استطلاع للرأي ينقل أوباما إلى باب البيت الأبيض

الثلاثاء 04 نونبر 2008 - 11:24
أوباما ملوحا بيديه قبل انطلاق في آخر دقائق الحملة الانتخابية (أ ف ب)

أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد غالوب وتنشر نتائجه صحيفة "يو اس ايه توداي"، أمس الاثنين، أن المرشح الديمقراطي إلى البيت الأبيض باراك أوباما يتقدم11 نقطة على منافسه الجمهوري جون ماكين.

وأظهر الاستطلاع الذي تنشر نتائجه عشية موعد الانتخابات الرئاسية حصول المرشح الديموقراطي على 55 في المائة من الأصوات في مقابل 44 في المائة لجون ماكين أو53 في المائة في مقابل 42 في المائة تبعا للمنهجية المعتمدة.

وأعرب 73 في المائة من الناخبين الديمقراطيين عن تحمسهم لحملة مرشحهم في مقابل 59 في المائة للناخبين الجمهوريين وهذا آخر استطلاع للرأي يجريه معهد غالوب قبل الانتخابات.

وأجري الاستطلاع من 31 أكتوبر إلى الثاني من نوفمبر مع هامش خطأ بحدود نقطتين.
من جهته، يزور باراك أوباما أنديانا (شمال) بعد أن يدلى بصوته صباح اليوم الثلاثاء، في شيكاغو (ايلينوي، شمال)، على ما أعلن، أول أمس الأحد، فريق حملته الانتخابية.

وبعد أن يقترع صباح الثلاثاء في حي هايد بارك في شيكاغو، سيتوجه المرشح أوباما إلى انديانابوليس في أنديانا المجاورة وهي واحدة من الولايات المؤثرة في الانتخابات الأميركية، التي لم يكسبها أي مرشح ديمقراطي منذ ليندون جونسون في العام 1964، بهدف تشجيع أكبر عدد ممكن من الناخبين على الذهاب إلى مكاتب الاقتراع.

ولكن الماراتون الانتخابي لأوباما اختتم بالفعل مساء الاثنين بتجمع في فرجينيا (شرق) بعد توقف في فلوريدا (جنوب شرق) ثم في كارولينا الشمالية (جنوب شرق).
وعاد المرشح الديمقراطي بعد ذلك إلى مدينته شيكاغو لينتظر نتائج الانتخابات مع مسؤولي حملته.

ويأمل أوباما في أن يحتفل بانتصاره مع 70 ألف شخص ينتظر وصولهم إلى غرانت بارك في شيكاغو.

من جهتهم، يخشى السود الأميركيون ألا يؤدي انتخابه المحتمل رئيسا للولايات المتحدة إلى تغيير الكثير في مجتمع لا تزال العنصرية إحدى سماته.

ويقول ديدرك محمد، الباحث في معهد الدراسات السياسية في واشنطن، وهو مركز يعنى بقضايا العدالة الاجتماعية إن "أميركا هي واحدة من أكثر الدول المتقدمة، التي لا يزال التمييز العنصري والاجتماعي فيها قويا".

ويعتبر الأميركيون السود، الذين يشكلون 13 في المائة من عدد السكان من أكثر الشرائح الاجتماعية فقرا ويسجلون أقل معدل لمتوسط العمر، كما أن عدد الأميركيين السود في السجون يصل إلى ستة أضعاف من عدد السجناء الأميركيين البيض.

ويولد طفل من كل ثلاثة أطفال سود في الفقر على ما يقول محمد الذي يؤيد شأنه في ذلك شأن الكثير من الأميركيين السود باراك أوباما.

غير أن محمد يعترف أن استراتيجية المرشح الديمقراطي القائمة على استبعاد المسألة العنصرية تماما من حملته، "كادت تصيبني بالجنون".

ويقول "ما يؤلمني هو أنه لا حديث مطلقا في هذه الحملة عن انعدام المساواة بين البيض والسود" لكنه يضيف "إنني أفهم أن أوباما اعتمد هذه الإستراتيجية ليكسب ولكن هذا يحزنني".

وحرص أوباما (47 عاما) الذي ولد من أب أسود كيني وأم بيضاء من كنساس على ألا يطرح نفسه باعتباره مرشح الأميركيين السود للرئاسة بل قدم نفسه كمرشح لكل الأميركيين.

ويقول غاري ويفر، وهو كاتب وأستاذ في الجامعة الأميركية في واشنطن إن "أوباما تجنب بحذر التحدث عن المسألة العنصرية إلا عندما اضطر إلى ذلك". ويشير إلى أن المرشح الديمقراطي خصص خطابا واحدا فقط من خطبه العديدة للمسألة العنصرية.

ولكن صمت باراك أوباما حول هذه المسألة لم يجنبه الهجمات المباشرة او الضمنية ضده، على ما يقول ويفر موضحا كانت "هناك العديد من الرسائل المشفرة من جانب الجمهوريين".

ويرى ويفر أن الادعاءات بأنه على صلة بـ "إرهابيين" أو بأنه "اشتراكي" ربطته بشكل غير مباشر بتأثيرات أجنبية وكانت "تبعث بمهارة" رسالة عنصرية.

ورغم محاولات المجتمع الأميركي التخلص من الأفكار العنصرية المسبقة فإنها ما تزال متواجدة بعد أربعين عاما على اغتيال مارتن لوثر كينغ.

وتظهر دراسة أجرتها جامعتا سان دييغو وشيكاغو أن الأصل الإتني والانتماء العنصري يمكن أن "يلعبان دورا اكبر مما يظن كثيرون في الطريقة، التي يجري بها النظر إلى المرشحين".

وتضيف الدراسة أن "مرشحا اسود يجري النظر إليه ضمنا باعتباره أقل أميركية من مرشح أبيض".

وتؤكد شخصيات سوداء مرموقة أنها تعي لماذا كان أوباما بحاجة إلى استبعاد المسألة العنصرية من حملته لكنهم يعتبرون أن هذا الخيار يثير العديد من علامات الاستفهام حول التزامه تجاه الأميركيين السود.

وتقول جوي زارمبركا التي أعدت دراسة حول العائلات المختلطة : "يبدو الأمر بالنسبة لي كما لو كان الأميركيون السود عشيقة مضطرة للاختباء فالجميع يفترض وجود علاقة لكن لا احد على يقين تام".




تابعونا على فيسبوك