تشييع جثمان شيرين أبو عاقلة في موكب مهيب والسلطة الفلسطينية ترفض تسليم الرصاصة القاتلة

الصحراء المغربية
الجمعة 13 ماي 2022 - 15:40

انطلق ظهر أمس الخميس موكب رسمي لوداع الصحافية شيرين أبو عاقلة في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله قبل نقل جثمانها إلى القدس.

وتشير أصابع الاتهام إلى قوات الاحتلال الإسرائيلية بقتل شيرين أبو عاقلة أثناء توجهها لتغطية الأوضاع والتطورات في مخيم جنين أول أمس الأربعاء، كما أصيب منتج الجزيرة علي السمودي بإطلاق النار عليه في ظهره.
وبينما تلاحقت ردود الفعل المندّدة والمطالبة بتحقيق مستقل، تواترت الشهادات والمؤشرات على أن استهدافهما كان مقصودا، في حين رفضت السلطة الفلسطينية طلبا للاحتلال بتسليمه الرصاصة القاتلة.
وقال الصحافي علي السمودي إن القوات الإسرائيلية تعمّدت إصابة الفريق الصحفي، رغم خلو المكان من أي محتجين أو متظاهرين أو راشقي حجارة.
وأضاف السمودي أن الاحتلال يعتزم تنفيذ عملية واسعة في منطقة جنين معتبرا ما حدث تحذيرا ورسالة للصحافيين حتى لا يغطوا الجرائم التي سيرتكبها.
وأدانت شبكة الجزيرة الإعلامية «الجريمة البشعة التي يراد من خلالها منع الإعلام من أداء رسالته»، وحمّلت الحكومة الإسرائيلية وقوات الاحتلال مسؤولية مقتل الزميلة الراحلة شيرين.
وقال مسؤول فلسطيني بارز، أمس الخميس، إنه تم رفض طلب إسرائيلي للحصول على الرصاصة، التي قتلت مراسلة الجزيرة الزميلة شيرين أبو عاقلة في جنين، وإن السلطة الفلسطينية ستجري تحقيقا مستقلا.
وأضاف حسين الشيخ، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن «إسرائيل طلبت تحقيقا مشتركا وتسليمها الرصاصة التي اغتالت الصحافية شيرين ورفضنا ذلك».
وتابع في تغريدة على تويتر «أكدنا على استكمال تحقيقنا بشكل مستقل وسنطلع عائلتها وأمريكا وقطر وكل الجهات الرسمية والشعبية بنتائج التحقيق بشفافية عالية».
وقال الشيخ في تغريدته «كل المؤشرات والدلائل والشهود تؤكد اغتيالها من وحدات خاصة إسرائيلية».
وأجرت السلطة الفلسطينية تشريحا لجثمان الزميلة شيرين، وقال مدير معهد الطب العدلي، ريان العلي، إنه تم استخراج جزء من الرصاصة التي أدت إلى مقتل شيرين بعد إصابتها بالرأس.
ولم يقدم العلي تفاصيل عن نوع الرصاصة أو السلاح الذي أطلقت منه، وقال في مؤتمر صحفي، أول أمس الأربعاء، إن الأمر يحتاج إلى استكمال الإجراءات في المختبر الجنائي.
نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عما وصفتها بتحقيقات رسمية أن وحدة تابعة للقوات الإسرائيلية تحمل اسم «دوفدوفان» كانت أطلقت رصاصها باتجاه الموقع حيث كانت شيرين أبو عاقلة لحظة إصابتها.
وأشارت صحيفة هآرتس إلى أن بعض رصاصات جنود وحدة دوفدوفان الإسرائيلية أطلقت باتجاه الشمال حيث كانت شيرين، وأن الرصاصة التي أصابت شيرين من عيار 5.56 ملم وأطلقت من بندقية من طراز إم 16.
ودحض استقصاء للجزيرة الرواية الإسرائيلية الأولية التي تحدثت عن احتمال استهداف الزميلة شيرين برصاص فلسطيني، وكشف هذا الاستقصاء للجزيرة عبر تحليل بيانات موقع الاغتيال وجود شيرين في مرمى قوات الاحتلال.
وكانت الخارجية الإسرائيلية قد تراجعت عن الرواية الأولى، وقالت إنه لا يمكنها تحديد مصادر النيران التي أُطلقت على الزميلة شيرين أبو عاقلة، كما تراجع الجيش الإسرائيلي عن المزاعم الأولية التي أوردها، وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي في بيان إنه في الوقت الحالي لا يمكن تحديد النيران التي قُتلت بسببها شيرين.
وتغيرت الرواية الإسرائيلية عن اغتيال الزميلة شيرين أبو عاقلة 4 مرات منذ اغتيالها؛ ففي المرة الأولى تحدّثت مصادر عسكرية إسرائيلية عن أنه تم تحييد مخربين اثنين في تلك المنطقة، من دون إعطاء تفاصيل.
ثم سرعان ما غير الاحتلال روايته بعد تأكد مقتل شيرين وإصابة علي السمودي، حيث تحدثت المصادر العسكرية الإسرائيلية أنهما تعرضا لرصاص مسلحين فلسطينيين.
وذلك قبل أن تتغير الرواية الإسرائيلية للمرة الثالثة على لسان رئيس الأركان الإسرائيلي ثم وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي قالت إنه لا يمكن تحديد جهة النيران التي استهدفت شيرين أبو عاقلة، مع بدء الحديث عن الأسف لمقتلها.
أما رابع رواية فبدأت تتشكل بعدما نقلته صحيفة هآرتس عن تحقيق رسمي من أن وحدة دوفدوفان الإسرائيلية أطلقت عشرات من طلقات الرصاص باتجاه الشمال حيث شيرين أبو عاقلة، وأنها كانت على بعد 150 مترا لحظة استهدافها.
في سياق متصل، أكدت منظمة العفو الدولية أن جميع الأدلة تشير إلى أن إسرائيل هي المسؤولة عن اغتيال شيرين أبو عاقلة.

وفي مداخلة مع الجزيرة، طالب نائب مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، صالح حجازي، بتحقيق من محكمة الجنايات الدولية في جريمة قتل الزميلة شيرين أبو عاقلة. كما طالب إريك غولدستاين نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية، في مقابلة أخرى مع الجزيرة، الحكومة الأمريكية بالتحقيق بنفسها في اغتيال شيرين أبو عاقلة.
ومن باريس دعت بولين أديس ميفيل مسؤولة الاتصال في منظمة «مراسلون بلا حدود» إلى إجراء تحقيق دولي يراعى فيه تحديد حقيقة ما حدث ومحاسبة المسؤولين عنه. وأضافت في مقابلة مع الجزيرة أن مقترح إسرائيل إجراء تحقيق مشترك مع الفلسطينيين ليس كافيا في رأي المنظمة.
من جانبها، قالت المديرة التنفيذية لـ»منظمة الديمقراطية الآن» سارة ليا واتسون إن الحكومة الإسرائيلية تكذب بشأن إنكارها إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على شيرين أبو عاقلة.
بدورها، قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز إن اغتيال شيرين أبو عاقلة جريمة مأساوية، وعدّت -في مقابلة مع الجزيرة- مقتل الصحافيين جزءا من سلوك متكرر يتطلب المساءلة.
أما فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فقال إن أنطونيو غوتيريش يدعو السلطات المعنية إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف في هذا الحادث وإلى الحرص على محاسبة المسؤولين عنه.




تابعونا على فيسبوك