مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تراهن على إدماج الشباب

الصحراء المغربية
الجمعة 11 ماي 2018 - 12:12

خصت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فئة الشباب بعناية خاصة ضمن المشاريع والأنشطة التي تنجزها على الصعيد الوطني، وهو الأمر الذي جعلها ترفع هذه السنة شعار "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رافعة لإدماج الشباب"، في قافلة النسخة 18 للخميس الإعلامي التي انطلقت أول أمس الثلاثاء من إقليم الرحامنة. وقالت نديرة الكرماعي، العامل المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إن اختيار شعار هذه السنة جاء بناء على التوجيهات السامية لجلالة الملك، التي تؤكد على أهمية الشباب وإدماجه، مبرزة أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بدورها تواكب شريحة الشباب من خلال التعليم والأنشطة المدرة للدخل والصحة، والهدف طبعا مواكبة المبادرة لرؤية الشباب في الاندماج الإيجابي، واستثمار طاقاته بشكل أفضل.

وأكدت الكرماعي، في تصريح صحفي، خلال تقديم حصيلة إنجازات المبادرة بمقر عمالة إقليم الرحامنة أن هذا اللقاء التواصلي يندرج في إطار الاستعدادات لتخليد الذكرى الثالثة عشر لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي سيكون شعارها إدماج الشباب لتحقيق تنمية بشرية إيجابية تلبي طموحات السكان وتنسجم مع
التوجيهات الملكية السامية.
كما أبرزت أن الهدف من هذا اللقاء التواصلي يكمن في إطلاع نساء ورجال الاعلام، الذين يواكبون المبادرة على أرض الواقع على المشاريع التي تحققت للمستفيدين منها، من خلال التواصل المباشر، بهدف خلق فضاء للتبادل والحوار حول الأدوار والميكانيزمات التي من شأنها الإدماج الاقتصادي وتحسين جودة الخدمات الاجتماعية والثقافية والرياضية لفئة الشباب.
من جهتها، قالت حنان أبا كريم، رئيسة مصلحة التواصل بقسم العمل الاجتماعي بإقليم الرحامنة، إن مشاريع المبادرة التي تهم فئة الشباب بالإقليم وصل عددها 262 مشروعا تهم الأنشطة السوسيو ثقافية والسوسيو رياضية، بينما بلغ عدد المشاريع التي تهم التعليم 474 مشروعا.
وأضافت حنان ابا كريم، في عرض قدمته بالمناسبة، أن المبادرة بالإقليم تدعم المجالات السوسيو ثقافية لفائدة الشباب عن طريق تمويلها لمشاريع يؤطرها مجتمع مدني شاب وطموح ومبدع، مبرزة أن هذه المشاريع تساهم في إنعاش تنشيط القرب داخل الأحياء والدواوير، وفي إشراك الشباب والأطفال في الأنشطة الثقافية والرياضية والتربوية.
وأكدت أن معدل الفقر بالإقليم انخفض ب 23 نقطة ما بين سنتي 2004 و 2014 ، بفضل المجهودات الجبارة، التي يبذلها الفاعلون المحليون في إطار التقائية مشاريع المبادرة مع باقي البرامج القطاعية، مشيرة إلى أن نسبة الشباب من مجموع المستفيدين من المشاريع بالإقليم بلغت 37 في المائة. وبخصوص حصيلة مشاريع المبادرة ما بين 2005 و 2017 ، تحدثت مسؤولة التواصل في العرض على أنه جرى إنجاز 207 مشاريع ضمن البرنامج الأفقي استفاد منه 93065 مستفيدا، و 52 مشروعا ضمن برنامج محاربة الإقصاء استفاد منه 10 آلاف مستفيد، و 169 مشروعا ضمن برنامج محاربة الإقصاء استفاد منها 165226 مستفيدا، و 1054 مشروعا ضمن برنامج محاربة الفقر بالعالم القروي استفاد منها 309285 مستفيدا.
وتنوعت مشاريع المبادرة التي رأت النور بإقليم الرحامنة لتشمل جميع مكوناته، وجمعية النور للكهربائيين بابن  جرير، التي رأت النور سنة 2001 ، واحدة من الجمعيات التي دعمتها المبادرة، لتطور مجال اشتغالها وتواصل سيرها بثبات. يقول عبد الواحد بسيط، أحد المنخرطين بالجمعية التي تضم ستين منخرطا، إن المبادرة ساهمت بشكل كبير في تحسين ظروف عملهم من خلال اقتناء أجهزة متطورة تسهل ظروف اشتغالهم وتتوفر على معايير السلامة، مؤكدا أن المبادرة فلسفة بناءة استفاد منها عدد مهم من الأسر، خصوصا أن مردود العمل تطور كما تطور المدخول. 
حال المنخرطات بتعاونية الألفية الثالثة لتثمين منتوجات الكسكس بدوره  تطور إلى الأحسن، فالمنخرطات اللواتي يصل عددهن الأربعين، بينهن نساء في وضعية صعبة( )نساء مطلقات، أرامل، وفتيات منقطعات عن الدراسة)، كسرن طوق العطالة، وحققن ذواتهن بجدارة في هذا الميدان، بعدما واكبتهن المبادرة في هذا المشروع بشكل مهم، وأصبحن يتوفرن على أجهزة عمل في المستوى، وحصلن على رخصة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية لتسويق منتوجاتهن بشكل أفضل وبجودة عالية.

