تتواصل اليوم الثلاثاء، فعاليات الدورة 19 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الى غاية يوم السبت 19 نونبر الجاري، بالاحتفاء بالسينما المغربية الحاضرة بقوة خلال هذه الدورة بإجمالي خمسة عشر فيلما ستشارك في مختلف أقسام المهرجان، من ضمنها مجموعة مختارة من خمسة أفلام روائية ووثائقية من آخر الإنتاجات السينمائية الوطنية ضمن قسم "بانوراما السينما المغربية".
وسيكون عشاق الفن السابع، في اليوم نفسه بقاعة السفراء بقصر المؤتمرات على الساعة الرابعة زوالا، على موعد مع العرض ما قبل الاول ل"عبدلينيو" الفيلم الروائي الطويل الرابع للمخرج هشام عيوش، قبل عرضه في باقي القاعات السينمائية الوطنية، المبرمج في أوائل عام 2023.
ويكشف الفيلم، عن العديد من جوانب الحياة داخل مجتمع تسوده وتمتلكه مبادئ دينية غريبة عن الثقافة المغربية.، ويعتبر ترنيمة للحياة، في بساطتها وعفويتها، تسمح فيها لنفسك أن تنغمس في شغفها، دون القلق بشأن الأنظمة والرموز والخطوط الحمراء التي يفرضها المجتمع.
وتدور قصة الفيلم حول الشاب عبدلينيو، يبلغ من العمر ثلاثين عاما من مدينة أزمور، يعمل في بلدية صغيرة وتتمثل مهمته الرئيسية في إلصاق الطوابع البريدية على الأظرفة، في أجواء كئيبة ومملة للغاية، الحالم الجميل والمفتن بحب البرازيل لدرجة أنه يتحدث البرتغالية بطلاقة، يرقص الصامبا ومغرم لدرجة الجنون ببرازيلية جميلة بشكل أخاد بطلة من بطلات المسلسلات البرازيلية "تيلينوفيلا". تنقلب حياة عبدلينيو رأسا على عقب عند وصول عمرو طالب الداعية الإنجيلي Télévangeliste الذي لا يتسامح مع ما يصفه بالفجور الأخلاقي ، تم تتوالى بعد ذلك سلسلة من المغامرات والصراعات بين الحب والسعادة وكل ما لا يقبله المتطرفون.
ويناقش فيلم "عبدلينيو" مواضيع حساسة ومثيرة للجدل بشكل درامي ممزوج بالكوميديا والرومانسية، من خلال نظرة ساخرة على واقع اجتماعي تنسقه وتسيره أنظمة وقواعد السلوك ويتم ضبطه وفقا للخطوط الحمراء للمجتمع المغربي ومراعاة التصور الديني.
وحسب المخرج هشام عيوش، فإن "عبدلينيو" عبارة عن قصة كوميدية معاصرة ، يقدم لحظة كبيرة من الضحك والاسترخاء، بطابع سخري، يقدم الفيلم رحلة شخصية البطل وصراعها مع المجتمع للحفاظ على هويته كما يحمل رسالة قوية عن أهمية التفكير والتشكيك في العديد من التعاليم اللاإنسانية المروج لها و"المباعة " باسم الدين.
وستكون دورة هذه السنة فرصة لتسليط الضوء على فيلموغرافيا طبعت تاريخ السينما الوطنية، وإطلاع الأجيال الجديدة على غنى الإرث السينمائي المغربي.
وتحتفي الدورة 19 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بالسينما المغربية في فقرة خاصة تحت إسم "بانوراما السينما المغربية"، والتي ستعرض في إطارها مجموعة مختارة من خمسة (5) أفلام روائية ووثائقية من آخر الإنتاجات السينمائية الوطنية. وجرى افتتاح هذه الفقرة، بأحدث أفلام المخرج فوزي بنسعيدي أيام الصيف، الذي قدم في عرض عالمي أول، حيث تطمح هذه الفقرة إلى كشف مختلف أوجه السينما المغربية للمهنيين ووسائل الإعلام الدولية الحاضرة في المهرجان.
وأكدت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن الدورة 19 من المهرجان، ستحتفظ بقسم العروض الخاصة من خلال برمجة خمسة عشرة (15) فيلما معاصرا قادمة من دول مختفلة، مثل إيسلندا والهند وكوريا الجنوبية.أفلام لمخرجين نالوا الإشادة من لدن النقاد أو في أكبر المهرجانات الدولية، مثل أليس ديوب، جوانا هوغ، ماري كروتسر، جعفر بناهي، وكذا فاتح أكين وفيليب فوكون اللذين صورا أفلامهما في المغرب.