الأمطار والسماسرة يرفعان أسعار الخضر بالدارالبيضاء

الأربعاء 11 فبراير 2009 - 09:07
تجار الخضر بسوق الجملة بالدارالبيضاء

أفاد باعة الخضر بالدارالبيضاء أن التساقطات المطرية واحتكار السماسرة تسببا في ارتفاع أسعار الخضر، منذ الأسبوع الماضي

إذ تراوحت الزيادة بين 2 و 3 دراهم في بعض الأنواع، التي يعتبرها الفقراء أساسية في الوجبات اليومية، خصوصا البطاطس والجزر والبصل، وتوقعوا التراجع في هذه الزيادات الأخيرة بعد الانفراجات التي سيعرفها المغرب.

وأفاد تجار سوق الخضر بزنقة أكادير بالدارالبيضاء في تصريحات لـ "المغربية" أن لهيب أسعار الخضر ارتفع وأحرق جيوب الفقراء، إذ أن هناك عزوفا عن شراء بعض الخضر، مثل الفاصوليا، التي بلغ سعرها 16 درهما، والجلبان التي وصل ثمنها 12 درهما، بعدما كان 10 دارهم فقط في الأسبوع الماضي.

وأوضحوا أن التساقطات المطرية زادت الأزمة التي كان يعرفها سوق الخضر حدة ، وأن تضرر منطقة الغرب، التي كان يتزود منها تجار سوق الجملة بالدارالبيضاء، أدى إلى تراجع كميات الخضر الوافدة على العاصمة الاقتصادية.

وفي حديثه استغرب العربي من سؤال "المغربية" حول سبب الزيادة في بعض أنواع الخضر، قائلا إنه لا يمكن تجاهل نتائج الأمطار، التي دمرت العديد من الأراضي الفلاحية، وقطعت الطرق، وأوقفت حركة النقل، خصوصا في الغرب، بل وأغرقت سكانه.

وأفاد أن ارتفاع سعر البطاطس يعود إلى رداءة أحوال الطقس، إذ تصعب عملية جنيها بسبب كثرة المياه، التي غمرت الحقول الفلاحية بمنطقة الغرب والشاوية، كما أن البطاطس التي كانت تجلب من منطقة العرائش وتساهم في تخفيض سعرها بالدارالبيضاء، تضررت من الفياضانات.

بدوره قال أحمد، بائع خضر بالسوق نفسه لـ "المغربية" إن الزيادات سجلت في البطاطس والجزر والبصل، وتتراوح الزيادة بين 2 و 3 دراهم مقارنة مع الأسبوع الماضي، إذ انتقل سعر الجزر من 4 إلى 6 دراهم، والبصل من 4 إلى 7 دراهم، مشيرا إلى أن هذه الأسعار تختلف حسب الأسواق، التي توجد بعدد من الأحياء بالدارالبيضاء.

ممن جانبه قال المهدي، بائع بالسوق ذاته، إنه لم يقتن كمية كبيرة من البضاعة من سوق الجملة، بسبب ارتفاع الأسعار، وأن أحد مزوديه أخبره بإمكانية التراجع في الزيادات التي سجلت في بعض الخضر بعد الانفراجات الجوية، لأن رداءة الطقس أثرت على نقل البضاعة بين المناطق، بل وأدت إلى قطع بعض الطرق.

واستغربت بعض النساء في سوق البرنوصي من الزيادة التي مست بعض الخضر، والتي يعتبرنها أساسية في الوجبات الغذائية اليومية، خصوصا البطاطس والجزر والبصل، لأن الزيادة تجاوزت درهما في كل نوع. وكانت الزيادة في الأسعار وارتباطها برداءة الطقس، وفيضانات الغرب، محور الدردشة التي دارت بين الزبناء والباعة.

وأشار أحد الزبناء في حديثه إلى الأخطار التي تكمن في غزارة الأمطار، التي أصبحت مثل الرصاص تقصف صوب المنازل، فتؤدي إلى سقوطها، وتغمر الطرفات فتغلقها، كما تغزو الحقول، فتأتي على كل المنتوجات.

وتوقع عدد من التجار بسوق البرنوصي الزيادة في بعض الأنواع من الخضر، التي تضررت من التساقطات المطرية، مثل الفاصوليا والجلبان، كما أشاروا إلى السماسرة، الذين يحتكرون بعض المواد يساهمون بدورهم في ارتفاع الأسعار.

وفي حديثها قالت عائشة، ربة بيت، لـ "المغربية" إن الأسر الفقيرة عزفت عن استهلاك اللحوم، في وجباتها اليومية، وعوضت "طاجين اللحم بطاجين الخضر" غير أن الخضر بدورها أصيبت بداء الغلاء، الذي تفشى في كل المواد الاستهلاكية، ولا تعمل الحكومة على اتخاذ تدابير تساهم في دعم القدرة الشرائية للأسر الفقيرة.
وذكرت أنه لمواجهة الغلاء، وعدم قدرتها على توفير ما يحتاجه الأبناء من وجبات "صحية ومفيدة لنمو الجسم" اتجهت ربات الأسر الفقيرة إلى الاعتماد على القطاني في وجباتها اليومية، خصوصا العدس والفول والفاصوليا، مشيرة إلى تدمر عدد من المواطنين في الأحياء الفقيرة، التي لا تتناول اللحم والسمك في وجباتها اليومية، إلا نادرا.

ورأى عدد من التجار أن الأسباب الكامنة وراء عدم التراجع في الأثمان متداخلة وخفية. وأن بعض المستهلكين يلومون التاجر البسيط على استمرار هذه الظاهرة, غير أن المشكلة المسببة للغلاء هي الاحتكار والمضاربات والسمسرة.

كما لاحظوا أن سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطس أو الجزر ينتقل إلى الضعف بين المناطق والأحياء والباعة بالتقسيط.




تابعونا على فيسبوك