ندوة مركز الجزيرة للدراسات حول سؤال القيم وتحديات العولمة

قيم عليا تنقذ الإنسان من عولمة الإخلاد إلى الأرض

الأربعاء 07 نونبر 2007 - 09:56

يتحدث الكثيرون عن شيوع العدمية، أو فقدان المعنى أو احتضار الأخلاق، وآخرون عن حرب القيم، وصدام القيم، وأفول القيم إلخ ألا تعكس هذه القضايا قلقا.

في الحضارة؟ وإلى ماذا يعود هذا التشاؤم، حتى لا نقول اليأس، الذي يطبع رؤية الإنسان لحاضره ومستقبله؟ وهل حقا أن من نقاط قوة الحضارة الغربية المعاصرة، كونها تصحح نفسها، ولديها القدرة على إبداع الوسائل لتجاوز إمكاناتها؟ وإذا سلمنا بنزوع العولمة نحو القهر، فهل نُسَلِّم مع هذا بأن العولمة تمثل تهديدا للقيم وعلى رأسها قيمة الأخلاق؟ وكيف تستهدف العولمة القيم هدما وبناء؟ وأخيرا، وليس آخرا، هل هناك إمكانية لبناء منظومة قيم قادرة على لجم إرادة القهر؟ كانت هذه عينة من الأسئلة القيمة التي افتتح بها المفكر المغربي مصطفى المرابط الندوة الشهرية التي ينظمها مركز الجزيرة للدراسات، وجاءت تحت عنوان سؤال القيم وتحديات العولمة، واختار لها المسؤولون أن تنظم هذه المرة، في العاصمة المغربية الرباط، زوال يوم الاثنين 29/10/2007، وتميزت بعرض آراء كل من طه عبد الرحمن، بصفته رئيس منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين (ومقره الرباط)، وخالد حاجي، باحث في مركز الجزيرة للدراسات، ومحمد بلفقيه، أستاذ الجغرافيا والتعمير بجامعة محمد الخامس بالرباط

طه عبد الرحمن : قيم بديلة إيمانية التوجه وروحية التحقق

ـ هل يمكن التعاطي مع العولمة على أنها مهتدية ومتسامحة؟ بهذا التساؤل، افتتح الفيلسوف المجدد طه عبد الرحمن مداخلته في الندوة، ملاحظا أن العولمة، بصفتها إرادة الإنسان في الانتشار في الأرض بحيث يحيط الإنسان بجميع أطراف العالم، لم تقتصر على جعل السوق سوقا مسوقا لنفسه، بل قطعت إرادة الانتشار شوطا أكبر من هذا، عندما حولت العُمُلات من كونها وسيط إلى بضاعة للمتاجرة، وقد أصبح العالم أشبه بسوق كبيرة، ليخلص إلى تعريف جديد وظرفي، مفاده أن العولمة هي انتشار تسليعي في الأرض، تأسيسا على مجموعة من القيم توسلت بها لتحقيق هذا الانتشار، وجاءت كالتالي :
ـ هناك خلو من القيم الفطرية، فلا مكان لها في هذا الانتشار، لأن الأشياء والعلاقات أصبحت تُقدَّر بالأثمان، بينما الثمن يُضاد القيم، والشيء القَيِّم لا ثمن له، والشيء المُثَمَّن لا قيمة له

ـ تساهم العولمة في هدر كرامة الإنسان، لأن قيمة المرء تقدر بحسب استحقاقه، واستحقاقه يعني إسهامه في الدفع بعجلة التسليع

ـ إطلاق العنان لحرية الفرد، فالانتشار التسليعي يجعل من الفرد هو المرجعية الأساسية في المجتمع، مقدمة المصالح الخاصة على المصالح العامة
ولا مصلحة تعلو على حفظ حريته كاملة

ـ الاستثمار في الأماني، من منطلق أن الانتشار التسليعي يشجع على تحقيق الربح بلا حد

ـ الاستبداد بالقوة، فمقصد الانتشار التسليعي يجعل من الربح اللامحدود يؤدي إلى تكديس الفاحش من المال، وهذا يؤدي بدوره إلى تحصل أسباب القوة، مما يدعو الأناني إلى أن يُظهر تفوقه على الغير

ـ التمسك بالمادية المنسقة، أو المادية المبنية على التعقيل الكامل للسلوك الإنساني، ويستمد هذا التعقل أحدث أسباب التقدم العلمي والتقني، ويصطلح طه عبد الرحمن على هذه الميزة بـ الإخلاد إلى الأرض

في ما يتعلق بمفاسد هذه القيم، فتتجسد في العلاقات التسليعية التي تقيمها مع العالم، وقد مَيَّزَ المحاضر بين ثلاثة أشكال في هذه العلاقات :

