج في مراتب التصوف والعلم بالله والتوحيد الخاص.

وخلال تقديمه لهذا العمل الروائي، أكدالناقد الأدبي محمد أيت لعميم، أن هذه الرواية ذات نفس روحي حاولت التطرق الى مسألة مهمة تتمثل في كيف يمكن للإنسان أن يرتقي من الأنانية والارتباط بالحياة المادية ويتخلى عن هذه الأشياء بغية الارتقاء الى مصاف عليا ومدارج عليا والى معراج روحي يمكنه ان يصل الى الحقيقة.

وأضاف لعميم أن هذه الرواية عملت بنوع من الوسطية على مستوى توزيع حقول الرواية سواء على مستوى الشخصيات أو المفاهيم الصوفية، أو كل مايتعلق بالتراث اللامادي التي ظهرت معالمه في مناسبات داخل الرواية، مشيرا الى أن الرواية جاءت في سياق راهني يحتاج فيه العالم الى جرعة كبيرة من الأمور الروحانية حتى يتمكن من التخلص من هذه الحياة التي أخلدته الى الأرض وجدبته الى البعد المادي الصرف والتي انعكست على الأخلاق والسلوك وعلى مستقبل العالم.

وأوضح لعميم أن الرواية من هذا النوع تدخل ضمن خانة روايات التأهيل الروحي لكنها طريقة عملية بعيدة عن الطلاسم، مبرزا أن الرواية تتعقب حياة شيخ الواحة التي تدور حولها الأحداث الرواية، الذي كانت هدية أحد تجار قافلة “أكابار” نقطة تحول كبيرة في حياته والتي لم تكن سوى جارية ذات حسن وجمال وخلق ودين.

من جانبه، تحدث أحمد التوفيق كاتب الرواية، الباحث المتخصص في التاريخ، عن بداية علاقته بكتابة الرواية، والتي انطلقت من خلال قراءة رواية للكاتب باولو كويلو، الذي نال شهرة كبيرة بها، مشيرا الى أن روايته الجديدة تعتبر من روايات التأهيل الروحي، وأن أن جوهر الأمر كله في الانسان سبب سعادته ونعيمه وشقائه يكمن في الأنانية المتمثلة عند المتصوفة في الشح.

وأشار الكاتب الى أن الرواية تشبه قراءتها العيش في زاوية لأربعة عقود في رحاب المجاهدة، هذا بالنسبة للزوج، أما الزوجة وهي التي أغرت صاحبها بهذه "المغامرة"  فقد قطعت ب "الفضل" في ليلة واحدة ما تعب في مراده الزوج دهرا، ديلا على وجود السرعتين.

بدوره، أوضح جعفر الكنسوسي رئيس جمعية مونية مراكش، أن هذا اللقاء، المنظم بتنسيق مع المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، يسعى الى الكشف عن أسرار هذه الرواية الجميلة للرجوع لأصول العطاء والحكمة والجود، مؤكدا أن النساء يقدن هذه المغامرة الروحية لأن الحكاية شيقة لان رحاها تدور حول حكاية زوج صارا في مغامرة فتشوفا لشيء آخر لتنطلق مغامرتهما للبحث عنه.

يشار أن للمؤرخ والروائي أحمد التوفيق إصدارات اقتحم بها عالم الرواية، منها "جيران أبي العباس" التي يغوص من خلالها في سيرة واحد من أشهر رجالات مراكش السبعة، في قالب روائي يحضر فيه أمراء وعلماء وفلاسفة كانوا علامة تميز ونهضة فترة العصر الموحدي بالغرب الإسلامي، علاوة على رواية "جارات أبي موسى" التي عدت بمثابة مغامرة في عالم الرواية لباحث قادم من عوالم التاريخ.




تابعونا على فيسبوك