المغاربة يعطون الأولوية لسد حاجيات البيت اليومية

الغلاء يجمد رواج سوق الملابس بالدارالبيضاء

الإثنين 02 فبراير 2009 - 10:46

أفاد عدد من تجار الألبسة بالدارالبيضاء أن تراجع مبيعاتهم منذ بداية يناير الجاري، يعود إلى ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، والنقل، والتطبيب

إضافة إلى الزيادة التي تسجل كل سنة في واجبات التمدرس، مشيرين إلى أن أغلبية المغاربة يعطون الأولوية لسد حاجيات البيت.
وأوضح تجار الملابس في تصريحاتهم لـ"المغربية" أنه إضافة إلى ارتفاع الأسعار التي أثرت بشكل واسع على القدرة الشرائية للمغاربة، هناك ارتفاع عدد "الفراشة"، الذين يضايقون السوق، إذ يخفضون أسعار بعض الألبسة، لأنهم يكتفون بالهامش الربحي القليل، ما يؤثر على مبيعاتهم.

وأكدوا أنه لمواجهة تراجع المبيعات يعمدون إلى "الصولد"، لجلب الزبناء، وانتعاش حركة البيع، خصوصا وأن بعض التجار يخفضون سعر بعض البضاعة بنسبة 50 في المائة.
وقال أحمد، تاجر في حي المعاريف بالدارالبيضاء لـ"المغربية" إنه يلجأ مثل باقي التجار إلى التخفيض لترويج حركة البيع، خصوصا وأن الغلاء حرم عددا من المواطنين من شراء الملابس، رغم حاجتهم إليها، إذ يعطون الأولوية للمواد الاستهلاكية، وأداء فواتير الكهرباء والماء، وتسديد ديون الأبناك. وأضاف أن الزيادات المتتالية في الأسعار أنهكت كاهل الموظفين والعمال ذووي الدخل المحدود، ومن بينهم من يجهل أن اللباس مهم بالنسبة للعناية الصحية، خصوصا في فصل الشتاء.

وأكد أنه جرى الاتفاق خلال يناير الجاري بين عدد من التجار في السوق حول "الصولد"، للتخلص من السلع التي جرى تكديسها منذ السنة الماضية، خصوصا بعدما ظهرت تصاميم جديدة في الألبسة. وكشف أن بعض الباعة يدعون التخفيض، غير أن من له دراية بالأسعار يعرف أنه ليس هناك تغيير في الأثمان.

وبدوره قال سعيد، صاحب محل تجاري بالحي نفسه، "السوق ميت" رغم التخفيض، والزبناء لا يقبلون على الشراء، والمبيعات اليومية وسط الأيام ضعيفة جدا، وفي المقابل ليس هناك إقبال واسع في نهاية الأسبوع. وأشار إلى عدد من المواطنين يسدون حاجياتهم من الملابس إلى شرائها بالية، أو من "الفراشة" الذين يخلقون بدورهم أزمة مادية لأصحاب الدكاكين، خصوصا في الأسواق الشعبية.

وأضاف أن الفراشة، الذين يحاصرون دكاكين البيع في عدد من الأسواق، مثل درب غلف، والقريعة بدرب السلطان، وسوق الحي الحسني، وقرية الجماعة، والسالمية، يسببون في إفلاس بعض التجار، ويواجه هؤلاء التجار تراجع المبيعات بعرض قسط من بضاعتهم في الشارع.

وقال أحمد (45 سنة)، بائع ملابس بسوق درب السلطان، إن عددا من المغاربة غير قادرين حاليا على مواجهة ارتفاع الأسعار، إذ أن "القفة اليومية" أنهكت مصاريف البيت، وأصبح توفير الخبز يؤرق أصحاب الدخل المحدود، ولا أحد يفكر في تغيير معطف، أو شراء حذاء جديد.

وأضاف أن الباعة، الذين يعرضون بضاعتهم قرب دكانه يضايقونه، خصوصا وأنهم هاجموا الرصيف، المحاذي له، ما يمنع حركة المرور والتبضع من دكانه، مشيرا إلى أن المشاكل التي يواجهونها من طرف "الفراشة" يكمن في السعر الذي يعرضونه.
وأوضح أن "الفراشة" يبيعون بأسعار منخفضة مقارنة مع أسعار بضاعتهم، وأن المغاربة "يقبلون على كل ما هو رخيص"، غير أنهم ينسون أن الجودة مختلفة.

وذكر أن "الفراشة" غير مجبرين بأداء فواتير الماء والكهرباء، وواجبات الكراء والضرائب، ما يؤدي إلى ترحيبهم بالهامش الربحي القليل، مفيدا أنه رغم انخفاض سعر بضاعتهم، يوجد عدد منهم تخلى عن النشاط بسبب جمود حركة البيع، خصوصا خلال الشهر الجاري.
من جهته قالت نعيمة، بائعة ألبسة نسائية بسوق "الشمال" بدرب السلطان، إن العرض أكثر من الطلب، فإضافة إلى تراجع الإقبال على التبضع، ارتفع عدد الباعة المتجولين، لأن ضعف فرص الشغل، وغلاء المعيشة، جعلت كل من لا عمل له يزاول تجارة الملابس. وأوضحت أن أغلبية النساء يعطون الأسبقية لشراء ملابس للأطفال، باعتبارهم أكثر عرضة للإصابة بالبرد، خلال هذا الفصل، وتوجد أقلية تفكر في شراء لباس لنفسها.

وتبين من حديث بعض الزبناء أن الغلاء مس قطاع الملابس بدوره، وأن البضاعة ذات الجودة العالية تعرض بأسعار تفوق قدرتهم الشرائية، إذ أكد يوسف، ممرض، لـ"المغربية" أن ارتفاع الأسعار أشعل النار في المواد الاستهلاكية، وكلها مرتبطة ببعض الخدمات، مثل النقل، وترتب عنه تراجع في بعض القطاعات، مثل بيع الألبسة، إذ لا يعقل أن يجري التفكير في شراء معطف جديد بسعر يفوق 500 درهم بالنسبة لموظف لا تتجاوز أجرته 3 آلاف درهم شهريا.

وتحدث يوسف عن ارتفاع عدد الباعة المتجولين، الذين يعرضون ألبسة بأسعار رخيصة تلبي حاجيات الطبقة الفقيرة، موضحا أن عدد الباعة بدرب السلطان، يسجل ارتفاعا متتاليا، غير أن الإقبال يتراجع رغم الأسعار التي يجدها بعض البيضاويين مناسبة لقدرتهم الشرائية.

وأضاف أن ارتفاعهم أثر بدوره على رواج بيع الألبسة في عدد من المناطق بالدارالبيضاء، مثل شارع الأمير مولاي عبد الله، والحسن الثاني، والمعاريف، وشارع المسيرة، وبوركون، رغم أن لهذه المواقع زبناء من نوع خاص، يمكنهم، بدخلهم المرتفع شراء ألبسة "غالية".
أما زوجة يوسف أكدت لـ "المغربية"، أن الغلاء أنساها الاهتمام بنفسها، لأنها تفكر بتلبية حاجيات أطفالها، مشيرة إلى أن أكثر من نصف ميزانية البيت يخصص لعلاجهم وتمدرسهم، وتحاول التوفير لشراء ملابس في الأعياد أو بعض الفصول، خصوصا فصلا الشتاء والصيف.




تابعونا على فيسبوك