استياء سكان مريرت من اهتراء البنيات التحتية

الإثنين 16 فبراير 2009 - 09:15
جانب من مدينة مريرت (خاص)

عبر عدد من سكان مريرت عن استيائهم من إقصاء المنطقة من المبادرات التنموية، خلال تشييع أحد ضحايا التهميش، الأحد 8 فبراير الجاري، الذي جرفته سيول المياه عندما كان متوجها إلى مجزرة المدينة.

وأفادت مصادر من المدينة، أن انهيار المنازل الطينية، واهتراء الطرق، يعود إلى عدم الاهتمام بالمنطقة، ونسيانها من مشاريع تنموية، مثل باقي جهات البلاد، تساهم في تحسين ظروف السكان.

وقال يوسف المسعودي، ابن حارس المجزرة، الذي جرفته سيول الأمطار، لـ "المغربية"، الجمعة 6 فبراير، إن والده كان يشرف على حراسة المجزرة، وخرج لتفقد أحوالها، ولم يعد إلى منزله، مشيرا إلى تخوف أسرته عليه، لأن تلك الليلة شهدت المنطقة زخات مطرية قوية، ، مضيفا أنه صباح اليوم الموالي، اتصل بالأسرة أحد معارف والده حاملا معه خبر العثور على جثته في الواد القريب من المنطقة.

وأوضح المسعودي أن الطرق المؤدية إلى المجزرة مهترئة، وغير معبدة، ويمكن لأي مواطن أن يسقط في حفرة من الحفر الموجودة في الطريق، مشيرا إلى أن الأمطار كانت غزيرة بالمنطقة، عرت عيوب البنيات التحتية، وكشفت رداءها، كما أن كثرة السيول أفزعت السكان، خصوصا الذين يعيشون في منازل قديمة.

وذكر أن عددا من المواطنين، الذين شاركوا في تشييع جنازة والده، أعربوا عن استيائهم من التهميش، الذي يمس المنطقة، وأكدوا أن اهتراء البنيات التحتية، زادت الوضعية الاجتماعية التي يعيشونها سوءا، بل فرضت عليهم العزلة، إضافة إلى العزلة التي فرضتها الطبيعة.

وأوضح أن الضحية خلف أسرة تضم ستة أفراد كان هو المعيل الوحيد لها، إذ كان يشغل منصبا تابعا لبلدية مريرت، يحرس وينظف المجزرة، ويوزع اللحوم بالمدينة.

وأشار المسعودي إلى أن المجزرة تقع في ضواحي المدينة، يفصلها النهر عن الضفة الأخرى لمريرت، وأن القنطرة التي تؤدي إليها عرفت اجتياحات متكررة للمياه، ما تسبب في إحداث حفرة كبيرة بجانبها، ولم يجر الاهتمام بخطورتها على المواطنين.

من جهته، قال أمدياز، مواطن من مدينة مريرت، في اتصال لـ "المغربية" إن الحفر أصبحت تكسو شوارع وأزقة عدة بالمدينة، تعرقل حركة النقل، وتساهم في وقوع حوادث السير، ما يهدد سلامة المواطنين، كما أن الأمطار الطوفانية، التي عرفتها المنطقة كشفت عن هشاشة البنيات التحتية والحلول الترقيعية، التي يجري اللجوء إليها في بعض المناسبات، لمعالجة الأوضاع.

وأوضح أن سكان حي الزيتون، ودوار الغزواني، وقاطني المنازل المحادية للنهر مهددين
في سلامتهم، لأن الأمطار التي تسجل كل سنة بالمنطقة تحدث الرعب والخوف من الفياضانات، مشيرا إلى أنهم، خلال التساقطات الأخيرة، كانوا يترقبون اكتساح المياه لمساكنهم في أي وقت.

أما عن ضواحي مدينة مريرت، يضيف أمدياز، خصوصا سكان العالم القروي، فتكبدوا بدورهم خسائرهم لوحدهم، وتبادلوا المواساة في ما بينهم، لأن غياب الطرق المؤدية إلى الجبال والقبائل، التي تقطنها، جعلتهم في عزلة تامة.

وذكر أن المنازل التي تؤوي سكان هذه القبائل الجبلية مبنية بالطين، مثل باقي قرى، ما يهددهم كل فصل الشتاء بالمحاصرة بالثلوج، التي تحرمهم من المواد الاستهلاكية، والكهرباء، وانقطاع شبكة الاتصال، ليبقى المذياع، صلة الوصل الوحيدة مع العالم الحضري، بل ومن بينهم من يجد ذلك "الراديو" غير مجدي في تبليغ النشرات الإخبارية الإنذارية بالأمازيغية، حتى يستعدوا لرداءة الطقس.

وأفاد أنه جرى تسجيل أضرار بعدد من القرى القريبة من مريرت، بسبب الأمطار التي وصفها بـ "الطوفانية"، خصوصا التابعة لجماعة الحمام، وجماعة أم الربيع، الذين تكبدوا نفوق رؤوس عديدة من الأغنام ، مشيرا إلى أن الأضرار اختلفت من أسرة إلى أخرى، إذ يوجد من فقد رأسين، وثلاثة أو أكثر من الأغنام، كما يوجد من فقد 17 رأسا من المعز.

وأشار إلى سقوط أجزاء من المنازل، بالجماعتين المذكورتين، خصوصا الحظائر، لأن الكل مبني بالطين، مضيفا أن أغلب الطرق بالجماعتين غير معبدة، وأصبحت صعبة المسالك، بسبب كثرة التساقطات المطرية، ما أدى إلى صعوبة توفير الأعلاف والأدوية للماشية، لأن المسالك كانت مغلقة.

ويصعب حاليا الإحصاء الشامل والدقيق لما أصاب البنيات التحتية من أضرار في مناطق عدة، لأن مخلفات التساقطات الثلجية كانت وخيمة، ويوجد بعض السكان الذين لم يبلغوا عن ما أصابهم.

وسبق أن أشار بلاغ سابق لوزارة الداخلية، في 7 فبراير الجاري، إلى حديث مواطنين من منطقة مريرت الجبلية حول انتشال جُـثة رجل كان متَّـجها إلى عمله بالمجزرة بمريرت، ففاجأته المِـياه الطوفانية، التي غمرت واد تطوين بمريرت، إثر تهاطل الأمطار، التي لم تتوقّـف عن المنطقة.

ومازالت مخلفات الأمطار والتساقطات الثلجية محور حديث سكان مريرت، خصوصا وأن مستعملي الطريق يواجهون صعوبات في التنقل، بسبب الحفر المنتشرة في جل شوارع المدينة.




تابعونا على فيسبوك