استيقظت عام 711 على صيحات طارق بن زياد

التاريخ والجغرافيا يلتقيان في طنجة ويصنعان الحرب والسلام

الإثنين 24 شتنبر 2007 - 12:30

توجد مدينة طنجة في شمال المغرب بعدد سكان يفوق 825 ألف نسمة حسب إحصاء 2003 وتتميز المدينة بكونها نقطة التقاء بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي

من جهة، وبين القارة الأوروبية والقارة الإفريقية من جهة أخرى طنجة هي عاصمة جهة طنجة تطوان
بعد فترة من السبات، استعادت طنجة حيويتها مع انطلاق الفتوحات الإسلامية لغزو الأندلس على يد طارق بن زياد سنة 711م، ثم من طرف المرابطين والموحدين الذين جعلوا من طنجة معقلا لتنظيم جيوشهم وحملاتهم

بعد ذلك توالت على طنجة فترات الاحتلال الإسباني والبرتغالي والإنجليزي منذ 1471م إلى 1684م، والتي تركت بصماتها حاضرة بالمدينة العتيقة كالأسوار والأبراج والكنائس لكن تبقى أهم مرحلة ثقافية وعمرانية مميزة في تاريخ طنجة الوسيط والحديث هي فترة السلاطين العلويين خصوصا المولى إسماعيل وسيدي محمد بن عبد الله

فبعد استرجاعها من يد الاحتلال الإنجليزي سنة 1684م في عهد المولى إسماعيل، استعادت طنجة دورها العسكري والدبلوماسي والتجاري كبوابة على دول البحر الأبيض المتوسط، وبالتالي شهدت تدفقا عمرانيا ضخما، فشيدت الأسوار والحصون والأبواب

وازدهرت الحياة الدينية والاجتماعية، فبنيت المساجد والقصور والنافورات والحمامات والأسواق، كما بنيت الكنائس والقنصليات والمنازل الكبيرة الخاصة بالمقيمين الأجانب، حتى أصبحت طنجة عاصمة ديبلوماسية بعشر قنصليات سنة 1830م، ومدينة دولية يتوافد عليها التجار والمغامرون من كل الأنحاء نتيجة الامتيازات الضريبية، التي كانت تتمتع بها
خلال فترة الاستعمار الذي خضع له المغرب شكلت مدينة طنجة محطة تاريخية ذات مركز عالمي التقت فيه السياسة بالجغرافيا وشكلتا ملتقى طرق بين القوى الكبرى

ونظرا لمركزها الاستراتيجي، أبى السلطان محمد الخامس إلا أن يجعلها منطلقا للكفاح ضد الاستعمار وفي 9 أبريل 1947، زارها رحمه الله وألقى بها خطابا تاريخيا بعث الروح الوطنية والمقاومة ضد الاحتلال الأجنبي

وخلال الحرب العالمية الثانية لعبت مطارات طنجة دورا كبيرا كنقطة انطلاق لطائرات الحلفاء لمهاجمة قوات المحور في شمال إفريقيا

خلال الحرب الأهلية الإسبانية قامت طنجة بدور محوري في ترتيب أجندة تلك الحرب وبعد هزيمة الجيش الإسباني في المغرب عام 1921م على يد القاومة المغربية في الشمال كثرت الفتن في إسبانيا، وطالبت الحزب بعودة الحياة النيابية وحقق الجمهوريون بقيادة زامورا فوزا ساحقا وطالبوا الملك عام 1931م بالاستقالة فهرب من البلاد دون ان يستقيل فأعلنت إسبانيا جمهورية

بدأ زامورا بإصلاحات لم تعجب الناس فعادت الفوضى من جديد وانتشرت معارك الشوارع والاغتيالات وعجزت الحكومة الشعبية عن السيطرة على الموقف وطالب المحافظون بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل إعلان النظام الجمهوري.

أصل كلمة طنجة

يشهد على تاريخ طنجة المواقع و البقايا الأثرية الواقعة بها ومنطقتها، والمنتمية إلى حضارات ما قبل التاريخ وحضارات الفنيقيين والبونيقيين التي ربطت اسم طنجة في أساطيرها العريقة باسم »تينجيس« زوجة »آنتي« ابن »بوسيدون« إله البحر و»غايا« التي ترمز إلى الأرض ثم الفترة الرومانية، التي خلالها اصبحت طنجة تتمتع بحق المواطنة الرومانية بل إنه من المحتمل جدا أن روما جعلت من طنجة عاصمة لـ موريتانيا الطنجية المقاطعة الغربية لروما بشمال إفريقيا .




تابعونا على فيسبوك