المعرض الدولي للفلاحة فضاء لتحقيق تنمية فلاحية مستدامة

الجمعة 10 أبريل 2009 - 08:10
الاستراتيجية الفلاحية المعتمدة تراهن على فلاحة عصرية وتسويقية (خاص)

يشكل المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب, الذي ستحتضن مكناس دورته الرابعة في الفترة من 22 إلى 27 أبريل, فضاء دوليا ملائما ومتميزا, لتحقيق التنمية الفلاحية المستدامة.

ويقدم المعرض, الذي ينعقد تزامنا مع إطلاق المخططات الجهوية لـ "المغرب الأخضر"، والذي يقام في ساحة صهريج السواني, على مساحة 100 ألف متر مربع, منها 60 ألف متر مربع مخصصة للأروقة, للآلاف من الزوار الحضريين والقرويين, العديد من المنتوجات المختلفة, وآخر ما ابتكر من آلات فلاحية, من شأنها تعزيز الإنتاج الفلاحي والحيواني, وتطوير القطاعات الرئيسية للاقتصاد الجهوي, خاصة الصناعة الغذائية.

ويؤكد المنظمون أن هذه التظاهرة, التي تنظم بعد نحو سنة من إطلاق "مخطط المغرب الأخضر", ستشكل مناسبة لخلق فضاء واعد, يمكن أن يكون بمثابة إطار لسياسة فلاحية ناجعة, تقوم على تشجيع الاستثمارات في القطاع الفلاحي, والتعبئة العقلانية لمؤهلات وعوامل الإنتاج, لمواجهة تحدي النمو الديموغرافي, الذي يشهده المغرب, وكذا التحديات التي تفرضها العولمة.

وأدى الوعي بهذه التحديات إلى جعل القطاع الفلاحي أحد أهم الأولويات الوطنية. وفي هذا الإطار دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس, في خطاب العرش سنة 2004, إلى "نهج سياسة فلاحية جديدة, توطد ما حققه المغرب من تجهيزات ومنجزات, وتعتمد الاستثمار الأمثل لخصوصيات تربة كل جهة, للرفع من الإنتاجية في الزراعة, والصناعات الفلاحية الأنسب لمؤهلاتها وثرواتها الطبيعية".

ووفقا لهذه الرؤية, جرى العمل على جعل هذا المعرض, الذي ينظم كل سنة, تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس, فضاء للقاء وتبادل الخبرات, بين مختلف الفاعلين في عالم الفلاحة.

والواقع أن اختيار جهة مكناس تافيلات, لاحتضان هذه التظاهرة الدولية, ينطوي على أكثر من دلالة استراتيجية لتنمية الفلاحة بالمغرب, لاسيما أن المعرض سيعطي دينامية جديدة لهذا القطاع.

كما أن تنظيم هذا المعرض في جهة مكناس تافيلالت, المعروفة بمثابة "خزان للماء بالمغرب", وأرض غابوية ورعوية وفلاحية بامتياز, سيساهم بشكل كبير في التعريف بالمنتوجات المحلية للمنطقة وترويجها, ما يجعل منه, بالتالي, أداة فعالة لتحقيق التنمية المستدامة في الجهة.

وفي هذا الصدد, يرى المنظمون أن تظاهرة من هذا القبيل, أضحت ضرورية لتحديث القطاع الفلاحي, والرفع من مردوديته, وتنويع أسواق ترويج منتجاته, علاوة على تعزيز وجود هذه المنتوجات في السوق العالمية, وإعطاء علامة المغرب قيمة مستقبلية أكيدة.

وإضافة إلى ما يهدف إليه المعرض, من إسهام في رسم التوجهات الجديدة للسياسة الفلاحية بالمغرب, فإنه سيشكل كذلك فضاء للقاء وتبادل الخبرات, بين مهنيي القطاع والشركات العارضة, ووسيلة لتحقيق قيمة مضافة, عبر تصنيع وتأهيل المنتوجات الفلاحية.

وسيشكل المعرض أيضا فضاء لإلقاء عروض ومحاضرات ستمكن, لا محالة, صغار الفلاحين من الاستفادة من التجارب الوطنية والأجنبية الرائدة في هذا المجال, ومناسبة للاطلاع على الخبرات والتطورات التقنية والتكنولوجية المنجزة في المجال الفلاحي, الذي يواجه منافسة شرسة, في عهد العولمة واتفاقيات التبادل الحر.

ويكمن الهدف الأساسي من هذه التظاهرة أيضا, في جعلها مرآة تعكس بشكل أمين وموضوعي, ما يزخر به القطاع الفلاحي الوطني من ثروات هائلة, في أفق تمكينه من احتلال مكانة متميزة في خريطة المنافسة.

مسابقة جائزة أحسن كساب

وقع الاختيار على 6 من مربي الأغنام من سلالة "الصفراء" لتمثيل إقليم خريبكة في مسابقة "جائزة أحسن كساب", على الصعيد الوطني, ستحتضنها مدينة مكناس من 22 إلى 26 أبريل الجاري, في إطار الملتقى الدولي الرابع للفلاحة بالمغرب.

وأكد سعيد الماحي, رئيس اللجنة الوطنية لوشم وانتقاء أجود الخرفان, في تصريح صحافي, أن عملية الاختيار شملت في مجملها 4326 رأسا من الأغنام (منها 382 من الفحول).

وانخرطت في عملية الانتقاء فعاليات تمثل, إلى جانب أعضاء الجمعية, ممثلين عن وزارة الفلاحة والصيد البحري, والمديرية الإقليمية للفلاحة بخريبكة, فضلا عن عدد من الخبراء ممن لهم دراية معترف بها في تحديد فصيلة هذا النوع من الأغنام, التي اشتهرت بها منطقة أبي الجعد, على الخصوص, والتي شرع في تحسين نسلها, منذ أكثر من 20 سنة.

وفضلا عن الفوز بالمشاركة في هذه المنافسة الوطنية, تخصص الوزارة الوصية دعما ماديا حددت قيمته في 750 درهما لكل نعجة, و850 درهما لكل فحل, وقع عليه اختيار اللجنة الوطنية للانتقاء والوشم, إسهاما منها في تحسين نسل السلالة الصفراء, وتحقيق التنوع الوراثي الحيواني, فضلا عن المساهمة في رفع إنتاج اللحوم الحمراء, وبالتالي تحقيق الاكتفاء الذاتي.

وسبق لإقليم خريبكة أن حاز, في الدورتين الماضيتين سنتي 2007 و2008, على جائزتين وشهادتي استحقاق, تتويجا لأحسن سرب من سلالة أبي الجعد, ومكافأة لأحسن مربي أغنام.




تابعونا على فيسبوك