علاقات الإنسان مع الطبيعة وعلاقة الإنسان مع الآخرين وعلاقة الإنسان مع ذاته، وبَدَيهِي عند تأمل هذه المفاسد، أن تكون المفسدة الكبرى مُجَسَّدَة في اعتبار الإنسان وسيلة وليس غاية

وبناء على هذه القيم الجديدة التي تتوسل بها العولمة، توقف طه عند تعريف ثالث وجامع للعولمة، باعتبارها هذه المرة انتشارا تسليعيا للعالم يُوَصِّل إلى الإخلاد إلى هذا العالَم عن طريق العمل بالقيم التالية :

الحرية المتسيبة والتنافس المفترس والربح المتوحش والأنانية المفرطة والقوة المستبدة والمادية المنسقة، ومُتسبِّبة في فساد كبير للعالم، ويتمثل في إيذاء الطبيعة مما يجعل آثار هذا الأذى تقع على غير فاعله فضلا عن فاعله، وفي إيذاء الآخرين ما يجعل آثار هذا الأذى يضر بكرامتهم، وأخيرا، في إيذاء الفرد لنفسه ما يجعل آثار الأذى يضر بسعادته
وفي معرض الإسهام في تقويم هذه الاختلالات، توقف المتدخل عند بعض الملاحظات ـ المؤاخذات على جملة من المشاريع الكبرى التي بزغت ضدا على توجه العولمة القائم، ويذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، الإعلان من أجل أخلاق عولمية، وجوارنا العولمي، وتنوعنا الأخلاقي، و»الإعلان العالمي لمسؤولية الإنسان، ومشروع الأخلاق العالمية لليونسكو، والإعلان عن حقوق وواجبات الإنسان (أو ما سمي بـ مشروع فالنسيا) 1999، وغيرها من المبادرات.

تكمن أولى هذا المؤاخذات في أن هذه الأخلاقيات لا تقصد نهائيا إيقاف هذا الانتشار التسليعي، ولا بالأولى استبدال غيره مكانه، وإنما هدفها تهذيبه، بحيث يفقد الفعل الاقتصادي الصدارة لتؤول إلى الفعل السياسي الذي يتولى توجيه العولمة

وتكمن المؤاخذة الثانية في قدرة هذا الانتشار التسليعي، لقوة منطقه، على احتواء المطالب الإصلاحية التي جاءت بها هذه الأخلاقيات، حتى أنه استطاع أن يخضعها لمقولاته، كأن يتحدث عن كلفة الأخلاق، وعن الثمن الذي سندفعه إذا مارسنا هذه الأخلاق، إلى درجة الترويج لمقولة التنمية المستدامة، واعتبرها طه عبدالرحمن حيلة من الحيل التي لجأ إليها هذا النظام بقوة منطقه لاستيعاب هذه المطالب الأخلاقية

وبالنسبة للمؤاخذة الثالثة، فتتجسد في أن هذه الأخلاقيات تدعي أنها تسعى إلى تحقيق نوع من التأنيس لهذا الانتشار التسليعي، ولكن، لم تأخذ بكل أسباب الأنسنة، لأنها غَيَّبَت عنصر الإيمان، بله، عنصر العمل الديني، ولو أن بعض واضعي هذه الأخلاقيات من أشهر رجال اللاهوت، مما جعلها (أي تلك الأخلاقيات التقويمية) تحمل نفس القيم المادية والعلمانية التي يحملها الانتشار التسليعي، فأصبحت غير قادرة على أن تزود العاملين بهذه الأخلاق، بقيم تمثلهم حقا، من تجاوز قيم الانتشار التسليعي، وأدرج المتدخل مثالا دالا في هذا الصدد، ويوصف بـ القاعدة الذهبية : على المرء أن يتعامل مع الآخر بما يحب أن يُعامل به، حيث أن المروجين له يصرحون تصريحا كاملا على أن النص موجود في كل نصوص الديانات الكبرى، ولكنهم فصلوه نهائيا، عن هذه النصوص، وألبسوه لباسا علميا خالصا، بحيث أصبح قاعدة مبتورة

واختتم طه عبد الرحمن مداخلته بالعروج على بعض سمات الطريق الذي علينا أن نسلكه بهدف التوصل إلى أخلاقيات تهذب الحداثة، وأوجز هذه السمات في نقاط ثلاث :

ـ على هذه القيم أن تكون لها القدرة على تزكية الإنسان، بحيث تحول الشعور وتنتقل إلى السلوك، فلا يكفي، يضيف طه، أن نرد الاقتصادي إلى السياسي، بل علينا أن نرد السياسي إلى الأخلاقي، فيصبح الأخلاقي هو الذي يوجه السياسي، ويوجه هذا الأخير الاقتصادي، وبهذا نحصل على تنمية روحية موازية للتنمية الاقتصادية

