معرض "جمال وجنون" بالدارالبيضاء لرد الاعتبار للمرضى النفسيين ونزع وصمة العار

الصحراء المغربية
الإثنين 27 يونيو 2022 - 13:27

احتضن رواق ميموزار بالدار البيضاء معرض «جمال وجنون» لصور وكلمات حول الأمراض العقلية والنفسية، والذي اختتمت فعالياته يوم أمس الأحد 26.

وشكل هذا المعرض الذي نظمه مركز ابن رشد للأمراض النفسية والعقلية ووحدة العلاج بالفن، مناسبة لتلاقي عوالم مختلفة تهتم جميعها بالصحة العقلية، من خلال عرض صور تغوص في أدق التفاصيل التي تعبر عن حاضر نزلاء ونزيلات الجناح 36 بالمركز الاستشفائي المذكور.

 ويهدف معرض «جمال وجنون» إلى تسليط الضوء على واقع المعيش اليومي للمرضى النفسيين ونزع وصمة العار عنهم وإخراجهم من العزلة والتهميش وإعطائهم المكانة التي يستحقونها داخل المجتمع، وكذا تفادي سوء الفهم وتجاوز الطابوهات المحيطة بهم.

وفي هذا الصدد، قالت بشرى بن يزة، المعالجة النفسية ومختصة في التداوي بالفن بالمغرب، في تصريح لـ»الصحراء المغربية»، إن رسالة «جمال وجنون» رد الاعتبار للمرضى العقليين والنفسيين وأن إبداع الفن والجمال ليس مقتصرا فقط على الأشخاص «الأصحاء».

واعتبرت بن يزة التداوي بالفن وسيلة علاج مهمة في تحسن الحالة النفسية والعقلية للمرضى، مشيرة إلى التغير الإيجابي في واقع المشاركين في الورشات التي تقدمها وحدة الفن بالعلاج بالمركز الاستشفائي ابن رشد تحت إشراف المختصين في هذا المجال وبتنسيق مع الأطباء النفسيين.

من جهتها، قالت ليلى فتحي، ممرضة بالمركز الاستشفائي المذكور ومشرفة على ورشة العلاج بالطبخ، في تصريح لـ»الصحراء المغربية»، إن هذا الحدث جاء في إطار التحسيس بأوضاع المرضى خلال فترة الاستشفاء، وجذب انتباه مختلف الفعاليات الاجتماعية لمعاناة هذه الفئة من الإقصاء والتهميش، وكذا لتسليط الضوء على الإضافة النوعية التي حققتها ورشات العلاج بالفن في تغيير العادات اليومية للمرضى الذين كانوا حبيسي غرفهم لا يبرحونها إلا لأخذ جرعات الدواء أو تناول الطعام.

ولفتت فتحي كذلك في معرض حديثها إلى أن «وصمة العار» ليست مقتصرة فقط على المرضى بل تلحق أيضا العاملين في مراكز الاستشفاء المخصصة للطب النفسي، وزادت أن الجهل بأنواع الأمراض النفسية وعدم معرفة كيفية التعامل معها يزيد من تعميق معاناة المرضى المحتاجين للرعاية والدعم.

ومن هذا المنطلق، تقول فتحي إن وحدة العلاج بالفن التي رأت النور قبل ما يزيد عن 13 سنة تحت إشراف بشرى بن يزة، أصبحت متنفسا لنزلاء مركز الطب النفسي للخروج من العزلة والانفتاح على المحيط الخارجي من خلال ورشات الرسم والموسيقى والمسرح والكتابة والسينما وأيضا الطبخ.

وأشارت المتحدثة ذاتها إلى الإضافة النوعية التي حققتها هذه الورشات وأبانت عن أهميتها في مرحلة استشفاء المرضى المعنيين، وأصبحت مقياسا للأطباء المتابعين لحالتهم النفسية لمعرفة درجة استجابتهم للعلاجات الموصوفة.

أسماء إزووان




تابعونا على فيسبوك