فضاء الشباب سباتة بالدار البيضاء

مؤسسة فسحت المجال لتفجير الإبداعات والطاقات الشبابية

السبت 10 ماي 2008 - 11:16

حركة كبيرة يشهدها فضاء الشباب اسباتة، كل يوم، من الثلاثاء إلى غاية يوم الأحد صباحا، ابتداء من الرابعة ظهرا.

أطفال وشباب يصلون على التوالي، في ضوضاء وصخب لا يزعجان بأي حال المشرفين على تسيير الفضاء فقط، لأن الأمر يوحي بنشاط وهمة لكل هؤلاء الذين يفدون عليه سواء لممارسة رياضة أو نشاط مسرحي أو للرسم أو حتى لتلقي دروس الدعم المدرسي.

استبشر آباء وأولياء الأمور من السكان، خيرا مع تأسيس الفضاء قبل أربع سنوات، على تراب مقاطعة اسباتة، التي كانت تفتقر إلى عدد من المنشآت التربوية والترفيهية، والمرافق الخاصة بتأطير الشباب والأطفال.

يقول بوشعيب خرشوف، مدير الفضاء: "إنها مؤسسة شبابية جاءت لتغير الفكرة عن دار الشباب التقليدية ونظرة أولياء الأمور الذين كانوا يعتبرون مثل هذه الفضاءات مضيعة للوقت. اليوم تلبي هذه المؤسسة الكثير من الحاجيات، بالنسبة إلى الجمعيات الموجودة في المنطقة، والتي لم تكن تجد مقرا خاصا لتنظيم بعض أنشطتها، أو لاجتماع أعضائها".

تنشط داخل فضاء الشباب اسباتة 32 جمعية داخلية، وأزيد من 35 أخرى خارجية، تتوزع حصصها زمنيا، بالتوافق والتفاهم، لاستغلال مرافق الفضاء، أي 7 قاعات لاستعمالات متعددة.
ولإشعاع أكثر، كان على الفضاء أن يتمكن من التأقلم مع مجموعة من برامج الدولة، على رأسها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وهكذا استطاع أن ينخرط في إنجاح عدد من المشاريع، أهمها مشروع المجال السمعي البصري الذي تتكلف به جمعية ريم للثقافة والتربية والخدمات الاجتماعية "وهو المشروع الذي استفاد من مبلغ 80 ألف درهم، ويؤطر مجموعة من الشباب منذ سنتين، ليصبح الخلية الوحيدة لتوثيق أنشطة الفضاء صورة وصوتا، كما يعتبر الخلية الوحيدة التي تستفيد منها كل الجمعيات ودور الشباب الذي توجد بالمنطقة، ما نعتبره شرفا للمؤسسة" يشرح خرشوف.
المشروع الثاني يتعلق بتكوين الحكام تحت إشراف عصبة الدار البيضاء للحكام، "وقد جرى تكوين الدفعة الأولى، من 44 شابا، استفادوا من تكوين مدته سنتان، ليصبح بإمكانهم الالتحاق بمعهد مولاي رشيد، ومواصلة تكوينهم كحكام وطنيين ولم لا دوليين"
هناك ثلاثة مشاريع أخرى لا تقل أهمية عن المشروعين الأولين، وهي: مشروع لمنظمة الكشاف والمرشدات، يقتضي اقتناء تجهيزات خاصة بالتنشيط التربوي داخل المنظمة وحتى خارجها، في المناطق النائية، وكلفت التجهيزات الخاصة بالتنشيط لهذا المشروع 120 ألف درهم، تسلمت منها الدفعة الأولى من المبلغ. ومشروع لتكوين المربيات، في إطار مرصد لمساعدة الأطفال ضحايا الإدمان، ويشمل العمل الميداني الذي يقتضي الخروج إلى الشارع للتحدث إلى المشردين وتعلم كيفية إقناعهم وكيفية التعامل معهم، والقيام بأنشطة لفائدتهم. ويستفيد من هذا المشروع لحد الآن حوالي 33 مربية. وأخيرا، مشروع التكوين في الإعلاميات، الذي تؤطره، اليوم، جمعية فرسان التنمية، وهو مشروع عرف نجاحا كبيرا، وحصل على مبلغ 110 ألاف درهم، لشراء حواسيب ومد شبكة الأنترنيت، واستفاد منه، السنة الماضية، 156
فردا بالاضافة إلى 128 مستفيدا خلال هذه السنة."هذا المشروع يعرف تأطيرا جيدا لذا يعرف إقبالا متزايدا، بحيث تسلم للمستفيدين شهادات في حفل نهاية التكوين".
هناك أيضا برامج متعددة تقوم بها وزارة الشباب والرياضة على المستوى الوطني، "لكن تلتزم الجمعيات في إطار فضاء الشباب، بتعميمها وإنجاحها، مثل تظاهرة "زمن الكتاب" و"الجامعات الشعبية" التي يجري في إطارها تدريس مادة المسرح من قبل متخصصين، على أساس أن ننتقل السنة المقبلة إلى مادة أخرى هي السينما أننا نتوفر على مشروع السمعي البصري الذي سيساعد أكثر على التكوين في هذا المجال".
ويباشر فضاء الشباب، برنامج"الرياضة للجميع"، الذي يدخل في إطار المنتديات الشبابية. عن هذه المنتديات يقول بوشعيب خرشوف:" إننا نريدها منتديات فكرية تحسيسية، تساهم في تكريس روح المواطنة لدى الشباب، فقد ناقشت المنتديات السابقة "المشاركة السياسية للشباب" بينما نناقش هذه السنة الشغب في الملاعب، حيث جرى التنسيق مع عدد من الوداديات الرياضية من أجل تنظيم محاضرات لتحسيس الشباب وتقريبهم من أسباب الظاهرة وخلفياتها، وكل هذا بهدف خلق فرصة للحوار وتبادل الأفكار التي لا يمكن إلا أن تنمي لديهم حس المسؤولية".
خدمات الفضاء المتعددة مكنت من تطوير أنشطة العديد من الجمعيات، ومن تأهيل هذه الأخيرة للمشاركة بفعالية في عدد من التظاهرات، سواء في مجال المسرح أو الرياضة، مثل ما هو الشأن بالنسبة إلى كل من نادي أبراج للمسرح ونادي أبعاد اللذين تمكنا من خوض إقصائيات المهرجان الوطني لمسرح الشباب هذه السنة، كما حضر الفضاء هذا المهرجان المنظم ببوزنيقة، ممثلا بخلية السمعي البصري، حيث قامت بتوثيق جميع العروض المقدمة، وتصوير جميع الورشات.
لم يغفل الفضاء الانفتاح على المواطن بشكل عام، من خلال مجموعة من الأعمال الاجتماعية الذي يساهم في إنجاح تنظيمها من قبل الجمعيات المعنية، سواء تعلق الأمر بحملات طبية أو إحسانية لفائدة المعوزين.
ويعمل الفضاء حاليا على إنجاز مشروع جديد يتعلق بتأسيس نادي الشطرنج " هذا المشروع انطلق قبل أسابيع، وهو فكرة جديدة لأحد أبناء الفضاء من هواة الشطرنج، الذي يسعى إلى تعليم الأطفال مبادئ الشطرنج و التعامل مع البيادق على شاشة الحاسوب أولا، وذلك بطريقة علمية ومحببة لديهم، ويبقى الطموح هو أن نشكل فريقا خاصا للفضاء، يشارك في البطولة الوطنية التي تنظمها الجامعة الملكية للشطرنج، وسنبذل من جهتنا الجهد لمساعدة هذا الشاب وتحقيق هدفه".
كل هذه الأنشطة والبرامج والمشاريع تجد صداها لدى المستفيدين والوافدين على الفضاء، وحتى لدى المواطنين، بفضل طاقم من العاملين الذين يحرصون على سير منتظم وعقلاني للعمل داخل الفضاء، فإلى جانب بعض الأطر الموظفة هناك أطر مساعدة تشرف على الورشات التي تقام بالفضاء. وفتيحة حيبوب أحد هذه الأطر التي يرجع لها الفضل في تنوير فكر عدد من الأميين، إذ تشرف على ورشة محاربة الأمية بكل تفان ومواطنة، فتقدم حصتين في اليوم لمحو الأمية باللغتين العربية والفرنسية لحوالي 75 مستفيد أغلبيتهم من النساء. وليس هذا فحسب، بل تعتبر المنسقة الرئيسية للمؤسسة بحكم تجربة طويلة ومهمة في المجال الجمعوي.