تحكي ربيعة با حنيني، إحدى المنخرطات وهي أرملة وأم لطفلين، كيف انتشلتها التعاونية من براثن العطالة "لو لم تكن هذه التعاونية لما استطعت العيش أنا وابنائي، فبفضلها ومن خلال الانخراط فيها والعمل داخلها تمكنت من توفير مدخول لا بأس به أعيل به أسرتي. فعلا تغيرت وضعيتي إلى وضع أحسن بعدما كنت ربة بيت لا حول ولا قوة لي بعد وفاة زوجي".
شباب إقليم الرحامنة المولوعون بممارسة الرياضة من مختلف الفئات كثيرون، وجاءت المبادرة لتحقق جزءا مهما من حلم هؤلاء ببناء وتجهيز قاعة مغطاة بحي مولاي رشيد بابن جرير، توفر فضاء مهما لممارسة مختلف أنواع  الرياضات، ودعمهم بمختلف الوسائلالتي يحتاجونها لممارسة هوياتهم المفضلة.
يقول عبد الرحيم شوقي، بطل مغربي سابق في ألعاب القوى، ومسؤول بالجمعية الرياضية لذوي الاحتياجات الخاصة، إن الجمعية التي تضم 80 منخرطا تأسست قبل ثلاث سنوات، وهي الجمعية الوحيدة بإقليم الرحامنة التي تهتم برياضة الأشخاص في وضعية إعاقة، وألعاب القوى، وتتوفر على فريق لكرة السلة بالكراسي المتحركة الذي تشكل بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ويعتبر الأول بجهة مراكش آسفي، كما تتوفر على فريق للسباحة. وحيا شوقي المبادرة على الدعم الكبير لهذه الفئة ومساندتها في الاندماج السوسيو رياضي، مبرزا أن الدعم شكل حافزا مهما من خلال خلق فضاء للتدريب وتوفير معدات رياضية، مشيرا إلى أن الدليل على نجاح المبادرة يكمن في أن المنخرطين حققوا نتائج إيجابية في عدد من المسابقات الرياضية التي شاركوا فيها أخيرا.
يذكر أن قافلة الخميس الإعلامي ستزور أيضا مشاريع موجهة للشباب بمراكش وشيشاوة، وستختم جولتها اليوم الخميس بمدينة سطات، للوقوف على الدينامية التي أحدثتها هذه المشاريع ووقعها على الشباب. ويندرج هذا اللقاء في إطار استراتيجية التواصل المؤسساتي التي وضعتها التنسيقية الوطنية للتنمية البشرية، بمشاركة ممثلي الإعلام الوطني والصحافة المعتمدة وأعضاء أجهزة الحكامة، إضافة الى مختلف الفاعلين المحليين، من أجل الوقوف على الإنجازات والممارسات الجيدة، وكذا الصعوبات التي تعترض إنجاز بعض مشاريع المبادرة على المستوى المحلي.




تابعونا على فيسبوك