دعا نزار بركة وزير التجهيز والنقل والماء، أمس الاثنين بمراكش، الدول الإفريقية إلى الاستفادة من التقنيات الرقمية لتسهيل وتعزيز التجارة، باعتبارها أداة ضرورية لتعزيز التكامل الإقليمي.
وأشار بركة في افتتاح الدورة الثامنة للمؤتمر الدولي للشبابيك الوحيدة المنظم على مدى ثلاثة أيام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حول موضوع " الشبابيك الوحيدة المستقبلية في قلب التحول الرقمي وتيسير تدفقات التجارة عبر الحدود"، الى أن هذه الدورة، تشكل فرصة مميزة لتطوير الوسائل المعتمدة في ميدان التجارة الخارجية عبر عرض أحدث الحلول المبتكرة وتبادل الخبرات وتنسيق الجهود وتقريب وجهات النظر بين جميع الدول المشاركة.
وأكد وزير التجهيز والنقل والماء، أن جائحة كوفيد-19 بينت الأهمية التي تكتسيها الرقمنة لكونها تشكل أداة قوية للمرونة والتنافسية التجارية.
وأوضح في هدا الإطار، أن المغرب شهد تقدما في مجال الرقمنة ويعتبر من البلدان الرائدة على المستوى الإفريقي في المجال الرقمي، بفضل التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي دعا إلى ضرورة تسريع وتيرة رقمنة مجتمعاتنا الافريقية، لسد الفجوة في هذا الميدان مع الدول المتقدمة
وأضاف الوزير ، أن التحول الرقمي يشكل اداة حقيقية لتطوير التجارة الخارجية في بلدان القارة الإفريقية، مبرزا أن انعقاد هذا المؤتمر يندرج في إطار التزام المغرب لتنمية إفريقيا، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل خلق اقتصاد إفريقي حديث وتنافسي ومزدهر، وتعزيز النمو والتنمية الاقتصادية للقارة الافريقية وتحسين وضعها على المستوى العالمي.
وأشار الى أنه منذ إحداث "بورنت" (PortNet)، وهو الشباك الوحيد لمساطر التجارة الخارجية للمملكة، تم تحقيق مكاسب كبيرة من حيث جودة الخدمة لاسيما على مستوى الميناء، كما تم تقديم العديد من الحلول الرقمية التي قدمت مساعدة حقيقية ل59 ألف مستخدم من شركات، مبرزا أن الشبابيك الوحيدة يجب أن تكون من المحفزات لتسهيل التجارة عبر الحدود، من خلال توفير خدمات ذات قيمة مضافة، مما يجعل من الممكن تحسين القدرة التنافسية للمبادلات التجارية.
وأكد الوزير أن التحدي يتمثل اليوم في الاستفادة من التجارب الناجحة وتسريع التنسيق على المستوى القاري في هذا المجال ، لاستكشاف مصادر جديدة للنمو من خلال تسهيل التجارة بين البلدان الأفريقية.
وأضاف أن إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (ZLECAF) يفتح آفاقًا جديدة لتعزيز التجارة بين البلدان الأفريقية وتعزيز التكامل بين الاقتصادات الأفريقية، مشيرا الى أن تنفيذ هذا المشروع الطموح، دفع بالمغرب الى تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية الأعضاء من خلال تنفيذ إجراءات تيسير التجارة في المجال الجمركي، والاستثمار وحقوق الملكية الفكرية وسياسة المنافسة، وإنشاء آلية لتسوية المنازعات فيما يتعلق بالحقوق والالتزامات.
ويشارك في هذا الحدث مجموعة من الخبراء الدوليين من مناطق مختلفة من العالم، إلى جانب صناع القرار ورؤساء الشركات وممثلي منظومة التجارة الدولية، حيث سيناقشون، على مدى ثلاثة أيام، مجموعة من المواضيع التي تتناول على وجه الخصوص التحول الرقمي واستخدام التقنيات من أجل تجارة دولية فعالة وشاملة ومستدامة، والتعاون الإقليمي والدولي بين الشبابيك الوحيدة.
ويتضمن برنامج هذا اللقاء عقد العديد من الندوات وورشات العمل وحلقات النقاش، التي ستكون أيضا فرصة لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات الدولية في هذا المجال وكذا لعرض أحدث الابتكارات المتعلقة بالشبابيك الوحيدة والتجارة عبر الحدود.
تصوير: حسن سرادني