وطنية : تقديم مشاريع العمل الاجتماعي ببرنامج "مواطنون فاعلون"

أتيحت أمس الجمعة بالرباط، لأكثر من 40 مشاركا في برنامج "مواطنون فاعلون" للمجلس الثقافي البريطاني، فرصة عرض وتسليط الضوء على مشاريعهم المجتمعية، البالغة حوالي 34 مشروعا، من 8 جهات في المغرب.

وتتناول هذه المشاريع، التي تم تسليط الضوء عليها من خلال فيديوهات وصور وعروض في صيغة "باور بوانت"، في الحفل الذي نظمه المجلس الثقافي البريطاني بالمغرب، مواضيع مختلفة ذات الصلة بالنوع الاجتماعي، والشباب، والتربية على المواطنة، والبيئة، وكذا قابلية التشغيل، والاقتصاد الاجتماعي، والإدماج الاجتماعي، والتربية.

وأكد جون ميتشل، مدير المجلس الثقافي البريطاني بالمغرب، أن برنامج "مواطنون فاعلون" يدخل في إطار توطيد العلاقات بين المغرب والمملكة المتحدة، مؤكدا أن هذا البرنامج مكن المواطنين الفاعلين الشباب من اكتساب المهارات الضرورية للقرن 21، كالتواصل والإدارة والحوار والثقافات وبناء الشبكات، الشيء الذي يجعلهم ملتزمين بتحقيق التغيير.

وكشف ميتشل أن البرنامج الذي بدأ تنفيذه بالمغرب سنة 2012، مكن خلال الفترة 2012-2017، من العمل مع 8 شركاء محليين من مختلف المنظمات وجمعيات المجتمع المدني، الذين تمكنوا بفضل هذا البرنامج من تحسين معارفهم وإنشاء شبكات جديدة، موضحا أن هذه المكتسبات ساهمت في تحسين علاقات الشركاء المجتمعية وحصولهم على التمويل اللازم.

وأبرز المسؤول البريطاني أن الهدف الرئيسي لاستعراض مشاريع العمل الاجتماعي في المغرب، يتمثل في جمع كل المشاركين والمشاركات لتقديم وإلقاء الضوء على إنجازاتهم ومساهماتهم في أنشطة البرنامج للجمهور الواسع.

ومن جانبها قالت غزلان العشير، مسؤولة مشاريع الحكامة والمجتمع بالمجلس الثقافي البريطاني، أن المشروع المجتمعي "مواطنون فاعلون" يعد ثمرة شراكة تجمع بين المجلس الثقافي البريطاني وجمعيات المجتمع المدني، من أجل تدريب مجموعة من الشباب، ليكونوا قادرين على المساهمة في التنمية المحلية، وتعزيز السلام والتعايش بين الثقافات.

وأضافت العشير أن هذا المشروع يهدف إلى الرفع من مستوى المسؤولية، ومبادرات الشباب، وتطوير كفاءاتهم ومعارفهم، لتنفيذ مشاريع مجتمعية يكون لها وقع كبير في تسريع وتيرة النمو، خصوصًا في المناطق القروية والهامشية.

وكشفت العشير أن البرنامج قدم دورات لتدريب وبناء مهارات وكفاءات أزيد من 250 مسيرا من خلفيات مختلفة، ستمكنهم من ملاءمة واستخدام حقيبة أدوات التدريب على برنامج "مواطنون فاعلون"، داخل شبكاتهم، وبمشاركة أكثر من 2000 شخص مواطن فاعل حصلوا على تكوين على يد الميسرين الذين قدموا لهم الدعم عبر تطوير مهاراتهم وتعزيز ثقتهم من أجل إحداث تغيير إيجابي داخل مجتمعاتهم المحلية.

وأوضحت العشير أن برنامج "مواطنون فاعلون" هو برنامج للتدريب على الريادة الاجتماعية، يعزز الحوار بين الثقافات والتنمية الاجتماعية التي يقودها المجتمع المحلي، مضيفة "نهدف من خلال البرنامج، إلى أن نقرب بين أناس وشعوب لديهم معتقدات ووجهات نظر مختلفة لنتعلم منهم ونشارك بعضنا البعض الآراء. كما نعمل مع شركائنا في جميع أنحاء العالم لتدريب المشاركين في البرنامج على المهارات والمعارف اللازمة لإحداث التغيير الاجتماعي في مجتمعاتهم.

وتجدر الإشارة إلى أن برنامج "مواطنون فاعلون" يعد برنامجا عالميا يعزز التماسك المجتمعي من خلال المشاركة المدنية والتطوع في أكثر من 50 بلدا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا وجنوب وشرق آسيا وأمريكا والمملكة المتحدة.
ويهدف البرنامج إلى تنمية مساهمة الأفراد ذوي النفوذ في مجتمعاتهم المحلية لتحقيق التنمية المستدامة على الصعيدين المحلي والعالمي. كما يوفر لهم البرنامج الأدوات والدعم اللازمين للعمل مع أشخاص من خلفيات متنوعة، ليتم بعد ذلك وضع مهاراتهم الجديدة موضع التنفيذ من خلال التأقلم مع كيفية إدارة مشاريعهم للعمل الاجتماعي لمعالجة مشكلة اجتماعية داخل مجتمعهم.
ويدير البرنامج على الصعيد العالمي المجلس الثقافي البريطاني. ويتم تمويله وتنفيذه بشراكة مع مجموعة من المنظمات الدولية والوطنية والمحلية.

ويشار إلى أن برنامج "مواطنون فاعلون" يهدف إلى توجيه الأشخاص في اتجاه تحسين التنمية المستدامة للمجتمعات على المستوى الدولي. وساهم البرنامج في تكوين روابط بين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، حيث يلتقون سويًا ويستعرضون الأفكار ويطورون المبادرات، التي تؤثر إيجابيًا في مجتمعاتهم المحلية.