السكان يتهيأون للاحتجاج ويرفضون انتظار مزيد من الوفيات

أنفكو مرعوبة من مأساة جديدة لطاحونة البرد والمرض

الجمعة 09 نونبر 2007 - 09:43

"ما زالت قرية أنفكو على حالها، ومازال أطفالها مهددين بالموت"، بهذه العبارة أثار عزيز العقاوي، الكاتب العام لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة خنيفرة، في تصريح لـ "المغربية"، قضية القرية المحاصرة بالجوع والمرض، والتي تتهيأ من جديد لتقديم مزيد من أط

وقال العقاوي إن"الكرة في مرمى الحكومة لأزيد من سنة، ولكن شيئا لم يتحقق على أرض الواقع، فالوضع ما زال كما هو، وفي حالة عدم الاستجابة الفعلية لمطالب سكان أنفكو، سنلجأ إلى كل الأساليب التي نشتغل عليها، من بيانات ووقفات احتجاجية ومسيرات، لممارسة أقصى الضغط على الجهات المسؤولة، بهدف تنفيذ وعودها، ورفع الحصار عن أنفكو، ومناطق أخرى شبيهة بها".

وتطرق الناشط الحقوقي إلى المهلة الممنوحة للحكومة لكي تفي بوعودها تجاه سكان هذه القرية المنسية، مضيفا أن "هذه المهلة ستنتهي مع بداية موسم الثلوج، ولن ننتظر مزيدا من الوفيات".

وبخصوص عدد ضحايا الوباء المجهول، الذي يفتك بأطفال أنفكو مع بداية موسم البرد من كل عام، أشار العقاوي إلى أن "وزارة الصحة لم تقدم العدد الحقيقي للوفيات، وصرحت بأن عددهم يتراوح ما بين 9 و10 حالات، في حين قدمنا نحن لائحة تضم 37 ضحية".

وأوضح الفاعل الجمعوي والحقوقي أن فرع الجمعية "نظم وقتها وقفات احتجاجية أمام مستشفى إقليم خنيفرة، على اعتبار أن وزارة الصحة هي المسؤولة، كما نشرنا مجموعة من البيانات، الأمر الذي شكل ضغطا حقيقيا على الجهات المسؤولة".

وقال العقاوي"زار القرية وفد يتقدمه وزير الداخلية، شكيب بنموسى، إلى جانب وزير الصحة السابق، محمد الشيخ بيد الله، ومستشارة جلالة الملك، زليخة نصري".

وزاد الناشط الحقوقي موضحا أن السكان تلقوا كثيرا من الوعود، التي أعادت إليهم الأمل، بيد أن آمالهم اليوم تخبو عندما لم يجدوا أي شيء يتحقق على أرض الواقع لفائدة أوضاعهم الاجتماعية والإنسانية.

ومن المشاريع التي قدمها المسؤولون إلى السكان، يضيف الناشط الحقوقي، هناك"مشروع لإنجاز طريق بميزانية 14 مليار سنتيم على مسافة 70 كلم بين ميسور وأنفكو، وهناك مشروع بإحداث وحدة صحية متكاملة بالقرية، قبل أن يتحول هذا الوعد إلى مستوصف داخل قاعة صغيرة، لا يستجيب لحاجيات السكان الصحية"، مبرزا أن "وجود الطبيب يتوقف على اقتراح موجه للأطباء الخريجين بالتطوع للعمل بالمستوصف خلال 6 أشهر بالتناوب".

وأكد العقاوي أنه"في الآونة الأخيرة وصلت شاحنات تابعة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن إلى أنفكو محملة بمواد غذائية وأفرشة، ولكن المطالب الأساسية المرتبطة بالبنيات التحتية لم تتحقق".

وتتعلق مطالب سكان القرية، يضيف الناشط الحقوقي، بإنجاز الطريق الموعود به، وبناء مستشفى، والتعرف على ميزانية الجماعة القروية منذ تاريخ إنشائها عام 1993 وإلى اليوم، خصوصا أن مداخيلها من العائدات الغابوية تحقق فائضا يصل إلى حوالي مليار سنتيم سنويا.




تابعونا على فيسبوك