ـ ينبغي أن تكون القيم التي تستند إليها الأخلاقيات الجديدة، مستقلة بمنطقها، إذ يقصر الانتشار التسليعي على استيعابها داخل مقولاته، وحتى إذا ازدوجت بالقيم التسليعية، يكون لها التأثير في هذه القيم

ـ ينبغي لهذه القيم أن تكون قيما مغايرة في عقيدتها، بحيث لا تندرج في الجنس العقدي الذي تندرج فيه القيم التي انبنى عليها الانتشار التسليعي، ونحن نعلم، يضيف طه، أن القيم التسليعية تبقى علمانية التوجه ومادية التحقق وتؤدي إلى إخلاد الإنسان إلى الأرض، فإذن لابد أن تكون القيم البديلة، إيمانية التوجه، روحية التحقق، وتؤدي إلى سير الإنسان في الأرض معتبرا في الأشياء، ناظرا في عواقبها، ليخلص في الأخير إلى أن تحقيق هذه القيم المهذبة، كفيل بتحقيق الانتشار التقويمي، وليس الانتشار التسليعي، أي إعطاء كل شيء قيمة، وليس ثمنا كما هو الحال مع الانتشار التسليعي

خالد حاجي : نقد استبداد الفن والصورة

من جهته، اعتبر خالد حاجي، المتخصص في علوم الفن والجمال، أن مأزق العولمة في التعاطي مع الجمال، كونها تريد أن تختزل الجمال في التجربة الفنية، وهناك فرق بين الجمال كمعطى مبثوث في الكون وبين الفن كتجربة إنسانية، والثقافات على اختلافها تختلف في مقاربتها للفن، لولا أن خطاب العولمة الجديد يدعو ويروج إلى أطروحات استبدادية، كالدعوة الصريحة إلى معاودة الاستعمار الكرة مرة أخرى في المنطقة العربية ـ نموذجا ـ بهدف تحرير شيئين اثنين : المرأة والفن، أو المطالبة بتخليص الشعوب من نمطها في التعبير الفني، وإيجاد تعابير أخرى بديلا عن التعبير الموروث، مستشهدا بالذي صدر عن المستشرق الأميركي الأبرز، برنارد لويس دون سواه، والذي يرى بأنه على الشعوب العربية أن تتعلم البوليفونيا (أو التعبير البوليفوني الموسيقي) حتى تصبح شعوبا ديمقراطية(ومرد ذلك حسب لويس، أن التعبير البوليفوني عبارة عن تبني سلوك سبيل مختلف يؤدي إلى نتيجة واحدة) فيما اعتبره حاجي أعلى مستويات الاستبداد، لأنه يُمارَس عبر الفن

كما أكد المتدخل على أننا بصدد اشتغال جلي لعولمة اليوم على قيم الفن والجمال أكثر من قيم أخرى، ولأننا نعيش ثقافة الصورة، أو زمن الصورة بتعبير ريجيس دوبريه، فهناك دعوات إلى تحرير الصورة من ثقافة البيان الموروثة، وهذه دعوات تضمر مخاطر ومزالق كبيرة جدا، على اعتبار أن تحرير الصورة من سلطة الكلمة وقدرة البيان من شأنه أن يؤدي إلى قمة الاستبداد

تلجأ العولمة إذا، حسب حاجي إلى الصورة أكثر من لجوئها للكلمة، لأنها أكثر قدرة على الانتقال من حيز ثقافي لأخر، وترحل بسلاسة من ثقافة إلى أخرى، بخلاف الكلمة التي تحمل دلالات ومرجعيات يصعب ترجمتها، وهي بيان يملك القدرة على الإحالة على الغيب
الصورة كما يقول ليوناردو دافينشي، في أسفل إحدى لوحاته (وهي معروضة في متحف وندسور البريطاني) : من الآن فصاعدا، الصورة تعبر عن الحقيقة، أما الكلمة، فاتركها إلى العميان، بعبارة أخرى، والتقييم الرصين لخالد حاجي دائما، منذ عصر النهضة، أصبحت الصورة تحد من الإدراك ولهذا يسعى الإعلام اليوم إلى أن يحصر حواسنا ويضيق من آفاق الإدراك

كما نَوَّه بالتطورات البالغة التي تعرفها ثقافة الصورة، مطالبا الحضور والمتتبعين بأن نتحلى بروح الشجاعة حتى نصل إلى مستوى نقد ثقافة الصورة وليس التهويل والتصفيق

محمد بلفقيه : نقد عولمة إهدار القيم

نختتم هذا العرض بالذي توقف عنده محمد بلفقيه، مدققا بداية في التعريفات، فالعولمة بالنسبة إليه، هي إهدار قيم، ولما كان هذا الإهدار يتحدى الإنسان والأرض، فإن هذا التحدي يفرض علينا الإتيان ببديل قيمي، شرط الحرص على عدم الإتيان بفكر إيديولوجي مضاد للفكر الإيديولوجي المُمَيِّز للعولمة

