صفرو تلقي بظلالها على احتجاجات المحمدية

الإثنين 01 أكتوبر 2007 - 07:39

نظمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة المحمدية، ليلة الجمعة، وقفة احتجاجية ضد الغلاء والزيادة في أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية.

وخلال 30 دقيقة تجمهر حوالي 400 شخص أمام مقر فرع الجمعية بشارع عبد الكريم الخطابي رافعين شعارات تطالب بوقف الانتهاك الصارخ للحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي تتجسد في استمرار سياسة رفع الأسعار، مما يثقل كاهل المواطنين ويزيد من تدهور قدرتهم الشرائية، الضعيفة أصلا، يعجزون معه عن تلبية حاجياتهم الأساسية والعيش حياة كريمة، وهو ما يتنافى والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

وردد المتظاهرون شعارات تضامنية مع كافة النضالات الاجتماعية التي يخوضها المواطنون، وأعربوا عن تضامنهم مع سكان مدينة صفرو، محذرين مما يمكن أن يترتب عن الزيادات، ومطالبين بإيقاف المتابعات القضائية ذات الصلة في حق المواطنين، والإفراج الفوري عن المعتقلين في أحداث صفرو التي ألقت بظلالها على الوقفة.

وأبدى محتجون، التقتهم »المغربية«، تخوفا مما يمكن أن يقع في حالة أي انفلات أمني، مما أثر على مدة الوقفة التي لم تتجاوز نصف ساعة، كما يفسر الحضور القوي لأجهزة الأمن.

واعتبر عبد الله مسداد، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمحمدية، أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة صفرو تعتبر انتهاكا لحق المواطنين في التظاهر السلمي والاحتجاج والتعبير عن رفضهم لأوضاعهم الاجتماعية المزرية بسبب الزيادات المتتالية في الأسعار التي مست المواد الأساسية والخدمات العمومية.

وفي تصريح لـ"المغربية"، أشار عبد الله مسداد إلى أن البلاغ الحكومي المتعلق بالتراجع عن الزيادة في أثمان بعض المواد يشكل مكسبا مهما، إلا أنه يبقى جزئيا لا يرقى إلى مطالب المواطن وطموحه الرامي إلى التمتع بالعيش الكريم وفق ما تنص عليه المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وأكد مسداد أن مسلسل الاحتجاجات الوطنية التي انطلقت شراراتها من مدينة صفرو لتعم باقي أراضي المملكة، »سيعطي نتائج لا محالة«، والدليل على نجاح هذه الوقفات هو تراجع أسعار بعض المواد الأساسية كالخبز والدقيق، و"مواصلة النضال لا يمكن إلا أن يؤدي إلى مزيد من الإنجازات" لصالح الفئات المحرومة من المجتمع، خاصة ذوي الدخل المحدود الذين تضرروا بشكل مباشر بسبب تدني قدرتهم الشرائية.

وأضاف مسداد أن تزايد الاحتقان الاجتماعي لم يكن ليتنامى وهذه الحركات الاحتجاجية لم تكن لتزداد وتنتشر وتعم مختلف أنحاء البلاد، وهذه الوقفات والاعتصامات لم تكن لتنفجر لولا سوء تدبير الملفات الاجتماعية الكبرى وعدم إيلائها الاهتمام الذي تستحق في قوانين الميزانيات، مع تجاهل الحكومة تلبية مطالب العديد من القطاعات ومقابلتها غالبا بعقد اجتماعات تفاوضية مارطونية دون أن تفضي لأي نتائج ملموسة.

وأشار عبد الله مسداد إلى أن هذا الاحتقان الاجتماعي من المنتظر استمراره، وقد يتخذ منعطفا خطيرا وانعكاسات سلبية ما دامت دواعي ومسببات الأزمة قائمة، خاصة أن هذه الاحتجاجات الشعبية والجماهيرية اتخذت أشكالا أخرى متطورة، وأضحت تستقطب أعدادا أكبر وتستغل الفضاء العمومي للتظاهر وتعرف ردود فعل جد إيجابية لدى عموم المواطنين ما دامت تلامس بشكل مباشر وأكثر واقعية القضايا الأساسية للمعيش اليومي للفرد المغربي.




تابعونا على فيسبوك