عواطف الغالي تتحدث عن ثقافة الماء بالمغرب في ظل أزمة كورونا

الصحراء المغربية
الإثنين 11 ماي 2020 - 17:20

قدمت الباحثة عواطف الغالي من خلال بحث ميداني، منجزا معاصرا عن وضعية الماء بالمغرب في ظل أزمة كورونا "كوفيد 19"، على اعتبار أن المغرب يحتل موقعا جغرافيا مهما،بالنظر إلى تموقعه في الوسط بين إفريقيا جنوب الصحراء والضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.

وأكدت الباحثة المغربية عواطف الغالي أن المغرب يشكل في الظرف الراهن من زمن كورونا نموذجا قويا لتوفر المعايير الإيجابية المحددة للإنتاج في إطار تفعيل ثقافة الماء وثقافة المحصول الزراعي وتوفير الأمن الغذائي أثناء الجائحة.

وحسب عواطف الغالي التي تعتزم مناقشة أطروحتها حول موضوع " كيفية تدبير الماء من خلال النوازل"، فإن المغرب  ظل مرتبطا خلال الزمن الجيولوجي الرابع بالتطور الذي عرفته الصحاري، أما التطورات الجغرافية لمضيق جبل طارق، فقد مكنت أحيانا من إقامة تبادل مع الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط مثلما سمحت أحيانا أخرى بانطلاق هجرات بشرية بين الضفتين .

وأضافت الباحثة التي تتابع دراستها بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، أن المغرب بحكم أنه بلد فلاحي منذ أقدم العصور، فقد كان الماء في علاقته بالأرض من أهم أسباب نموه وازدهاره ودعامة قوته وكسب أفراده، إذ يتوفر المغرب على مناطق تختزن المياه بوفرة، أهمها سهول ماسة ووادي سبو ودكالة ووادي أم الربيع، حيث  اعتمد المجتمع المغربي القديم عليه في معاشه، من خلال إقامة مجموعة من الزراعات من قبيل القمح والشعير والزيتون والأشجار المتمرة على ضفاف الأنهار.

وفي هذا الصدد، أوضحت الباحثة المغربية عواطف الغالي، أن المغرب يحظى بتنوع طبيعي وبشري مميز جغرافيا نظرا لالتقاء مؤثرات متنوعة وتداخل عدة أبعاد قارية وبحرية يرجع بعضها إلى الماضي.

واستناد إلى هذه الثروات التي يمتلكها المغرب، تؤكد الباحثة المغربية أن مجموعة من التدابير التقنية وتفعيل البنيات الاجتماعية للفرشاة المائية قد رام حاليا أنظمة الري المتنوعة لتوفير الحاجيات الضرورية في الوقت الراهن من زمن كورونا، وذلك بتفعيل  أنظمة الري المختلفة، وتقنيات السقي المتنوعة، وتخصيص المجال التقني باستعمالات مختلفة في نظام الري الكبير والمتوسط والصغير، وذلك للتمكن من توفير جملة من الضروريات الغذائية في هذا الوقت الحرج، في استغلال وافر لاتساع المساحة الزراعية، ووفرة المياه المستمدة من الأحواض النهرية، وشبكات توزيع مدعمة بتجهيزات تقنية فعالة، وإطار تنظيمي يشرف على تدبير شؤون السقي وتتبع عملية الإنتاج.

وأشارت إلى أن سلوك التضامن بالمغرب في هذه الظرفية الاستثنائية التي تمر منها المملكة، والمتسمة بانتشار فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد19(، شكل إحدى المقومات الحصينة للنسيج الاجتماعي الذي اعتاد أن يفرز مثل هذا السلوك الحضاري تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، ليستفيد من وفرة الموارد المائية وتجدر الأعراف التضامنية التي اكتسبها عبر التاريخ. لتشكل بذلك  أزمة كورونا عاملا مهما للتأثير في الحياة الاقتصادية من جهة، وعقلنة المجال المائي والفلاحي بتنويع الأنشطة الفلاحية وكسب الرهان الغذائي من جهة أخرى.

 




تابعونا على فيسبوك