بالنسبة لمفهوم القيمة، فإن الرد العلمي حسب بلفقيه، يستلزم في المقام الأول أن نحرر المصطلح حتى نجعل منه مفهوما حقيقيا نستطيع أن نحلل به الظاهرة ونفهمها، ونبني عليها منهجا لاستنباط المنظومة القيمية المنشودة

وبناء على ذلك، لاحظ المحاضر أن فكر ـ إيديولوجية الحداثة تميزت بحمل شعار الحياد القيمي، ثم جاءت ما بعد الحداثة التي رفعت شعار التَسَيُّب القيمي، وأخيرا، العولمة التي أوصلتنا إلى مرتبة إهدار القيم

كما اعتبر بلفقيه أن العائق الأكبر والسبب الأقوى اللذين جعلا من القيمة مفهوما رجراجا في الفكر الغربي المعاصر، هو انحباس النظر في ما هو كائن من جهة، وفي ما ينبغي أن يكون، أي المرغوب به، وليس المرغوب فيه، حتى أن الاقتصار على هذين المستويين غَيَّبَا المستوى الثالث للقيمة، وهو ما يجب أن يكون، أي المستوى الذي يتساوى أو تخلط فيه النظرة الثنائية للقيمة، مع ما ينبغي أن يكون

وكان التساؤل عن مصدر القيم التي نبحث عنها اليوم في معرض التصدي لتحديات العولمة، محور الجزء الثاني من المداخلة، من خلال طرح التساؤل التالي : من أين سنستقي القيم؟، ويقتضي الجواب والواجب في آن، التسليم بأن القيم مبادئ تنبثق من أوليات تعلوها، أي أنها خارجة عن العلم وعن الفلسفة، وهذا ما تستشعره الفطرة الإنسانية وحتى لو سلمنا بنسبية القيم، التي رسختها الحداثة، يضيف بلفقيه، فأنَّى لأي مخلوق أن يدعي لنفسه الحق في التحكم في سلوك مخلوق مثله وتوجيهه بناء على ما يضعه له هو من قيد معياري!

ولا أحد عالما كان أو فيلسوفا له من القدرة ما يمكنه من استنباط نظام كامل ومتكامل من القيم مهما كانت أدواته، ولما كانت قيمنا مطلقة، كان لا بد لها من مصدر مطلق، أما الإنسان، وإن تعقل، فهو ذات نسبية، وهو ذات فاعلية لقيم نسبية لا غير

٭ وإذا العلم محايدا، ومتجاوزا لقيم الخير والشر، فيمكن إسقاط نفس الحكم على التاريخ وعلى العقل، وآنذاك، نتساءل : من أين يستمد الإنسان منظومته القيمية؟ وللإجابة على هذا التساؤل، وضع المحاضر شرطين لا بد من استيفائهما لبناء النسق القيمي : ـ أن تنبثق القيم من خارج النظام المعرفي، وإلا عمل هذا النظام على تطويعها، خدمة لمصلحته الخاصة

ـ أن يكون مصدرها مهيمنا على مصادره، وإلا تعددت الأهواء
وإذا سلمنا بغياب المطلق، كما يفعل الفكر الغربي، فكيف نحدد أسسا ثابتة للعلم والحق والعدل والأخلاق ـ وسوف يخلص بلفقيه في ما بعد إلى أن فكرة الإطلاقية تتطلب في ذاتها حتمية التدخل الإلهي ـ وإذا كان تأسيس النسق القيمي يمكن أن يرتبط بإحدى المرجعيات الثلاث (المرجعية العلمية التجريبية المستندة إلى الواقع وحده ولا تستند إلى الفطرة، والمرجعية الفلسفية التي تعتد بالعقل وحده، والمرجعية الدينية والحقيقية التي تستوعب المرجعيتين العلمية والفلسفية)، فلا يمكن للقيم العليا، وهي لازمة للفكر الإنساني وللعمل الاجتماعي، إلا أن تستمد بقوة الحق إلى مصدر أعلى، ولا يمكن أن يكون هذا المصدر إلا الإسلام، لأن الإسلام هو عقيدة صحيحة، ولأنه يرفع القلق الوجودي عن الإنسان، ولأنه منهج حركة الإسلام قوامه القيم، ولأن الإسلام أخيرا، يستوفي شروط شرعنة القيم، وهي أربعة : الإحاطة بما يقدم على تنظيمه، التحرر من الهوى، التحرر من الضغوط الخارجية، والحيازة على مشروع لتوجيه البشرية، وأنَّى للإنسان أن يزعم لنفسه الإتيان بهذه الصفات الإلهية، وهي بمثابة شروط ضرورية!




تابعونا على فيسبوك