تسلح بالشجاعة ومزق ستار البروتوكول الزائف

غضبة أردوغان على بيريز تضع تركيا على المحك

الثلاثاء 03 فبراير 2009 - 10:08
أردوغان ينسحب من مجمع بيريز (أ ف ب)

أثارت فورة غضب رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان في دافوس (سويسرا) توترا في العلاقات التركية الإسرائيلية

وباتت تهدد طموحات أنقرة في أداء دور محوري في حل أزمة الشرق الأوسط، على ما اعتبر محللون الجمعة.

وعلق عارف كسكين، المحلل في مركز البحوث الأوروبية-الآسيوية "أسام" لوكالة فرانس برس "يشكل هذا التحرك نقطة بتر مهمة وقد يغير نظرة الغرب إلى تركيا".

واعتبر هذا الخبير في الملف الفلسطيني أن تركيا قد تفشل في جهودها لأداء دور وسيط مهم في نزاعات المنطقة عبر طلبها إدخال حماس في المعادلة الشرق الأوسطية، وهي الحركة التي تعتبرها الدول الغربية "منظمة إرهابية".

وأضاف أن "رئيس الوزراء أضفى على النزاع منحى شخصيا بسبب ماضيه"، عندما كان يدافع عن الإسلام المتشدد قبل الوصول إلى السلطة العام 2002 على رأس حزب العدالة والتنمية المنبثق من التيار الإسلامي.

وخلال نقاش في إطار المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا، وإثر مداخلة للرئيس الإسرائيلي، شيمون بيريز، دفاعا عن العدوان الإسرائيلي على غزة، حاول أردوغان الرد على بيريز، لكن الصحافي الذي كان يدير حلقة النقاش قاطعه مرارا فما كان منه إلا أن انسحب من منتدى دافوس غاضبا.

لكنه وجه كلاما قاسيا إلى الرئيس الإسرائيلي قبل أن ينسحب، فقال "اعتقد أنك تشعر ببعض الذنب. لذا تكلمت بهذه الحدة"، مضيفا "لقد قتلتم أناسا. وأنا أتذكر أطفالا قتلوا على شواطئ" في إشارة إلى مقتل مئات المدنيين والأطفال من بين 1330 فلسطينيا على الأقل سقطوا في قطاع غزة.

وعرضت حكومة حزب العدالة والتنمية، الذي ينتمي إليه أردوغان على الفلسطينيين والإسرائيليين وساطة تركيا، آملة في الإثبات للاتحاد الأوروبي فائدة انضمامها إليه كبلد مسلم، علماني ومنفتح على الغرب.
كما جرت أربع جولات من المفاوضات غير المباشرة بين دبلوماسيين إسرائيليين وسوريين في تركيا العام 2008.

وانتقد أردوغان الهجوم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة واستمر 22 يوما، إلى درجة اتهمته بعض الصحافة التركية والمعارضة بأنه يؤيد حركة حماس فيما يقود بلادا وقعت اتفاق تعاون عسكري مع إسرائيل العام 1996، رغم احتجاجات الدول العربية وإيران حينها.

ومنذ ذلك الوقت، توثقت العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات رغم فترات من التوتر، خصوصا بعد زيارة وفد من حماس لأنقرة في فبراير 2006، برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، الذي يقيم في دمشق.

واعتبر المحلل السياسي روشان شاكر أن تصرف أردوغان لن يمر مرور الكرام، وقد تكون له تداعيات على علاقات أنقرة مع الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي للدولة العبرية.
وقال شاكر عبر تلفزيون "ني تي في" الإخباري "قد تفوز تركيا بتعاطف الدول العربية لكنها لا تستطيع أن تكون وسيطا في الشرق الأوسط. فصدقية أردوغان وحزب العدالة والتنمية تلطخت".

بدوره، انتقد قادري غورسيل المعلق في صحيفة "ملييت" الليبرالية أردوغان لأنه صور نفسه "مناصرا لمنظمة متشددة"، معتبرا أن جهود تركيا للانضمام إلى الغرب ستتأثر إذا "أراد أردوغان أن يتحول إلى (رئيس فنزويلا) هوغو تشافيز الشرق الأوسط".
غير أن محللين آخرين بدوا اقل تشاؤما.

وقال إحسان داعي من جامعة الشرق الأوسط في أنقرة "ليست فضيحة ولا عملا بطوليا"، مستبعدا أي أزمة دبلوماسية مع إسرائيل.

وقال عبر "ني تي في" إن "تركيا متجهة نحو الغرب أكثر من أي وقت، غير أنها تسعى فقط إلى فرض حماس كمحاور محتمل في المعادلة" من أجل التوصل إلى حل.




تابعونا على فيسبوك