المستشار الأول لمعهد السلام في حوار مع "الصحراء المغربية"

يوسف محمود: صاحب الجلالة رائد مبادرات التنمية المشتركة بإفريقيا

الصحراء المغربية
الخميس 06 يوليوز 2017 - 18:33

أكد يوسف محمود، المستشار الأول لمعهد السلام الدولي، أن جلالة الملك محمد السادس يعتبر رائدا في مجال مبادرات التنمية المشتركة بإفريقيا، مبرزا أن صاحب الجلالة عبر من خلال مبادرات ملموسة ومتواصلة عن سعيه الحثيث من أجل توحيد الجهود التنموية بهذه القارة لضمان بنائها بسواعد أبنائها.

وصرح يوسف محمود في حوار لـ "الصحراء المغربية" بمناسبة مشاركته في النسخة الثانية من منتدى لوماتان المنعقد حول موضوع "التنمية المشتركة: رؤية ملك لنمض قدما من خلال ريادة الأعمال الاجتماعية"، قائلا "تابعت عن كثب زيارات الملك محمد السادس لإفريقيا جنوب الصحراء، وأعجبت كثيرا خاصة بما قاله في كوت ديفوار ومالي وغيرهما، إنها رؤية متبصرة عربية إفريقية، تعكس مناصرة الشعوب المهمشة والناس الفقراء، إنها نظرة تنحو في اتجاه تحفيز المبادرات الاقتصادية والفاعلين في إطارها ومساعدتهم ليكونوا فاعلين في خلق الثروات ومناصب الشغل، حتى لا يكونوا عالة على الدولة، ولا على المنحات الخارجية، وهذا يعني بناء إفريقيا واقتصادها بسواعد إفريقية، وتعاون إفريقي عربي، وجلالة الملك كان رائدا في هذه المبادرة".

ومعهد السلام الدولي سابقا الأكاديمية الدولية للسلام، هو مؤسسة مستقلة غير ربحية تعمل في المجال البحثي والسياسي، مقرها نيويورك في الولايات المتحدة وتأسست في 1970 وتغير اسمها إلى الحالي في 2008. والمعهد متخصص في مناهج متعددة الأطراف لقضايا السلام والأمن، والعمل بشكل وثيق مع الأمانة العامة والدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
والهدف الرئيسي لمعهد السلام الدولي هو تعزيز الاستجابات الدولية الفعالة للقضايا والأزمات الجديدة والناشئة من خلال البحث والتحليل، ووضع السياسات.


أجرى الحوار: المصطفى بنجويدة

*كيف تنظرون إلى الدورة الثانية لمنتدى لوماتان المنعقد حول موضوع "التنمية المشتركة: رؤية ملك لنمض قدما من خلال ريادة الأعمال الاجتماعية"؟

- التنمية المشتركة تمثل في جميع أبعادها الرؤية المستقبلية لبلداننا، ومن قبل كانت مجتمعاتنا، وأنا أتحدث عن المغرب العربي، تستهلك ما تستورده خاصة من أوروبا، لكن تطورنا وأصبحت لنا خبرة وتجارب وأصبحنا نسوقها بالجنوب بالأقطار الإفريقية والعربية، كما مكن اعتمادنا وتبنينا للتعاون المشترك من بناء الثقة بذواتنا، وهو ما يمكننا حاليا من التقدم دون أن نشعر بأننا تحت رحمة الآخر، لكن هذا لا يعني أننا لا يجب أن نستلهم من الغرب بعض تجاربه الناجحة فهذا أمر جيد، وهذا هو المغزى الحقيقي لهذا المنتدى، وهو ما يجعلني أشعر بشرف كبير للمشاركة فيه، والمساهمة في تعميق النقاش حول موضوع التنمية المشتركة التي تلخص ما قلته في هذا السياق.

*ما هي انتظاراتكم من هذا المنحى، والقيمة المضافة التي سيفرزها للمساهمة في تكريس هذا التوجه؟

-أظن أن المشاركين سيكون لهم تصور جديد وفعلي لهذه الرؤية وفاعلية المبادرات الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بها، باعتبارها عاملا فعالا لإخراج العديد من المجتمعات من دائرة الفقر والهشاشة، وهذا ما يعطي لهذا الموضوع وزنا استراتيجيا لا تخفى أهميته على أكثر من صعيد.

* حرص جلالة الملك على توسيع دائرة مبادرات التنمية المشتركة بنقل نموذج التجربة المغربية نحو بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، حرصا منه على تفعيل تطورها وضمان تنميتها، فما هي قراءتكم لهذا التوجه؟

- تابعت عن كثب زيارات الملك محمد السادس لإفريقيا جنوب الصحراء، وأعجبت كثيرا خاصة بما قاله في كوت ديفوار ومالي وغيرهما، إنها رؤية متبصرة عربية إفريقية، تعكس مناصرة الشعوب المهمشة والناس الفقراء، نظرة في اتجاه تحفيز المبادرات الاقتصادية والفاعلين في إطارها ومساعدتهم ليكونوا فاعلين في خلق الثروات ومناصب الشغل، حتى لا يكونوا عالة على الدولة ولا على المنحات الخارجية، وهذا يعني بناء إفريقيا واقتصادها بسواعد إفريقية، وتعاون إفريقي عربي، وجلالة الملك كان رائدا في هذه المبادرة وله الشكر.

*باعتباركم المستشار الأول لمعهد السلام الدولي، الذي يشتغل بتعاون وثيق مع الأمانة العامة للأمم المتحدة، كيف تحددون العلاقة بين التنمية والسلام؟

- إنها علاقة قوية، لكن وللأسف لا تعطى لها الأهمية التي تستحقها وتستلزمها، فالناس يعتبرونها مناصب في حكومة جديدة بعد توقيع اتفاق سلام، لكن السلام هو قدرة الشخص أن يعتني بحاجياته اليومية وحاجيات محيطه، من قبيل الشغل والطمأنينة والأمن والكرامة، وهذا هو أساس السلام المتمثل في توفير الحاجيات الاقتصادية والظروف الاجتماعية الملائمة، فالدولة لها دور بطبيعة الحال، ولكن هناك إمكانيات مهمة تتمثل في المبادرات الاجتماعية والاقتصادية، وهذا يعطي الأمل خاصة في البلدان التي عاشت المعاناة والحروب. وهذه المبادرات تمنح إمكانيات تخول بعث سبل النمو والتطور على مستوى المجموعات المحلية.

*هل هناك برامج محددة لمعهد السلام الدولي تهم إفريقيا والشرق الأوسط؟

-المعهد هو فقط هيئة تعنى بالأبحاث وإعطاء بعض التوصيات السياسية لتشجيع الأمم المتحدة والحكومات لإدماج المبادرات الاقتصادية كجزء لا يتجزأ من مبادرات حفظ السلام.




تابعونا على فيسبوك