أعطى محمد أوجار وزير العدل، اليوم الاثنين، بمقر المعهد العالي للقضاء بالرباط، الانطلاقة للتكوين الأساسي للناجحين والناجحات من العدول المتمرنين، فوج 2018، وهو الفوج الذي يضم 800 عدل متمرن من بينهم 299 امرأة.
وذكر أوجار أن هذا الفوج شهد لأول مرة ولوج المرأة خطة العدالة، بعد أن أشرعت اليد الكريمة لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله باب الخطة على مصراعيه أمامها، وعبد لها طريق دخوله بجميل عنايته ولطيف رعايته، في مراعاة للضوابط الشرعية، واحترام تام للقواعد المرعية المقَر بها في شريعتنا السمحة، التي تعتبر النساء شقائق للرجال في الأحكام.
وأضاف الوزير، في كلمة بالمناسبة، أن هذا التوجه شكل نقلة نوعية، أكد بها مغرب الحقوق والحريات، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك، أن العزم ماض على رفع كل أشكال الحيف والتمييز ضد المرأة، وكسر الأغلال التي كبلتها بها تقاليد موروثة أو قراءات مغرضة ضيقة حادت عن منطق العدل والإنصاف الذي هو قوام الدين وأساس التشريع.
وأكد الوزير أنه تم وضع تكوين ينخرط ضمن الهدف العام الرامي إلى إنماء القدرات المهنية وضمان الاحترافية لمنظومة العدالة بضمان جودة التكوين العدلي الأساسي للمتمرنين، بما يفضي في المحصلة إلى الاسهام في تجويد مستوى خدمات منظومة العدالة، وتعزيز ثقة المواطن فيها.
وأضاف الوزير أن برنامج التكوين العدلي سطر خطوطا دالة توجهه، تتوخى إضفاء الطابع العملي والتطبيقي على التكوين، بحكم ما تستدعيه الممارسة وما يحتاج إليه من تلقين تقنيات المهنة وتحسيس المتمرنين بقيمها، مع تعديد مجالات التكوين وعدم حصرها في نطاق ضيق بالنظر إلى تشعب
مادة التوثيق العدلي، إلى جانب إشراك كل الجهات المعنية بالموضوع في رسم التوجهات الكبرى للتكوين الأساسي كالمعهد العالي للقضاء، ومديرية الشؤون المدنية والهيئة الوطنية للعدول مع الانفتاح على توصيات خبراء الاتحاد الأوربي في إطار برنامج التوأمة مع المعهد العالي للقضاء.
وأشار أوجار إلى أنه تم، أيضا، اتباعَ بيداغوجية متميزة في إطار برنامج تكوين منظم على أساس التبادل في الأدوار أثناء مدد التكوين بين مؤسسة التكوين ومحاكم التدريب ومكاتب العدول، وإيلاء التدريس بمؤسسة التكوين لقضاة وعدول وأطر من المحافظة العقارية وإدارة التسجيل، يتم تكوينهم مسبقاَ على التقنيات البيداغوجية جعل التكوين منفتحا على مجالات اهتمام أخرى غير التكوين القانوني والتقني.
وأوضح الوزير أنه تقرر اعتماد مبدأ جهوية التكوين على صعيد مراكز كل من الدار البيضاء، فاس، مراكش، طنجة، أكادير، كلميم، وجدة، يضاف إليها مركز بالمعهد العالي للقضاء بالرباط، وذلك من أجل تيسير عملية التكوين خاصة في ظل وجود نساء، يقطن بأماكن قاصية بمختلف جهات المملكة، بالإضافة إلى العدد البالغ 800 متمرن، ناهيك عن المعفون من المباراة، وما يرتبط بذلك من صعوبات لوجيستيكية ترتبط بالطاقة الاستيعابية للمعهد، وتزامن فترة تكوينهم مع تكوين الملحقين القضائيين المنتمين للفوجين 42 و 43 البالغ عددهم 310 ملحقة وملحقا قضائيا.
وفي تصريح لـ"الصحراء المغربية"، على هامش هذا اللقاء، أفاد بوشعيب الفضلاوي رئيس الهيئة الوطنية للعدول، أن هذا الفوج الذي يشمل الإناث والذكور، سيتميز بأقطاب تكوين ذات مشارب متنوعة، منها قطب الأسرة، التواصل، فضلا نوع من التداخل مع لجنة أوربية فيما يخص أخلاقيات المهنة.
وأضاف رئيس الهيئة أن هذا الفوج سيتميز أيضا بالانفتاح، ليس فقط على العالم التوثيقي، بل أيضا على المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي وكل ما يتعلق بالمؤسسات ذات الصلة.
وأوضح الفضلاوي أن التكوين سيستغرق مدة 6 أشهر بالمعهد العالي للقضاء، وبعدها ستة أشهر أخرى في مؤسسات أخرى كالمحافظة العامة للأملاك العقارية والمسح الخرائطي، والمديرية العامة للضراب والمحاكم مع مكاتب العدول من أجل التمرين الميداني.