البروفيسور عبدالله بادو: جد متفائل لسلامة وفعالية لقاح "سينوفارم" الصيني لاعتماده تقنية كلاسيكية

الصحراء المغربية
الإثنين 30 نونبر 2020 - 13:00

قال البروفيسور عبدالله بادو، أستاذ باحث في علم المناعة بكلية الطب والصيدلة جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إنه جد متفائل لسلامة وفعالية لقاح "سينوفارم" الصيني، ويزداد تفاؤلي أكثر لأن، هذا اللقاح يعتمد على تقنية كلاسيكية.

وأضاف البروفيسور بادو، أنه "انطلاقا من هنا يجب أن نستحضر أهمية هذه المرحلة الثالثة،  التي تعتبر أهم بكثير من المرحلة الأولى والثانية، لأنها تشمل عدد كبير من الأشخاص من جنسيات مختلفة حتى يتم تحديد سلامة ونجاعة اللقاح بشكل قوي وبطريقة موثوقة".
وأشار الباحث في علم المناعة أن المرحلة الأولى والثانية مرت كذلك في أحسن الظروف وأسفرت على نتائج إيجابية فيما يخص سلامة ومناعة وفعالية اللقاء، ونحن الآن في انتظار نتائج المرحلة الثالثة، التي رغم التفاؤل تبقى مهمة.

 

ما هو المبدأ الذي يعمل به التلقيح ضد كوفيد 19؟

الهدف من التلقيح هو تدريب جهاز مناعتنا على تطوير استجابة مناعية قوية ضد جسم غريب ما، هنا نتحدث عن الفيروس، لكن المبدأ يبقى نفسه بالنسبة لميكروبات أخرى، أو حتى بالنسبة إلى خلايا شهدت تغييرات وباتت مضرة للجسم كالخلايا السرطانية.
فإذا اكتشف جهاز المناعة جسما غريبا لأول مرة، سيطور استجابة مناعية صغيرة نسبيا، وتتضمن هذه الاستجابة شبكة من المواد، وكذلك الخلايا العديدة التي تتدخل لمحاولة إبطال مفعول الفيروس، إلا أن هذه الاستجابة عادة ما تأخذ وقتا طويلا (أسبوع أو أكثر)، مما يعطي للفيروس، عند بعض الأشخاص الوقت الكافي لإحداث أضرار بالجسم، لكن ميزة جهاز المناعة هي "الاستجابة الذاكرة".
فحين يكتشف جهاز المناعة نفس الجسم الغريب للمرة الثانية، يكون استجابة مناعية سريعة وقوية، وبالتالي بإمكانها إبطال مفعول الفيروس بفعالية كبيرة، قبل أن يتكاثر هذا الأخير ويحدث أضرارا بالجسم، فهذا ما نبحث عنه من خلال استعمال اللقاح.
يعتمد اللقاح على اعتماد مختلف التقنيات، لكن تصب كلها في المبدأ نفسه، إثارة استجابة مناعية عن طريق  استعمال الفيروس بأكمله، لكن غير نشيط، أواستعمال مكون من مكونات الفيروس البروتينية، ينتج هذا استجابة مناعية  أولية خاصة بالفيروس، وعندما يتم كشف الفيروس نفسه الحي من طرف جهاز المناعة تكون الاستجابة فعالة جدا وتقوم على إبطال مفعول الفيروس.

ماهي الطريقة التي يعمل بها لقاح سينوفارم الصيني؟
نتحدث هنا عن الشركة التي أبرمت اتفاقية  شراكة مع المغرب في إطار تطوير لقاح ضد مرض كوفيد19 ، وعملت هذه الشركة على تطوير  هذا اللقاح باستخدام التقنية  الكلاسيكية التي  تعتمد على استعمال فيروس (غير نشيط أو "ميت")  لإثارة استجابة مناعية، فهذا الفيروس فقد قدرته على التكاثر والإمراض، وهناك لقاحات عديدة  تعتمد على هذه التقنية مثل اللقاح ضد الأنفلونزا (لا كريب) أو لقاح  ضد شلل الأطفال، واللقاح ضد التهاب الكبد ـ أ ـ، والتهاب الكبد ـ ب ـ و داء الكلب وغير ذلك من اللقاحات الأخرى المستعملة حاليا، ولهذا نقول إنها تقنية كلاسيكية تعطي لقاحا غير ضار مبدئيا ، لكن لا يزال قادرا على إثارة استجابة مناعية، وقد مر هذا اللقاح من كل المراحل المهمة والتجارب المهمة، منها المراحل ما قبل السريرية، مرحلة المختبر و النموذج الحيواني، وبعد ذلك المرحلة السريرية الأولى والمرحلة السريرة الثانية، هذه المراحل مرت كذلك في أحسن الظروف.
هذه المراحل مرت كذلك في أحسن الظروف وأسفرت على نتائج إيجابية فيما يخص سلامة ومناعة وفعالية اللقاء، ونحن الآن في انتظار نتائج المرحلة الثالثة، التي رغم التفاؤل تبقى مهمة.

هل يمكن القول أنك متفاءل لهذا اللقاح؟
أؤكد هنا أنه من خلال نتائج المراحل والتجارب الأولى والثانية، أنا جد متفائل لسلامة وفعالية  لقاح "سينوفارم" الصيني، ويزداد تفاؤلي أكثر لأن، هذا اللقاح  يعتمد على تقنية كلاسيكية كما قلت سلفا،
وبالتالي فهذا اللقاح يكتسي أهمية كبيرة جدا لما تمت مراكمته من تجارب سابقة مع هذا النوع من اللقاحات، وكما قلت سابقا، أن نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لم تصدر بعد.
  وانطلاقا من هنا يجب أن نستحضر أهمية هذه المرحلة الثالثة،  التي تعتبر أهم بكثير من المرحلة الأولى والثانية، لأنها تشمل عددا كبيرا من الأشخاص من جنسيات مختلفة حتى يتم تحديد سلامة ونجاعة اللقاح بشكل قوي وبطريقة موثوقة.
إذن رغم تفاؤلنا تبقى النتائج التي سيتم الحصول عليها خلال المرحلة الثالثة هي من سيحدد فعالية وسلامة هذا اللقاح بشكل نهائي.




تابعونا على فيسبوك