بوشعيب خرشوف

يؤمن بالطاقات الشبابية، ولا يجد مجالا لتفجير هذه الطاقات أفضل من العمل الجمعوي. إنه تربية وتضامن وتنوير للفكر وتنمية المعارف وزرع لروح للمسؤولية... وكلها رهانات هذا العمل الذي يحمل في طياته كل حيثيات المواطنة، وعاها خرشوف منذ الصغر لينخرط كليا فيه، إلى درجة أنه لم يشتغل في مجاله المهني بعيدا عن المجال الجمعوي.
تلقى هذا الشاب عدة تكوينات وتحمل عدة مسؤوليات جمعوية، منها منشط ومؤطر ونائب مدير لمركب الحسن الثاني للشباب، قبل أن يستقر به الحال، مديرا لفضاء الشباب اسباتة الذي يسخر من أجله اليوم كل مجهوده، في سبيل الرقي بعمل الجمعيات كرافعة للتنمية.

ورغم تكوينه العلمي، كان الميول إلى المسرح أقوى، حيث شارك في مجموعة من أعمال مسرح الهواة. ورغم منصبه المسؤول في الفضاء لم يتخل عن نشاطه داخل
جمعية فرسان التنمية.

وزادت التكوينات التي تلقاها من خبرته في المجال ، إلى جانب تكوينه في التنشيط السينمائي، وتكوينه في مجال صياغة المشاريع التنموية مع منظمات دولية ووطنية.
هذه التجربة المعمقة أهلته ليكون مسؤولا متفهما لحاجيات وانتظارات الشباب الجمعويين، كما أهلته لحل المشاكل المطروحة، إن وجدت، بكثير من التعقل، موازنا بين دوره الإداري ودوره الجمعوي كمنشط داخل الفضاء ووسيط بين الأندية والجمعيات ومندوبية الشبيبة والرياضة التي يقع الفضاء تحت وصايتها.

فضاء الشباب اسباتة

جميلة 4، رقم 89، قرية الجماعة

الهاتف: 022386761




تابعونا على فيسبوك