أوصى خبراء دوليون، اليوم الثلاثاء بمراكش، خلال ورشة حول موضوع " التعاون في البيانات لتطوير التجارة الآمنة والعادلة: نحو الموانئ الشاملة الذكية"، على هامش المؤتمر الدولي الثامن للشبابيك الوحيدة بضرورة خلق شبابيك موحدة ذكية وتعزيز الرقمنة من أجل تحليل أفضل وتدبير التدفقات التجارية العابرة للحدود، لكي تتمكن الاقتصادات الافريقية من الاستفادة منها بأحسن طريقة.

وأوضح هؤلاء الخبراء، أن تحقيق هذه الأهداف رهين بتوفير الحكامة بين الحكومات والشركات والإرادة السياسية بين الدول الإفريقية والرغبة في تسهيل المبادلات التجارية الخارجية بين هذه الدول.

وأجمعوا أن التجارة الخارجية مبنية على الثقة وهو ما يستوجب توحيد المعلومات والمعطيات الخاصة بالتجارة الخارجية وتوفيرها، من أجل تسهيل ولوج مختلف الفاعلين إلى هذه المعطيات، سواء تلك المتعلقة بالجمارك أو النقل البري أو البحري وكذا طبيعة الإنتاج وغيرها من المعلومات، التي تبقى مهمة لأي فاعل اقتصادي أو مستثمر يرغب في الاستثمار في بلد معين.

وأكدو على ضرورة توفير الدلائل الإلكترونية من أجل تسهيل الإجراءات الإدارية، وذلك في مختلف المجالات، سواء تعلق الأمر بما هو جمركي أو على مستوى البنيات التحتية أو على مستوى التشريعات، وذلك وفق احترام للشفافية الإدارية.

وأشاروا إلى أن إجراءات ومساطر المبادلات التجارية الدولية تأثرت بشكل إيجابي بالابتكارات التكنولوجية، مبرزين أن للشبابيك الوحيدة دورا هاما في انسيابية الاقتصادات الوطنية، وكذا التجارة العالمية.

وفي هدا الصدد، تحدث فيجاي كومار الخبير الدولي عن تبادل المعطيات الدقيقة من أجل تيسير التجارة الخارجية وتطوير العلاقات الاقتصادية بين الدول، مبرزا أن التوقيع الرقمي يلعب دورا أساسيا في الاعتراف المتبادل

كما دعا الخبير الاقتصادي إلى العمل بشكل أكبر من أجل خلق منصة رقمية موحدة لتبادل المعلومات تسهل للدول الولوج إلى المعلومات وكذا تسهم في جذب الاستثمارات.

وفي السياق ذاته، يرى محمد بنخالد الخبير الدولي في الذكاء الاصطناعي،  أن من أبرز العوامل التي يمكن أن تسهم في تطور الشبابيك الافتراضية الوحيدة والتجارة الخارجية بشكل عام تتمثل في الشفافية، وتسهيل الإجراءات الإدارية.

ويعرف المؤتمر الدولي الثامن للشبابيك الوحيدة، المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مشاركة العديد من الخبراء الدوليين من مناطق مختلفة من العالم، إلى جانب صناع القرار ورؤساء الشركات وممثلي النظام البيئي للتجارة الدولية.

وسيمكن المؤتمر، المنظم تحت شعار "الشبابيك الوحيدة المستقبلية في قلب التحول الرقمي وتيسير تدفقات التجارة عبر الحدود"، من وضع أسس انطلاقة جديدة للتحول الرقمي وتيسير التجارة العابرة للحدود بافريقيا. وسيشكل مناسبة للوقوف عند الانجازات، والتقدم المحرز والخبرة من أجل تحسين مناخ الأعمال في القارة.

وسيناقش المشاركون في المؤتمر، الذي تستمر أشغاله إلى غاية 28 شتنبر الجاري، مجموعة من المواضيع التي تتناول، على وجه الخصوص، التحول الرقمي واستخدام التقنيات من أجل تجارة دولية فعالة وشاملة ومستدامة، والتعاون الإقليمي والدولي بين الشبابيك الوحيدة.

كما سيتطرقون لدور منظومة الشبابيك الوحيدة في تعزيز وتنمية التجارة بين البلدان الإفريقية، والابتكار والتقنيات المتطورة في قلب الشبابيك الوحيدة للمستقبل.