ناصر بوريطة يجري بتونس مباحثات مع نظيره التونسي تمحورت حول سبل تعزيز التعاون الثنائي

الصحراء المغربية
الخميس 31 ماي 2018 - 13:30

أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، مساء أول أمس الثلاثاء، بتونس العاصمة، مباحثات مع نظيره التونسي، خميس الجهيناوي تمحورت حول سبل تعزيز التعاون الثنائي. وشكلت مباحثات بوريطة، الذي قام بزيارة عمل لتونس، مع الجهيناوي، فرصة لاستعراض سبل تعزيزعلاقات الأخوة والتعاون المتميزة القائمة بين البلدين الشقيقين، وكذا نتائج الدورة 19 للجنة العليا المشتركة، التي انعقدت في 19 يونيو الماضي في الرباط برئاسة رئيسي حكومتي البلدين.

هذه المشاورات بحضور سفيري المغرب في تونس وليبيا، على التوالي لطيفة أخرباش ومحمد بلعيش، إلى جانب كاتب الدولة التونسي لدى وزير  الشؤون الخارجية صبري بشطبجي، وتناولت أيضا قضايا أخرى إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك،  وسبل تفعيل هياكل اتحاد المغرب العربي وآلياته. وأكد ناصر بوريطة في تصريح للصحافة في أعقاب المباحثات، ضرورة تطوير آليات التعاون بين المغرب  وتونس وتفعيلها اعتبارا للإرث التاريخي وخصوصيةالعلاقات القائمة بين المغرب وتنوس.
وأبرز بوريطة، أن هناك طموحا يجب وضعه لهذه العلاقة للاشتغال عليها كنموذج في العلاقات الثنائية  بين المغرب وأي بلد مغاربي أو عربي، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق «ببداية فقط للاشتغال بشكل مختلف في العلاقات الثنائية بتعزيز الرصيد الموجود لدينا وتطويره لخدمة الشعبين الشقيقين المغربي والتونسي .»
وبعد أن أشار إلى مساندة المغرب لترشح تونس لعضوية مجلس الأمن الدولي، أكد بوريطة، الذي يقوم  بزيارة عمل رسمية لتونس، وجود «طموح لجعل الحوار السياسي حوارا مستمرا، وألا يقتصر على القضايا الثنائية ويشمل التنسيق حول القضايا الإقليمية  والدولية والا يقتصر على مستوى الوزيرين، بل يشمل مستوى هياكل الدبلوماسيتين، والا يكون منحصرا في  الرباط وتونس وأن يكون كذلك في مختلف العواصم الدولية، مع مزيد من التنسيق واستماع أكبر للآخر وإدماج لأولوياته في مواقف كل طرف .»  وأشار بوريطة إلى أن العلاقات الاقتصادية كانت محل نقاش خلال المباحثات، حيث تبين وجود أرضية وأن ما يجب هو خلق الآليات وتفعيلها بما في ذلك آلية اتفاقية أكادير التي وقعت في 2002 في المغرب،والتي لم تستغل كل القدرات التي تمنحها والرامية إلى إقامة منطقة للتبادل الحر بين أربع دول انضمت إليها في ما بعد دولتان. وأضاف أن المباحثات تناولت كذلك «القضايا الإقليمية حيث يوجد تشابه كبير وتطابق في  وجهات النظر حول ما يجري حولنا سواء في المنطقة المغاربية أو في المنطقة العربية أو في القارة الإفريقية ،» مشيرا إلى أن ذلك يؤكد أن دبلوماسيتي البلدين لديهما نفس التوجهات ونفس الرؤى ونفس الطموح. وأشار بوريطة إلى أن هذه «الزيارة ورغم قصرها كانت ضرورية، لتأكيد الطبيعة الخاصة للعلاقة المغربية  التونسية التي تأتي خصوصيتها من عمقها التاريخي، ومن قوة مكونها الإنساني، وكذا من الرؤى المشتركة بين البلدين حول العديد من القضايا »، مضيفا أن هذه الخصوصية تأتي كذلك من «المكانة الخاصة لتونس  عند جلالة الملك محمد السادس، الذي أبان عن ذلك خلال الزيارة التي قام بها لهذا البلد في سنة 2015 والمدة التي أمضاها فيه، كتعبير عن الارتباط الخاص لجلالته مع تونس ومع الشعب التونسي .»
وأكد وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، من جهته، في أعقاب المباحثات أن زيارة  بوريطة لتونس «ستمثل انطلاقة حقيقية للتعاون والتشاور بين البلدين الشقيقين »، مبرزا مدى التقارب القائم بين البلدين.
وأشار الجهيناوي إلى أن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية في مختلف جوانبها، خاصة في ما يتعلق  بضرورة تعزيز التشاور بين وزارتي الخارجية لتناول مختلف القضايا التي تهم البلدين على المستوى الإفريقي والمتوسطي والفضاءات الأخرى مثل الاتحاد الأوروبي. وأضاف أن الجانبين اتفقا على العمل سويا لإنجاز بعض المواعيد المهمة خاصة الدورة العشرين للجنة الكبرى المغربية التونسية وتنظيم الدورة الثانية للمنتدى الاقتصادي التونسي المغربي في مطلع 2019 .
وأشار إلى أن الجانبين تناولا أيضا العلاقات التجارية والتبادل بين البلدين وكيفية العمل على تطويره وتعزيزه إلى جانب موضوع اتحاد المغرب العربي وسبل تفعيل  هذا الخيار الاستراتيجي للدول الخمس، وكذا الاتفاق على بعض الخطوات الملموسة والبراغماتية لتجاوز حالة الجمود الحالية، ومن أجل إيجاد الصيغ التي تمكن من التعمق في واقع هذا الاتحاد وإيجاد الأجوبة الضرورية لتفعيله لما فيه مصلحة المنطقة المغاربية .




تابعونا على فيسبوك